السلطات اتخذت إجراءات أمنية غير مسبوقة.. نشر قناصة ومراقبة بالمسيّرات … فتح مراكز اقتراع انتخابات الرئاسة الأميركية.. ترامب: متقدم لكن ممكن أن أخسر.. وهاريس تسخر
| وكالات
فيما يحبس الأميركيون اليوم الثلاثاء، أنفاسهم مع فتح مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية التي ستحدد الرئيس الجديد للبلاد، أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب أمس الاثنين أنه «متقدم بشكل كبير» عن منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، لكنه قال «من الممكن أن أخسر».
وفي اتصال هاتفي مع شبكة «أي بي سي» الأميركية، أمس، قال ترامب إنه متقدم بفارق كبير، كما توقع أن يعلن اسم الفائز في الانتخابات بحلول ليل الثلاثاء-الأربعاء، وحين سئل عما إذا كان يعتقد أن هناك أي طريقة يمكن أن يخسر فيها، فأجاب ترامب بأن ذلك ممكن أن يحصل، وقال: «أعتقد أنه يمكن أن أخسر.. أعني أن هذا قد يحدث، أليس كذلك؟ لكنه عاد وكرر أنه «متقدم بشكل كبير جدا، رغم إمكانية حدوث أشياء سيئة»، وفق تعبيره.
وأول من أمس الأحد، اعتبر ترامب في تصريح له من ولاية بنسلفانيا، وهي إحدى الولايات التي تصنف «حاسمة»، أن استطلاعات الرأي «كاذبة»، كما شدد أمام حشد من ناخبيه على أنه يتوقع فوزاً كبيراً في الانتخابات، مشيرا إلى أنه «لا يستطيع أن يتخيل خسارته إلا إذا كانت انتخابات فاسدة»، رافعاً بذلك من حدة التوتر الذي يخيم على الانتخابات، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الفوضى الذي ساد البلاد في السادس من كانون الثاني عام 2020، ولاسيما عندما اقتحام أنصار ترامب مقر «الكونغرس» في محاولة لمنع التصديق على فوز الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات حينها.
فيما عبّر حلفاء ترامب عن مخاوفهم من احتمال مشاركة أعداد كبيرة من غير المواطنين في الانتخابات، على الرغم من أن الأمثلة على حدوث ذلك تكاد لا تذكر، أثارت ادعاءات ترامب هذه مخاوف من أنه يستعد لإلقاء اللوم مرة أخرى على تزوير أصوات الناخبين في حالة خسارته المحتملة في ولاية بنسلفانيا، وهي أكبر الولايات السبع التي من المرجح أن تحسم نتيجة الانتخابات، أو غيرها من الولايات.
وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي تقارباً وتعادلاً في الأرقام وتأييد الناخبين على المستوى الوطني بين المرشحين، بانتظار أن يأتي الحسم اليوم الثلاثاء من صناديق الاقتراع، علماً أن أكثر من 77 مليون ناخب أميركي كانوا أدلوا بتصويتهم المبكر خلال الأيام الماضية.
وقبل ذلك، تحدث موقع «مونت كارلو» عن بدء كامالا هاريس ومنافسها دونالد ترامب حملة أخيرة محمومة لكسب الأصوات في الولايات الحاسمة قبل ساعات من موعد الانتخابات التي تشهد تقارباً «تاريخيا» في التأييد، ونقلت عن ترامب قوله في أول تجمع انتخابي له في بنسلفانيا حيث يراهن على مزاعم بشأن محاولات تزوير، «مصير أمتنا بين أيديكم، عليكم أن تنهضوا الثلاثاء».
وأشار استطلاع أخير أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع «سيينا»، أول من أمس الأحد، إلى بعض التغييرات التدريجية في الولايات الرئيسية المتأرجحة، ولكن النتائج من جميع الولايات السبع ظلت ضمن هامش الخطأ.
هاريس، بدورها، قالت في دردشة مع الصحافيين في ديترويت: «قمت للتو بملء بطاقة الاقتراع (وأرسلتها) عبر البريد»، مضيفة إن «بطاقتي في طريقها الى كاليفورنيا»، الولاية التي تتحدر منها، أما جدول أعمال ترامب فتركز على بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وجورجيا التي يعد الفوز فيها مكسباً غاية في الأهمية في إطار نظام «المجمع الانتخابي» الذي يعطي النفوذ للولايات بحسب عدد سكانها.
ومن المتوقع أن يرفض ترامب النتائج إذا خسر، كما فعل قبل أربع سنوات، أول من أمس الأحد، استغل ترامب مخالفات معزولة اكتشفها مسؤولو الانتخابات لتضخيم مزاعمه حول تفشي «التزوير» على نطاق واسع، وأضاف أمام أنصاره في بنسلفانيا: «إنهم يقاتلون بشدة من أجل سرقة هذا الشيء».
ويحاول الجمهوريون أيضاً في بنسلفانيا التي تضم جالية بورتوريكية كبيرة، احتواء تداعيات وصف أحد المتحدثين لبورتوريكو خلال تجمع انتخابي لترامب في نيويورك على أنها «جزيرة قمامة عائمة».
وفي السباق الرئاسي الأميركي، تعد ميشيغن واحدة من الولايات السبع الحاسمة التي تجري متابعة التطورات فيها عن كثب، ونجح ترامب في كسب تأييد الولاية التي كانت معقلا للديمقراطيين سابقا عندما هزم هيلاري كلينتون عام 2016. وأعادها الرئيس جو بايدن إلى صف الديموقراطيين في 2020، بدعم من العمال النقابيين وجالية كبيرة من الأميركيين المتحدرين من أصول إفريقية، لكن هاريس تواجه هذه المرة خطر خسارة تأييد جالية أميركية عربية تعد 200 ألف نسمة، نددت بطريقة تعاطي بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وفي مسعى لتجاوز قاعدة مؤيديها التقليدية، اختتمت هاريس يوم حملتها بظهور مفاجئ على برنامج «ساترداي نايت لايف»، حيث سخرت من منافسها ترامب، وقالت نائب الرئيس الأميركي: «أبقوا كامالا وأمضوا قدماً جميعاً».
وتعهدت هاريس في إعلان لها أن تكون «رئيسة لجميع الأميركيين» و»بناء مستقبل أكبر لأمتنا».
ومع تصاعد الضبابية التي تخيم على المشهد، وتحسباً لأعمال عنف قد تجتاح البلاد، كشفت آخر الاستطلاعات في الولايات المتأرجحة التي ستحسم الانتخابات أن هاريس متقدمة في ولاية نيفادا ونورث كارولينا وويسكونسن، بينما ترامب متقدم في أريزونا مع وجود حالة تعادل في ولايات ميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا.
جاء هذا في وقت كشف فيه المسؤولون عن الانتخابات في مختلف الولايات عن إجراءات أمنية لم تشهد مثلها البلاد في كل تاريخها، هذه الإجراءات تشمل تحصين مراكز الاقتراع، وفرز الأصوات بالسياج الحديدي، ونشر عناصر القناصة فوق أسطح المباني، وتزويد الموظفين المسؤولين عن الانتخابات بإصدار التحذير من الخطر، ورصد مراكز الاقتراع عبر المسيرات، وزيادة الأقفال على الأبواب، والكاميرات على المباني، فيما كل المؤشرات تقول إن الأسبوع المقبل سيكون أسبوعاً تاريخياً بامتياز.