«الصحة العالمية» و«يونيسيف» طالبتا الاحتلال بوقف استهداف المدنيين … غوتيريش: غزة شهدت أكبر عدد من حالات قتل الصحفيين في حرب منذ عقود
| وكالات
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن قطاع غزة شهد أكبر عدد من حالات قتل الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام في أي حرب منذ عقود، في حين طالبت الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» الاحتلال بوقف استهداف المدنيين والعاملين الإنسانيين عقب قصفه مركزاً للتطعيم ضد شلل الأطفال شمال غزة، على حين اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن قرار الاحتلال بحظر عمل وكالة «أونروا» على الأراضي الفلسطينية يتجاوز الإجرام الإسرائيلي المعهود لأنه يمس بمستقبل الملايين من الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها.
وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للجامعة جمال رشدي، أنه خلال لقائه رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، بمقر الأمانة العامة أمس، دعا أبو الغيط الأمم المتحدة إلى الالتفات لخطورة هذه القرارات الإسرائيلية التي تُشكل سابقة على صعيد عمل المنظمات والوكالات الأممية، مؤكداً أنه يتعين على الأمم المتحدة حماية هذه المنظمات ولا ينبغي أبداً أن تُفلت إسرائيل من هذه القرارات، مشيراً إلى أن الجامعة العربية تعمل بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني والمجموعة العربية في نيويورك، من أجل إصدار قرار أممي يتضمن رفضاً قاطعاً لهذه الإجراءات الأحادية التي أقدم عليها الاحتلال لتفكيك الأونروا أو تقليلها.
بدوره نقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله في رسالته أمس بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين: إن «الصحفيين في جميع أنحاء العالم يمنعون من القيام بعملهم وغالباً ما يواجهون التهديدات والعنف وحتى الموت في أداء رسالتهم لإظهار الحقيقة ومساءلة ذوي النفوذ»، لافتاً إلى أن هناك 9 من كل 10 جرائم قتل للصحفيين تمر من دون عقاب، وهذا أمر يجب أن يتغير.
ودعا غوتيريش الحكومات إلى الوفاء بالتزاماتها واتخاذ خطوات عاجلة لحماية الصحفيين والتحقيق في الجرائم المرتكبة بحقهم وملاحقة مرتكبيها في كل مكان، مطالباً بالعمل لوضع حد لدوامة العنف، والتمسك بحرية التعبير، وضمان أن يتمكن الصحفيون من القيام بعملهم الأساسي بأمان ومن دون خوف في كل مكان.
بدوره، دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني إلى ضرورة التركيز على التوصل إلى اتفاق لإنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة، بدلاً من التركيز على حظر الوكالة أو إيجاد بدائل لها، وقال في حسابه عبر منصة «إكس»: «إن تفكيك «أونروا» في غياب بديل قابل للتطبيق سيحرم الأطفال الفلسطينيين من التعلم»، محذراً من أنه من دون التعليم ينزلق الأطفال إلى اليأس والفقر، ويقعون فريسة للاستغلال، وبالتالي تظل المنطقة غير مستقرة ومتقلبة.
وشدد لازاريني على أن أطفال غزة الآن يخسرون عاماً ثانياً من التعليم، وأن «أونروا» هي الوكالة الأممية الوحيدة التي تقدم التعليم بشكل مباشر في مدارسها، وفي الضفة الغربية، يتلقى ما يقارب من 50 ألف طفل التعليم في هذه المدارس.
من جهتها، طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» كيان الاحتلال الإسرائيلي بوقف هجماته على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وما تبقى من المرافق والبنية التحتية داخل قطاع غزة، مشددة على ضرورة إجراء تحقيق فوري في ملابسات استهداف الاحتلال لموظفيها في جباليا.
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل، في بيان نشرته على منصة «إكس» أمس: «إن نهاية الأسبوع شهدت تصاعداً دامياً في الهجمات شمال القطاع، حيث وردت تقارير تشير إلى استشهاد أكثر من 50 طفلاً في جباليا خلال اليومين الماضيين»، محذرة من أن جميع سكان شمال غزة وخاصة الأطفال معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والقصف المستمر، وأصيبت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» شمال غزة أول من أمس، إثر إلقاء قنبلة من مسيّرة للاحتلال «كواد كابتر» على سيارة تابعة للمنظمة في جباليا شمال القطاع.
في الغضون، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في بيان عبر منصة «إكس» أمس: «تلقينا تقريراً مقلقاً للغاية يفيد بأن مركز الشيخ رضوان للرعاية الصحية الأولية في شمال غزة تعرض للقصف، السبت»، مشيراً إلى أن «المنطقة تعرضت للقصف في حين كان الآباء يحضرون أطفالهم للتطعيم ضد شلل الأطفال، رغم أنه تم الاتفاق على هدنة إنسانية فيها، للسماح باستمرار التطعيم».
وتابع: «6 أشخاص أصيبوا في هذا القصف، بينهم 4 أطفال، وإن فريقاً من منظمة الصحة العالمية كان موجوداً في الموقع قبل وقوع الهجوم بقليل»، مشدداً على ضرورة احترام هذه الهدن الإنسانية الحيوية، بشكل مطلق، كما جدد الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.