عودة السوريين الآمنة من لبنان والتسهيلات التي قدمتها دمشق يفضح نهج بعض الدول التي استثمرت لسنوات في ملف اللاجئين … مصادر لـ«الوطن»: ما يصدر مؤخراً من تقارير وتصريحات ليس إلا استمراراً للنهج ومحاولة لوقف أي تقارب أوروبي مع دمشق
| الوطن
لم تهدأ حملة التضليل والتشويش التي تقودها عدد من الدول الغربية المعروفة بعدائها لسورية للتشكيك في الخطوات التي اتخذتها الحكومة السورية في استقبالها لمئات الآلاف من الوافدين القادمين من لبنان.
الحملة المنسقة مع عدد من اللجان الدولية المحسوبة على واشنطن والتي تسوق لجملة من الأكاذيب غير المدعومة بالحقائق والمتعارضة مع ما يجري على الأرض، سعت جاهدة للترويج لفكرة تعرض هؤلاء الوافدين للمضايقات، من دون تمكنها من تقديم أي اسم، أو عرض لأي حالة تثبت صحة ادعاءاتها.
ما تسعى إليه هذه الدول جاء متعارضاً بصورة كلية مع ما جاء على لسان عدد من المسؤولين الأمميين لجهة تعاون الحكومة السورية، والدور الذي تقوم به رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها، حيث تقدم المفوض السامي لمنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بالشكر للحكومة السورية على تعاونها الكبير والسماح لجميع الوافدين من لبنان ومن دون تمييز بالدخول واللجوء إلى سورية.
كذلك اعتبر وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين الذي زار سورية أيضاً نهاية الشهر الفائت وفي تصريح لـ«الوطن»، أن دخول ما يقرب من 500 ألف وافد من لبنان بين سوريين ولبنانيين، يؤكد على مصداقية الحكومة السورية بأن باب العودة كان ولا يزال مفتوحاً من دون قيد أو شرط بالنسبة إلى النازحين السوريين، وهذا «الإنجاز» السوري لجهة استقباله هذه الأعداد الكبيرة من الوافدين أثبت بطلان ادعاءات الدول الغربية المضللة لجهة اتهام الحكومة السورية بأنها لا تريد عودة النازحين السوريين.
لتأتي تصريحات الوزير اللبناني مكملة لما سبقها من تصريحات صادرة عن مصدر دبلوماسي خليجي في بروكسل كانت تحدثت إليه «الوطن» في السابع عشر من الشهر الفائت والذي أكد أيضاً أن دخول مئات الآلاف من العائدين من لبنان، كشف كل الأكاذيب التي كان يروجها عدد من الدول الأوروبية حول استحالة العودة الآمنة للسوريين من الخارج، وخاصة أنه لم تسجل المنظمات الأممية المتواجدة بدمشق أي حالة توقيف أو مساءلة لأي سوري عاد إلى وطنه.
مصادر دبلوماسية عربية علقت في تصريح لـ«الوطن» على المحاولات الغربية المستميتة لسوق الاتهامات بحق سورية، باعتبار أن ما يجري هو استمرار لنهج عدائي ومسيّس مستمر.
ولفتت المصادر إلى أن هذه الاتهامات تكشف عن انزعاج بعض الدول المعادية لسورية من تمكن الحكومة السورية من استقبال مئات آلاف الوافدين وعدم تعرض هؤلاء لأي مضايقات، واضعة هذه الحملة في إطار المحاولات الغربية لوقف أي مسار أو جهود أوروبية تبذل مؤخراً بقيادة إيطاليا الساعية لإعادة التواصل مع سورية والوصول إلى مقاربات جديدة تفضي لإيجاد حلول جذرية وحقيقية لعدد من المشكلات العالقة وعلى رأسها أزمة اللاجئين، وخاصة بعد أن وصف عدد من السياسيين الأوروبيين وفقاً لمصادر خليجية في بروكسل بأن «العودة الآمنة للسوريين من لبنان إلى وطنهم جرت بسلاسة تامة، وأن ما قامت به دمشق يستحق كل التقدير».
المصادر أشارت إلى أن ما تقوم به سورية التي تعاني من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة نتيجة الحصار الغربي والعقوبات اللاشرعية عليها وفقدانها لحوامل الطاقة نتيجة نهب نفطها من قبل الميليشيات والاحتلال الأميركي، استدعى تعاطفاً وإشادة دولية واسعة، كشفت في مجملها زيف المزاعم «المعهودة» بحق الدولة السورية، والتي توظف لحرف أنظار الرأي العام العالمي عما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من مجازر وإبادة لم يشهدها التاريخ، كما كشفت كل الأكاذيب التي كانت تروج بحق اللاجئين وصعوبة عودتهم، وكيف كان يراد استثمار ملفهم في الضغط على الحكومة السورية.