هموم مبكرة
| غسان شمه
أسبوعان كانا كافيين، على ما يبدو، لرفع الغطاء «الخفيف» عن فوهة صندوق الآلام في الدوري الممتاز، وكانت الفاتحة باستقالة مدرب أهلي حلب، التي تقدم بها نتيجة تواضع نتائج الفريق الذي كانت إدارته وجمهوره يعولان الكثير على هذا الموسم الذي افتتحته الإدارة الجديدة بعمل كبير وتعاقدات مهمة. وهذه الاستقالة تأتي ضمن التقاليد المعروفة والراسخة في دورينا بسبب من «حكمة» فائضة وخوف دائم من النتائج.
وهذا الأمر ليس بجديد وينطبق على معظم إدارات أنديتنا، «فاستقالة» أو إقالة أحد المدربين ولو بعد مرحلتين أو ثلاث أمر شائع ومعمول به في أروقة الإدارات التي تبحث عن انتصارات سريعة قد لا تكون مهدت لها بشكل جيد في الأساس وبالتالي لا تملك الأوراق الكافية لتحقيق ذلك، وهو ما أصبح شائعاً وعلامة مميزة لدورينا حتى تجاوز البعض في تبديل المدربين حدود المنطق في موسم واحد.
ولعله من الطبيعي أن نتساءل، أمام هذه الحالة المبكرة والظاهرة المتوقع تكرارها عند العديد من أنديتنا، بكل أسف: إذ كانت الحال كذاك في المواسم الماضية فكيف ستكون هذا الموسم؟.. ومشروعية هذا السؤال «المبكر نوعاً ما» تأتي بالدرجة الأولى من الحال غير المسبوقة، بل المدهشة، إلى مستوى إمكانية تسجيلها في كتاب «غينيس رياضي» ونعني شكل الانتخابات ومضمونها التي كانت بدورها من الغرابة والخصوصية حيث فاقت كل التوقعات على الرغم من أنها، من حيث الواقع الموضوعي، نتاج واقع العمل الرياضي الإداري والفني، والأهم نتاج حجم المشكلات المادية الكبير والذي شكل ضغطاً جعل الترشح للعمل الإداري في الأندية بمثابة المغامرة غير المحمودة العواقب حيث دخلت أنفاقاً احتاجت من الوقت والقرارات ما يؤشر إلى حقيقة مؤلمة في سياق ميدان العمل الرياضي الذي لا يسر أحداً في صورته العامة.
وفي سياق النتائج المتواضعة يحزننا أن يتعرض فارس دورينا الموسم الماضي لما تعرض له في مشاركته الآسيوية، ونظنها تأتي في السياق المشار إليه سابقاً.. والأمر نفسه ينطبق على منتخب الناشئين الذي ختم مشاركته بخسارة مريرة أمام منتخب هونغ كونغ الضعيف، بغض النظر عن فوزه على المنتخب الأردني الذي تجاوزه منتخبنا باعتباره الأضعف في المجموعة.
ومن كل ما سبق سينهض السؤال المنطقي، في هذا السياق، عن مدربينا والمستوى الفني لمعظمهم، سواء على صعيد المنتخبات أم الدوري الممتاز.. فمحاولة المفاضلة هنا غير مجدية!!