في الدوري الكروي الممتاز.. العفش أول المغادرين … الدقائق المجنونة حسمت لقاءات حمص وحلب واللاذقية .. الوثبة في الصدارة وثمانية أهداف حصيلة مرحلتين
| ناصر النجار
في الدوري الكروي الممتاز تطل علينا مسألة العقم الهجومي والخوف من النتائج، لذلك نجد أن هذه المشكلة باتت في يد المدربين الذين يكبلون أقدام فرقهم في الامتداد الهجومي لذلك وجدنا أن الحذر الدفاعي ما زال مسيطراً على المباريات خشية هدف مباغت، وهذا ما يفسر ضعف حصيلة الأهداف ويفسر أيضاً عدم تسجيل الفرق للأهداف في الشوط الأول.
وهذا الأمر لمسناه بشكل عام في لقاءي أهلي حلب مع الوثبة ومع الطليعة، ولو أن الأهلي سجل لما حصل على نقطة واحدة من ست نقاط مفترضة، لذلك كان هدف مدرب الأهلي ألا يُطرق مرماه، لكنه وقع في الفخ مرتين وكان مرماه يطرق في الدقائق الأخيرة من المباراتين كما حدث في الموسم الماضي مع الكرامة، وكرة القدم تؤكد مقولتها إن لم تُسجل فسيُسجل عليك، والقاعدة المعروفة الأخرى إن هدفاً واحداً لا يكفي لتحقيق الفوز في المباراة.
ونحن هنا أمام حالتين، الأولى تكمن بتعرض الفريق الذي سجل الهدف إلى الضغط بقية المباراة، والحالة الثانية أن يتعرض لهدف فيخسر تقدمه إما بالتعادل أو الخسارة كما حدث مع أهلي حلب مرتين وكما حدث مع تشرين، ويمكن أن ينجو الفريق بهدفه الوحيد وهذه الحالة غير مضمونة على الدوام، فحطين على سبيل المثال سجل هدفاً، وبعد الهدف أجرى مدربه تبديلاً سريعاً فأخرج لاعب وسط بمهام هجومية (مؤنس أبو عمشة) وزج بمدافع (حسين شعيب) وهذا يدل على أن حطين اكتفى بالهدف وهذه المرة نجح في الحفاظ عليه، وإذا قارنا هذه المباراة مع المباراة التي جرت في درع اتحاد كرة القدم رأينا أن حطين فاز 4/1 لأنه لم يلجأ إلى الدفاع، فحساب النقطة غائب عن تلك المباراة، وهنا نؤكد أنه ما دامت حسابات المدربين تركز على الخروج من المباراة بأقل الخسائر، فلن نجد أي تطور وتقدم في المباريات سواء على صعيد الأداء أو على صعيد النتائج، والمفروض أن يزرع المدربون ثقافة الفوز في نفوس لاعبيهم لتحقق الفرق معادلتي الفوز والأداء.
وكلامنا هذا ينسحب تماماً على الفرق المقتدرة وليست الفرق الضعيفة، فهناك نصف فرق الدوري جمعت أفضل اللاعبين ودفعت أغلى الأسعار، وحضّرت بأفضل الظروف، ووضعت نفسها بين قائمة المرشحين للفوز على اللقب ونحن نقصد هنا أندية الكرامة والوثبة والوحدة وأهلي حلب وحطين، هذه الفرق يجب أن تملك شخصية البطل وأن تدافع عن حقها في الوصول إلى هدفها عبر مباريات تؤكد ذلك ولا يمكن أن نصدق طموحها المشروع ما دام تفكيرها ينحصر بتسجيل هدف والنوم عليه، بعكس بقية الفرق التي تلعب لخطف الفوز والنقطة والهدف.
مباريات الجمعة من الأسبوع الثاني من ذهاب الدوري الكروي الممتاز حمل مفاجأة واحدة تمثلت في تعادل أهلي حلب مع الطليعة بهدف لمثله، بينما فوز الكرامة على الجيش 2/1 وحطين على جبلة بهدف وحيد أمر منطقي وطبيعي، وإن كان المفترض أن يكون الفوز أكثر صراحة من فوز صعب تحقق بعد عناء.
وأول من أمس السبت تعادل تشرين مع الوثبة بهدف لمثله، تقدم تشرين أولاً بهدف زاهر ميداني من جزاء، لكن إصرار الوثبة على عدم الخروج من ملعب الباسل في اللاذقية خاسراً جعله يدرك التعادل القاتل في الدقيقة 96 مستغلاً شرود دفاع تشرين.
على هذا المنوال نجد أن المباريات التي جرت حتى الآن من مباريات الأسبوعين الأول والثاني سجلت أربعة أهداف في الوقت بدل الضائع هدف للكرامة وهدف للجيش وهدف للطليعة وهدف للوثبة بمرمى تشرين.
