عربي ودولي

اللواء سلامي: نجهز أنفسنا بكل ما يلزم والمقاومة ستوجه ضربة قاسية للأعداء … بزشكيان: إذا توقفت إسرائيل عن قتل المظلومين والأبرياء فقد يؤثر في نوع وشدة الرد الإيراني

| وكالات

أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن الإسرائيليين يعلمون جيداً أنهم إذا ارتكبوا أي خطأ ضد إيران فسوف يتلقون رداً شديداً، وقال إن إيران لن تترك الاعتداء على أمنها من دون رد.

وأحيت إيران، أمس الأحد، «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» بتظاهرات حاشدة في المحافظات كلها، تحت شعار «أميركا محور الشر في العالم»، وأكد قائد حرس الثورة الإسلامية، اللواء حسين سلامي، أن الشعب الإيراني «أثبت قدرته، بينما فشلت الولايات المتحدة في كسر شوكته من خلال فرض العقوبات عليه».

وخلال اجتماع الحكومة مساء أمس الأحد، قال بزشكيان: «إذا أعادت إسرائيل النظر في سلوكها بقبول وقف إطلاق النار والتوقف عن قتل المظلومين والأبرياء في المنطقة، فإن ذلك قد يؤثر في نوع وشدة الرد الإيراني»، حسب وكالة «مهر» الإيرانية.

من جهته وخلال خطابه في «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي»، قال اللواء سلامي: «الولايات المتحدة التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية لم نعرف منها إلا الحروب، فهي مصدر الفوضى السياسية في العالم»، وأضاف: «نعرف أميركا من خلال الجرائم وإثارة الفتن، وهي تحاول تغيير السياسات في غرب آسيا عبر الكيان الصهيوني حيث تريد تكريس التخلف وانعدام الاستقرار في المنطقة»، حسب وكالة «مهر».

وتابع: لكن الولايات المتحدة «غير قادرة على فرض سياستها على الشعوب لأن العالم تغير»، وفق سلامي الذي أشار في هذا السياق، إلى فشلها «في الانتصار على لبنان من خلال الحرب الاقتصادية، أو في الحرب على سورية، فيما لم تثمر سياساتها في إيران»، فهي «خسرت أمام شعبنا على الرغم من كل مؤامراتها»، ولفت إلى أن «المحاولات الأميركية لتمرير ما تسميه التطبيع الإبراهيمي باءت بالفشل».

وفي الإطار، شدد سلامي على أن «الفئة القليلة المؤمنة في غزة ستنتصر على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني»، إذ إن «جنود الكيان الصهيوني يُدفنون على ثغور غزة ولبنان»، حيث يوجه حزب اللـه الصفعات إلى إسرائيل»، وأردف قائد حرس الثورة في إيران بأن «أميركا والغرب المتحالف معها اجتمعا ضد غزة، لكن أهلها استطاعوا أن يبثوا أملاً جديداً».

ومضي يقول: «نرى أن الكيان الصهيوني يقترب من يوم أفوله.. ونحن نعرف كيف نكبد العدو الخسائر، وسنواصل الوقوف في وجه الاستكبار»، وشدد سلامي على «وقوف إيران مع سورية واليمن والعراق ولبنان في مواجهة الكيان الصهيوني».

وفي بيان له بهذه المناسبة، أصدره قبل الكلمة، أكد سلامي أن جبهة المقاومة وإيران «ستجهزان نفسيهما بكل ما يلزمهما لتحقيق الانتصار على العدو»، وشدد على أن «جبهة المقاومة وإيران لا تخشيان من عربدات وتهديدات الأشرار الحاكمين في الولايات المتحدة وتل أبيب»، كما هدد قائد حرس الثورة الولايات المتحدة وكيان الاحتلال بأن المقاومة في المنطقة «ستوجه ضربة قاسية إلى جبهة الشر».

وأضاف: إن «ما يظهر اليوم في الساحة وفي الوقائع المؤلمة وغير القابلة للإنكار في منطقة غرب آسيا الإستراتيجية، وخصوصاً في غزة ولبنان، هو أقوى وأصدق دليل على انهيار حقوق الإنسان الأميركية، التي يتم الترويج لها تحت قيادة ودعم شامل من قادة واشنطن».

