«محمد العلي».. الكاريكاتير يقوم على التأمل وعمق الثقافة
| مايا حمادة
يسعى الفنان «محمد العلي» عبر مجال الكاريكاتير إلى إيصال أفكاره بصدق وشفافية مطلقة إلى الناس، لترمز إلى المعاناة الحقيقية والواقع المعيش من خلال رسومات تعبيرية أقرب إلى الواقع.
الأب الروحي للكاريكاتير
بدأت مشواري في فن الرسم ضمن مجال الفنون الجميلة يقول الفنان «محمد العلي» في حديثه لـ«الوطن» ويتابع قائلاً: «كي يدرك الفنان طبيعة الكاريكاتير عليه الانخراط بعمق في محيطه جامعاً مالديه من أفكار وخبرات ليتمرد على الواقع المعيش بقلمه وريشته، بالتأكيد الفن التشكيلي هو الأب الروحي لفن الكاريكاتير الخارج من عباءته بأبعاد بعيداً عن نمطية اللوحة، وهو فن موجود بداخلي أساساً، فالكاريكاتير يهدف إلى نصرة المظلوم على الظالم المعتدي، يساهم في إعلاء كلمة الحق، ولفت النظر إلى القضايا الإنسانية والاجتماعية المعقدة، وعند تحويل مقال كامل إلى صورة محبوبة وقريبة من الناس هو أمر صعب للغاية فالصورة الكاريكاتورية تجذب المشاهد أغلب الأحيان ليست لأنها فن صامت بل لأنها تشير إلى محتوى القصة ومغزاها».
اللوحة تحكي قصة كاملة
يقول الفنان «محمد»: هناك مدارس عديدة للكاريكاتير وهو من رواد المدرسة الأوروبية الشرقية التي لا تعتمد على النص، فاللوحة تحكي القصة ويتم ترجمتها من قبل أي مشاهد، ويعد أسلوبه نسيجاً من الاستنتاجات التي يصادفها عبر نشرات الأخبار التي يسمعها أو من خلال أحداث غير متوقعة تقع أمام عينيه، عدا التركيز على فن المبالغة الذي يعتبر من الأسس المهمة للكاريكاتير، ولكي يتمكن من نقله حرفياً يعتقد أنه يجب متابعة كل الثقافات والدراسات ذات الشأن والتي يجب أخذها بعين الاعتبار مع الكثير من التأمل والتشخيص حتى يستعد الرسام لتقديمها بحرفية وإتقان، ويرى موضوع الكاريكاتير يتجه أحياناً لضرورة المواجهة مع الطرف الآخر بوساطة القلم أو الفرشاة، فهو السلاح الفتاك القادر على الرد في يد الفنان أو رسام، إذ يعتمد الفنان «محمد» على إعداد رسوماته المستوحاة من المواقف المأساوية الناتجة بعد الحروب الدامية إشارة منه لأهمية رسالته في الدفاع عن القضايا المقدسة، فيشعر كأنه ذلك الجندي الذي يصد ببندقيته كل هجمة أو عدوان غاصب قادم إليه.
مهمة صعبة للغاية
يتابع الفنان «محمد العلي» حديثه ويقول: «مهمة رسام كاريكاتير ليست سهلة لأنه يسعى لإلقاء الضوء على الأحداث والغوص في أسرارها ومعرفة ماهية الحدث، كما يمتلك الرسام خلفية فنية خاصة ومهارات وملاحظة شديدة بهدف إظهار الحقائق عبر رسوماته من دون أي غموض وبشفافية دائمة، قدمت عدة أعمال في هذا المنحى وضحت فيها كل مرحلة في حياتي الفنية وتم نشرها في عدد من الصحف الرسمية، لكن حالياً تتم محاربة قسم كبير منها على مواقع التواصل الاجتماعي لمنع انتشارها، وخصوصاً خلال الحرب والصراعات التي نشهدها جميعنا في الآونة الأخيرة».