مع بدء هطل الأمطار في محافظة الحسكة، تجددت مخاوف النازحين الهاربين من منازلهم من مناطق سيطرة قوات الاحتلال التركي في مدينتي رأس العين بمحافظة الحسكة وتل أبيض في محافظة الرقة، حيث خلف الاحتلال موجات من التهجير القسري إلى مناطق شمال وشرق سورية حيث تسيطر ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وتمت إقامة مخيمات لإيوائهم في مدينة الحسكة.
يعيش هؤلاء النازحون أوضاعاً إنسانية قاسية، خاصةً مع دخول فصل الشتاء، إذ يقيمون في خيام قديمة ومهترئة لم تُستبدل منذ تأسيس المخيمات، ويفتقرون إلى الطرق المعبدة، ما يجعل التنقل صعباً في ظل الطين المتراكم بعد الأمطار، حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
السيدة (ب. ج) المهجرة من قرى رأس العين والتي تقيم في مخيم واشوكاني بريف مدينة الحسكة الشمالي أشارت إلى أن الأمطار التي هطلت أول من أمس كانت تُعد خيراً للمنطقة، لكن الوضع في المخيم مختلف تماماً، إذ إن الأطفال لم يتمكنوا من النوم خشية سقوط الخيام فوقهم.
بدوره، أوضح (خ. أ) من مهجري رأس العين والمقيم في مخيم رأس العين بأن الظروف الإنسانية في المخيم خطيرة جداً، قائلاً: «لم نرسل أطفالنا إلى المدارس بعد ليلة من القلق والخوف من انهيار الخيام فوقنا، الطرقات داخل المخيم تحولت إلى برك موحلة، والخيام لم تعد تحتمل المزيد من الأمطار، ونحن بحاجة ماسة للمساعدة وتبديل الخيام في أسرع وقت».
وفي السياق شهدت مناطق إدلب وريف حلب بعد منتصف ليل السبت – الأحد، عاصفة مطرية شديدة تسببت في فيضانات كبيرة غمرت العديد من المنازل في المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال التركي وتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، تاركة وراءها أضراراً مادية جسيمة. ففي مدينة إدلب وريفها، تدفقت مياه الأمطار إلى عشرات المنازل في عدة مدن وبلدات، منها مدينة إدلب وبلدات معرة مصرين، بنش، كفرتخاريم، دير حسان، حارم، بالإضافة إلى مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وعدد من مخيمات النزوح، كان من بينها مخيمات الميدان، المعصرة، صامدون، شهداء اللطامنة، الأنفال، الحويجة، بالإضافة لمخيمات في منطقة البالعة وخربة الجوز بريف إدلب الغربي، ومخيم في بلدة قباسين بريف حلب، ما دفع الأهالي إلى اللجوء إلى وسائل بدائية لتصريف المياه في ظل انقطاع التيار الكهربائي نتيجة العاصفة القوية والرياح. كما تسببت العاصفة المطرية بإغلاق بعض الطرقات.
وفي الـ2 من أيار الماضي، تسببت عاصفة مطرية شديدة ضربت مناطق شمال غرب سورية بوقوع أضرار كلية وجزئية في عدد من المخيمات في ريف إدلب، حيث تضررت نحو 150 خيمة ضمن عدة مخيمات منها مخيمات «بيت الشمالي» و«مشيميس» و«الإيمان» و«شام» «والخويجة»، في ريف إدلب الغربي، كما تضررت مخيمات أخرى في ريف إدلب الشمالي منها مخيمات «مورك» و«الغاب» ومخيمات كفرسولين ودير حسان وقاح، حيث تسبب الأمطار الغزيرة بشكل سيول جارفة وقطع عدد من الطرق الرئيسية وأخرى تصل بين المخيمات ما تسبب بصعوبة بالغة في التنقل.
وفي أوقات سابقة وعديدة أكدت العديد من التقارير الإعلامية، والمنظمات الدولية أن «النصرة» تعمل على سرقة المساعدات الأممية المرسلة إلى النازحين تارة، واستبدالها بمنتجات محلية تارة أخرى.
وفي العاشر من تموز الماضي مددت دمشق موافقتها للأمم المتحدة على تسليم المساعدات الإنسانية من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي لمدة ستة أشهر إضافية، حتى 13 كانون الثاني 2025.