الطامة الكبرى
قدمت إدارة أهلي حلب نموذجاً للعمل الإداري المنظم الصحيح، وتمثل ذلك بتصحيح أوضاع النادي المالية وتسوية أوضاع المتعلقات المالية سواء مع الفيفا أو مع اللاعبين والمدربين واتحاد كرة القدم وكل الشركات والفنادق والمطاعم وغيرهم، وهذا أمر حسن، فدخل النادي موسمه الجديد بورقة بيضاء ناصعة، وعملت الإدارة على إصلاح الكثير من المنشآت الرياضية فبدت بثوب حسن، وهذا يسهم بتحسين الحالة الفنية عندما يجد لاعبو كرة القدم أو كرة السلة مكاناً مريحاً وصالحاً للتمرين.
لكن في الحالة الفنية أخطأت الطريق، سواء في اختيار بعض اللاعبين أو في اختيار المدرب بالذات، ونحن لا نريد الخوض بما كتبته وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه الاختيارات، لكننا نكتب بعين المنطق والعقل والواقع.
الموضوع هنا يتجه إلى الطريق الذي سار عليه الفريق في الموسم الماضي، ففريق الموسم الماضي كان جلّه من أبناء النادي واستطاع أن يبصم بالدوري عبر مواهبه وخاماته الواعدة واحتل المركز الرابع عن جدارة، ولم يكن بإمكان الفريق المنافسة لصغر سن اللاعبين وافتقادهم الخبرة.
من هنا نجد أن لدينا مشروع فريق للمستقبل، ومن الممكن إجراء بعض التغييرات عليه وخصوصاً في المقدمة ليحقق المطلوب، فكانت أهم مشكلة في الفريق الموسم الماضي ضعف التسجيل وخصوصاً بعد غياب الهداف أحمد الأحمد في مرحلة الإياب بأكملها.
من الممكن أن تكون فكرة إدارة النادي تقليد نادي الفتوة بشراء اللاعبين لتتمكن من الفوز ببطولة الدوري فاستقدمت عشرة لاعبين بعضهم من أبناء النادي القدامى، وبعضهم كما قال المقربون من النادي (انتهت صلاحيتهم الكروية) وبالمقابل خسر النادي بعض اللاعبين من أبنائه المميزين الذين رحلوا إلى أندية أخرى.
أهلي حلب بحث عن الأسماء أكثر من الفاعلية، وعلى سبيل المثال فإننا نجد أن الهداف محمود البحر لم ينجح في مسيرته كهداف إلا مع نادي جبلة، وعندما انتقل إلى الفتوة لم يسجل في موسم كامل إلا ثلاثة أهداف أحدها من جزاء، بل إنه كان في أغلب مباريات الإياب ضمن التشكيلة الاحتياطية، وهذا يؤكد أن وضع الهداف غير سليم والتعويل عليه لم يكن صائباً، حتى في المباريات الودية لم يسجل إلا ثلاثة أهداف في سبع مباريات، ونحن نعلم أن المباريات الودية فرص التسجيل فيها أكثر من المباريات الرسمية النقطية، وكما شاهدنا في أول مباراتي الدوري لم يظهر البحر ولم يكن له أي تأثير فاعل في خط الهجوم أو في التسجيل.
أما بالنسبة للمدرب فالغريب أن يتم التعاقد مع مدرب لم ينجح مع أي فريق، حتى البطولة التي حققها مع الجيش قبل سنوات طويلة كانت من صناعة غيره وقد تابع مسيرة من سبقه، ومع المنتخب الأولمبي لم يحقق المطلوب، لكن الأهم من كل ذلك أن يتم التعاقد مع مدرب حقق في الموسم الماضي الفشل الذريع مع الجيش وقد نال أسوأ مركز بتاريخه فهذا يرسم الكثير من إشارات الاستفهام؟
حتى في المباريات الودية لم يقدم لنا العفش شخصية البطل في شهرين أو أكثر من فترة التحضير والاستعداد، والمباراة المهمة في درع اتحاد كرة القدم سقط أمام حطين بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي ولم يستفد من فرصة إقامة المباراة على أرضه، ليأتي بعدها الدوري ويسقط الفريق بالضربة القاضية أمام فريق حساباته البقاء في الدوري وفريق يطمح بدخول نادي الكبار، وكما حسب البعض مسبقاً أن رصيد هاتين المباراتين كان من المفترض أن يبني عليهما الفريق مشواره نحو اللقب!
اليوم أعادت إدارة النادي أحمد هواش إلى الواجهة وهو الأدرى بلاعبي الفريق وإمكانياتهم، وقد شجع اللاعبين الواعدين على الدخول في عمق الدوري في الموسم الماضي، ومن الممكن أن يبني على ما تم تأسيسه الموسم الماضي، وعليه إن أراد النجاح أن يقلّم أظفار بعض اللاعبين في سبيل مصلحة النادي.
المطلوب من إدارة النادي أن تساعد الفريق على دخول مرحلة التوازن وأن تصبر قليلاً، فكل شيء قد يتم تعويضه ومشوار الدوري طويل وحذار من الغوص في التغيير والتبديل فهو مهلك لكرة القدم ومدمرها.
من وحي الدوري
في مباراة الكرامة مع الجيش قال المدرب فجر إبراهيم إن أهم شيء تم تحقيقه هو الفوز والنقاط وهو أمر مهم في بداية الدوري، اعترف أن هناك أخطاء ويجب العمل على تصحيحها.