وأشار سلامي إلى أن «دماء عشرات الآلاف من الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال وسكان غزة ولبنان، أُريقت تحت الهجمات الوحشية وجرائم العصور الوسطى التي يمارسها الكيان الصهيوني الشيطاني والعنصري»، الأمر الذي «وضع الحضارة الغربية والحرية والديمقراطية الأميركية في موضع فضيحة، في واحدة من أكثر اللحظات التاريخية حساسية».

وتابع إن «العصابة الإرهابية والمجرمة، المسؤولة عن قتل الشهداء كالحاج قاسم سليماني، والسيد حسن نصر الله، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومئات القادة والمقاتلين الشهداء من جبهة المقاومة الإسلامية، هي ذاتها الشراكة الصهيو-أميركية التي أصبحت اليوم مكروهة ومنبوذة من الأمة الإسلامية، بل من المجتمع البشري وجبهة الوعي المناهضة للهيمنة».

كما شدد سلامي على أن «خط النضال الإيراني ضد أميركا، قد توسع اليوم ليتجاوز حدود هذه الأرض، ليصل صداه حتى إلى أميركا وأوروبا»، مردفاً بالقول: «سنقف صفاً واحداً، أكثر قوة من أي وقت مضى، جنباً إلى جنب مع سائر أركان وأجزاء جبهة المقاومة العظيمة للأمة الإسلامية، وسنكون مستعدين لتحقيق انتصارات كبرى، تُسرع الزوال النهائي للكيان الصهيوني وإخراج أميركا المعتدية بالكامل من منطقة غرب آسيا».

وأحيت إيران، أمس الأحد، «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» بتظاهرات حاشدة في المحافظات كلها، تحت شعار «أميركا محور الشر في العالم»، بمشاركة الطلاب، والجامعيين، وشرائح المجتمع المختلفة في كل أنحاء البلاد، وانطلقت هذه المراسم في طهران من ساحة فلسطين، وصولاً إلى «وكر التجسس» (السفارة الأميركية سابقاً)، وكان شعار هذا العام هو «السائرون نحو القدس»، حسب وكالة «تسنيم» الإيرانية.

وفي هذا المسار، نُصبت محطات ثقافية مختلفة من جانب المؤسسات الشعبية والطلاب، حيث يوضحون بطريقتهم ابتكاراتهم بشأن طبيعة الاستكبار، وحمل المشاركون في هذه المراسم أعلام إيران وفلسطين وحزب اللـه وفصائل المقاومة، إضافة إلى صور الشهداء، بمن فيهم السيد حسن نصر الله، وتزامن مراسم الإحياء هذا العام، مع تواصل معركة «طوفان الأقصى»، ويعود سبب تسمية هذا اليوم بـ«اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» إلى سيطرة مجموعة من الطلاب الجامعيين في إيران على السفارة الأميركية سابقاً، في الرابع من تشرين الثاني في عام 1979، احتجاجاً على المؤامرات الأميركية ضد الثورة الإسلامية.

وفي نهاية فعاليات إحياء اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار، أكد المشاركون في التظاهرات في بيان لهم أن مسار المقاومة «مستمر حتى تحرير القدس»، بثقة بنصر اللـه وتحت شعارات مثل «الموت لأميركا» و«هيهات منا الذلة» لنقل معاناة الشعب الفلسطيني وغزة ولبنان إلى مسامع العالم، وفق «تسنيم».

وجاء في البيان: «نحن شعب إيران، نعتبر أميركا، الشيطان الأكبر، شريكة مباشرة في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأبرياء في غزة ولبنان، ونعبر عن إدانتنا القاطعة لهذه الجرائم، كما نعلن دعمنا الكامل لجبهة المقاومة الإسلامية وصمود الشعبين الفلسطيني واللبناني، ونحذر داعمي الصهيونية والمجتمع الدولي من استمرار صمتهم المخزي، ونؤكد أن الرد القوي على أعمال الكيان الصهيوني الذي يقتل الأطفال هو حق أصيل وقانوني للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في الغضون، نفى المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الإيراني، جعفر يازرلو، أمس الأحد، وجود أي قيود على حركة الطيران في البلاد خلافاً للشائعات، وأكد عدم «وجود أي تعليمات جديدة بشأن إغلاق المجال الجوي الإيراني»، داعياً المواطنين إلى عدم الاستماع إلى الشائعات التي تروج لها بعض وسائل الإعلام، ولفت يازرلو إلى أن مصدر هذه الشائعات هو مواقع التواصل الإسرائيلية، نافياً ذلك بقوة، حسب وكالة «ايسنا» الإيرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن