غداً استكمال الأسبوع الثاني من الدوري الكروي الممتاز … ديربي دمشقي جديد وظهور أول لبطل الدوري والكأس
| ناصر النجار
تستكمل مباريات الأسبوع الثاني من الدوري الكروي الممتاز يوم غد الأربعاء في لقاءين، الأول يجري على ملعب الجلاء في دمشق بين الوحدة والشرطة، والثاني يستقبل فيه الشعلة ضيفه الفتوة على ملعب السويداء، وكانت مباريات الأسبوع الثاني انطلقت يوم الجمعة الماضي، ففاز حطين على جبلة بهدف مؤنس عمشة، وفاز الكرامة على الجيش بهدفين مقابل هدف واحد، سجل للكرامة نصوح نكدلي وورد السلامة، بينما سجل للجيش المدافع حسن محمود، وتعادل في حلب أهلي حلب مع الطليعة بهدف لمثله، سجل لأهلي حلب أحمد الأحمد، وللطليعة صياح نعيم، واستؤنفت السبت المباريات بلقاء تشرين مع ضيفه الوثبة وانتهت المباراة بالتعادل بهدف لهدف، سجل أولاً زاهر ميداني من ركلة جزاء لتشرين وأدرك الوثبة التعادل في الرمق الأخير من المباراة بواسطة عبد الرزاق بستاني.
مباريات الأسبوع الثالث ستنطلق على دفعتين، فتقام الجمعة ثلاث مباريات، الأولى على ملعب الباسل في حمص بين الوثبة والطليعة، والثانية على ملعب الجلاء في دمشق بين الجيش وأهلي حلب، والثالثة في جبلة بين فريقها والكرامة على ملعب البعث، أما الأحد فيلعب في السويداء الشعلة مع الشرطة وفي دمشق على ملعب الجلاء الوحدة مع حطين، وفي دير الزور الفتوة مع تشرين.
ملاعب ومتاعب
في الحديث عن الملاعب فإن فريق الشعلة اختار ملعب السويداء ليكون الملعب البديل كأرض افتراضية مؤقتة ريثما ينتهي العمل بملعب درعا، والوعود أن ينتهي العمل فيه ضمن هذا الشهر، الشعلة رفض عرض نادي الفتوة إقامة المباراة بدمشق، لأن ملاعب دمشق كانت الأرض الافتراضية لنادي الفتوة في السنوات السابقة، وقال رئيس نادي الشعلة: نوافق على اللعب في دير الزور على أن تكون مباراة الإياب في درعا، ولا نوافق على اللعب في دمشق، لذلك تم اختيار ملعب السويداء كحل مرضي لصاحب الأرض، أما الفتوة وحسبما تقرر فإنه سيعود إلى ملعبه في دير الزور بعد غياب 13 سنة عنه، والمفارقة العجيبة أن آخر مباراة لعبها الفتوة على ملعبه كانت مع تشرين وخسرها بهدف اللبناني محمد غدار، وها هو يعود إلى ملعبه ليواجه تشرين في الافتتاح، لكن ثمة أخبار غير مؤكدة تفيد بعدم إمكانية أداء الفتوة لمبارياته في ملعب دير الزور لكون أغلب اللاعبين مقيمين خارج مدينة دير الزور وقد يجدون صعوبة في الإقامة مجدداً فيها، وسيتبين للجميع حقيقة هذا الأمر في الأسبوع القادم، مباراة الوحدة مع الشرطة كانت في ضيافة الشرطة حسب جدول المباريات، لكنه بناء على طلب الوحدة وبعد موافقة فريق الشرطة اعتبرت هذه المباراة بأرض الوحدة على أن تحسب مباراة الإياب بأرض الشرطة.
المشكلة قائمة
رغم كل المحاولات وطول الانتظار والتأجيلات المتكررة فمشكلة نادي الوحدة ما زالت قائمة حتى ساعة كتابة هذا التقرير، ونادي الوحدة أمام مفترق طرق، فإما أن تأتيه الموافقة من الفيفا ليتمكن من تسجيل لاعبيه، أو إنه سيبقى دون لاعبين جدد، والمشكلة أيضاً تتصاعد إذا علمنا أن نافذة الانتقال الصيفي تغلق غداً الأربعاء، وهذا الأمر خطير بالنسبة لنادي الوحدة لأنه لن يتمكن من تسجيل أي لاعب سواء وصلت موافقة الفيفا أم لم تصل، وبناء عليه فإن الوحدة سيلعب باللاعبين المسجلين على كشوفه في الموسم الماضي، وأي لاعب جديد ولو كان من أبناء النادي ولم يقيد على كشوف الفريق في الموسم الماضي فلا يحق له اللعب هذا الموسم حتى تفتح نافذة الانتقال الشتوي، والمسبب الرئيس للمشكلة الإدارات السابقة التي كانت تتعاقد مع المدربين واللاعبين الأجانب وتصرفهم دون أن تصفي حقوقهم المالية، فتتم الشكوى إلى الفيفا، ومحكمة الكأس التابعة للفيفا تخطر الجهة المدعى عليها أولاً، ثم يتم منح مهلة ثم يعطى إنذار، وفي المرحلة بعد الإنذار يوقف النادي عن تسجيل أي لاعب جديد، وإن لم يستجب النادي يهبط إلى الدرجة الأدنى وصولاً إلى شطب النادي نهائياً.
إدارة النادي الحالية تتحمل جزءاً من المسؤولية، لأن الاتحاد الدولي لا يعترف بالمشاكل الداخلية ومن عليه الحق، فهو يتعامل مع ناد وهو يتحمل المسؤولية الكاملة أمام الفيفا، وكان المفترض بإدارة النادي أن تصفي حقوق النادي وتبرئ ذمته أمام الفيفا، وأمام الاتحاد المحلي، ثم تجد القنوات المناسبة القانونية لتسترجع حقها من أولئك الذين أوصلوا النادي إلى ما وصل إليه.
الدقيقة الأخيرة
أكثر كروي تضرر من الدقيقة القاتلة في المباريات هو المدرب طارق الجبان، وكلنا يذكر في الموسم الماضي عندما كان مدرباً للكرامة كيف خسر تقدمه في المباراة الافتتاحية أمام الفتوة بالتعادل الذي سجله عبد الرحمن الحسين في الدقيقة 94، وهذا السيناريو تكرر معه هذا الموسم باختلاف الأندية، فخسر تقدمه بهدف أمام الوثبة بكرة التعادل القاتلة في الدقيقة 96، فخرج عن طوره ولام الحكم الذي مدد المباراة أكثر من اللازم حسب تصريحه، الخشية أن تبقى الدقيقة القاتلة عقدة في حياة الجبان وخصوصاً أنها تكررت الموسم الماضي خمس مرات في الذهاب فقط، ولولاها لكان الكرامة بين الأربعة الكبار!
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن مباريات الدوري الست التي أقيمت لم تطرب عشاق المستديرة الخضراء، فالمستوى حتى الآن ضعيف والمباريات لم ترق إلى ما يرضي عشاق الفرق، حتى الفرق التي فازت فرحت بالنقاط وانزعجت من الأداء، والانتصارات المحققة جاءت بسبب هفوات حارس أو مدافعين، ولو لم تحصل هذه الأخطاء الساذجة لما تم تسجيل فوز أو هدف، وعزا بعض المراقبين هذا الانخفاض بأن الدوري في أوله ما زال في مرحلة التسخين ومن الممكن أن نرى تطوراً أكبر وجمالية في اللعب أكثر مباراة بعد أخرى.
فرحة السويداء
أفراح أبناء السويداء تحققت باستقبال دوري الكرة الممتاز على أرضها لترى منافساته مباشرة، وهي لم تستقبل هذه الفرق منذ سنوات طويلة، ففريقها العربي حام حول الدوري الممتاز أكثر من مرة لكنه لم يوفق في دخوله في العقود الأخيرة، الشعلة سيستقبل الفتوة بطل الدوري غداً وبعده سيستقبل فريق الشرطة يوم الأحد ضمن مباريات الأسبوع الثالث، وبعدها لكل حادث حديث.
الشعلة في أتم الجاهزية لاستقبال الدوري وهو يبحث عن فوز كبير في افتتاح مبارياته في الدوري الممتاز ليكون له عوناً على متابعة المسيرة بشكل جيد ليحقق بصمة تضمن بقاءه في الدوري بين الكبار، والعزام أعد فريقاً جيداً ومتجانساً من اللاعبين ظهر بشكل مبشر في بطولة درع اتحاد كرة القدم وهو جاهز لمواصلة طريقه الناجح في كرة القدم بين الكبار.
الفتوة الضيف يعاني من مشكلة كبيرة، كانت المشكلة إدارية ومالية واليوم أصبحت مشكلة فنية وكارثة كبيرة على النادي، ولعل المشاركة الآسيوية ستفتح على النادي أبواباً كثيرة كانت مغلقة، فالنادي تعاقد مع عشرة محترفين ومدربيهم من الخارج من أجل المشاركة الآسيوية وبخل بالتعاقد مع عدة لاعبين مميزين ليدافعوا عن ألوان النادي وعن بطولة الدوري، وها هو اليوم يخوض الدوري بمن حضر من لاعبين، بل إن الكارثة أن أغلب اللاعبين الذين سيخوض الفريق بهم الدوري ضحت إدارة النادي بهم ولم تأخذهم في مشاركتها الآسيوية وكأن لسان حالها يقول (هؤلاء ليسوا قد المقام) وهذا ما خلّف حسرة في قلوب اللاعبين الذين لم يسافروا مع الفريق.
بكل الأحوال فإن فريق الفتوة اليوم في أسوأ حالاته، وخروجه من بطولة التحدي الآسيوي بخفي حنين رغم المحترفين العشرة تشير إلى وجود أخطاء كارثية في الفريق ستظهر معالمها في الدوري وستكون المباراة مع الشعلة أول هذه المعالم.
على صعيد الدوري الشعلة لم يلتق الفتوة إلا في موسم 1991/1992، وفيه فاز الفتوة مرتين، الأولى في الذهاب في درعا بهدفين مقابل هدف واحد، سجل للفتوة محمود حبش وهشام خلف، وللشعلة تيسير ضيف الله، وفاز الفتوة في الإياب في دير الزور بثلاثة أهدف مقابل هدفين، سجل للفتوة عدنان الجاسم وميسر عيد ومحمود الحبش، وسجل هدفي الشعلة نضال غنوم.
مباراة غامضة
لا ندري بأي ثوب سيظهر علينا فريق الوحدة بمباراته مع الشرطة، فقد يتم حل مشكلته بأي لحظة فيلعب بتشكيلته الرئيسية، أو إنه سيلعب بمن يحق له اللعب من لاعبيه المسجلين على قيوده في الموسم الماضي، وعلى كل حال فالوحدة مملوء باللاعبين الجيدين الذين لعبوا في الموسم الماضي سواء مع الرجال أو مع الأولمبي وهم يشكلون إضافة جيدة للفريق، وبالتالي لا خوف على الفريق من عدم تسجيل لاعبين جدد، وبرأيي كأن الوحدة شعر أنه سيمر بمثل هذه الظروف فكان يركز في كل مبارياته الاستعدادية على لاعبيه القدامى من أبناء النادي ومن لاعبي الفريق الأولمبي لدرجة أنه لعب أكثر من مباراة بتشكيلات متباينة ومختلفة، حتى في بطولة درع اتحاد كرة القدم لاحظنا أن المدرب كان يعتمد على الكثير من اللاعبين لتهيئة أكبر عدد من اللاعبين للدوري، فالموسم طويل ويحتاج إلى نفس أطول.
بكل الأحوال الوحدة فاز على الشرطة ببطولة درع اتحاد كرة القدم بتشكيلته الثانية بثلاثة أهداف لهدف واحد، والوحدة فاز ببطولة درع الاتحاد بتشكيلة متفاوتة مباراة بعد أخرى أيضاً، الحديث عن مباراة الفريقين يوم غد يصب في مصلحة الوحدة بكل الاتجاهات وخصوصاً أن الشرطة بوضع غير مريح في الخطوط الخلفية، وهذا ما رأيناه في لقاء الفريق الأول مع الجيش، الشرطة قادر على تحقيق نتيجة جيدة بشرط عدم فتح الملعب لفريق الوحدة وتمتين الخط الدفاعي، وإن نجح في ذلك فقد يحصل على التعادل.