في المباراة زج فجر لاعبي الخبرة مع لاعبين اثنين من واعدي النادي، وحقق ما أراد عبر أخطاء حارس الجيش الذي يتحمل مسؤولية الهدفين، والهدف الأول يشاطره الدفاع في تحمل المسؤولية، وهذا كان باعتراف مدرب حراس مرمى فريق الجيش.
ولا شك أن المباراة خطوة مهمة للكرامة، ودرس كبير لفريق الجيش لإصلاح ثغرات الخط الخلفي.
مدرب حطين ضرار رداوي تحدث كما مدرب الكرامة باعتبار الفوز في بداية الدوري هو الأهم وخصوصاً إذا كان في مباراة ديربي، تراجع مستوى الفريق عزاه الرداوي إلى ظروف النادي الصعبة وغياب عدد من اللاعبين، ووعد أن القادم أفضل.
ربما كانت بقية تصريحات المدربين تصب في هذه النقاط أو إنها لامت الظروف واللاعبين والملاعب ووضعت عتبها الأكبر على أرضية بعض الملاعب غير الصالحة.
لم نسمع عن احتجاجات تجاه الحكام، ما يعني أن القرارات التحكيمية أقرب للصحيحة، ومع ذلك لم تخل المباريات من بعض التشنجات الخفيفة.
أهداف المرحلة
سجلت في الدوري ثمانية أهداف في أربع مباريات، وبات مجموع ما تم تسجيله من أهداف أحد عشر هدفاً في ست مباريات.
التعادل كان في مباراتين بنتيجة 1/1 والفوز تحقق 1/صفر مرتين و2/صفر مرة و2/1 مرة واحدة ركلة جزاء واحدة سجلها زاهر ميداني من تشرين بمرمى الوثبة، وبطاقة حمراء نالها زكريا حنان من أهلي حلب بلقاء الوثبة، وأهداف الأسبوع الثاني سجلها اللاعبون على الشكل التالي:
الهدف الأول سجله أحمد الأحمد لاعب أهلي حلب بمرمى الطليعة في الموسم الماضي سجل ثلاثية بمرمى الطليعة، وبلغ مجموع أهدافه الموسم الماضي ستة أهداف في رحلة الذهاب فقط واحتل رابع ترتيب الهدافين، علماً أنه لم يلعب في مرحلة الإياب لظروف خاصة، مجموع أهدافه في الدوري الممتاز بلغت 24 هدفاً منها أربعة لمصلحة الجيش وهدف واحد لمصلحة جبلة.
صياح نعيم ابن النادي العربي لعب للشرطة والمجد وانتقل الموسم الماضي للوثبة وهذا الموسم لعب مع الطليعة وسجل هدف التعادل القاتل، مجموع أهدافه صارت ثمانية، هدفان مع الشرطة وأربعة مع المجد وهدف واحد مع الوثبة ومثله مع الطليعة.
نصوح نكدلي سجل الجمعة هدفه السادس عشر، ونصوح أكثر من الاحتراف الداخلي والخارجي له مع الكرامة ثمانية أهداف ومع تشرين سبعة أهداف وسجل في الموسم الماضي هدفاً واحداً مع الوحدة قبل أن يحترف مع الفحيحيل الكويتي.
ورد السلامة سجل أول أهدافه مع الكرامة وهو هدفه التاسع عشر في الدوري الممتاز وسبق أن لعب للجيش وتشرين وأكثر أهدافه مع الجيش 12 هدفاً وستة أهداف مع تشرين، وهدفه على الجيش كان من بعد نصف الملعب عندما فاجأ حارس الجيش المتقدم.
حسن محمود مدافع الجيش سجل أول أهدافه في الدوري وكان الموسم الماضي يلعب مع فريق الشباب.
المهاجم المخضرم مؤنس أبو عمشة سجل هدف حطين بمرمى جبلة وهو هدفه الخامس مع حطين في موسمه الثاني، مؤنس سجل 25 هدفاً ولعب لأندية الطليعة والساحل والوثبة وأخيراً حطين.
زاهر ميداني سجل أول أهدافه في الدوري الممتاز وكان لمصلحة تشرين من ركلة جزاء على الوثبة، وغاب زاهر ميداني طويلاً عن الدوري محترفاً في العراق وسبق أن لعب قبل أكثر من عشر سنوات مع الشرطة والمجد.
عبد الرزاق بستاني سجل هدفه العشرين وكان بمرمى تشرين ولم يلعب إلا للوثبة باستثناء الموسم الماضي الذي لعب فيه للجيش وسجل هدفاً واحداً وغاب الموسم الذي قبله بالكامل بسبب الإصابة.
فريق الوثبة في الصدارة حالياً بأربع نقاط، يليه الجيش والكرامة وحطين بثلاث نقاط ثم تشرين والطليعة وأهلي حلب بنقطة وجبلة والشرطة بلا نقاط، بينما لم تلعب فرق الوحدة والشعلة والفتوة حتى الآن.