طهران قللت من شأن تعزيز أميركا وجودها العسكري في المنطقة … بزشكيان: لا نخشى الحرب.. والأعداء يعرفون جيداً أنهم لن يستطيعوا إركاعنا
| وكالات
اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مراسم تكريم الناشطين في مجال «القفزة الإنتاجية»، أمس الاثنين أن إيران تواجه حرباً اقتصادية واسعة النطاق، مشيراً إلى أن أعداء إيران «يسعون إلى إركاعها من خلال إيجاد مشكلات اقتصادية لها»، على حين أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لن يؤثر في إرادة إيران.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «ارنا»، أكد بزشكيان، في كلمة أمس الإثنين أن الإيرانيين لا يخافون الحروب العسكرية، والأعداء يعرفون جيداً أنهم لن يستطيعوا إركاعنا في هذا الميدان، وأضاف إن إيران تواجه حرباً اقتصادية واسعة النطاق، والأعداء، من خلال إيجاد مشكلات اقتصادية، يسعون إلى تركيعنا، لكننا يجب أن نتغلب عليهم في هذا المجال أيضاً.
وأوضح بزشكيان أن حرب اليوم هي الحرب الاقتصادية وليست حرب القنابل والصواريخ، مؤكداً أن امتلاك إيران للصواريخ هدفه الردع ولكي لا يتجرأ الأعداء على شن هجوم على إيران، والصواريخ الإيرانية ليست لمهاجمة أحد واحتلال البلاد الأخرى، وذكر أن إيران توجهت إلى صنع الصواريخ في إطار سياسة الردع ولكي لا يستطيع الأعداء ومنها إسرائيل قصف أي مكان في أي وقت.
وتابع: إن الشعب الفلسطيني الأبي لم يستسلم رغم مرور عام من الإبادة الإسرائيلية وإن كرامة وعظمة الشعب الفلسطيني في غزة جعلتا إسرائيل غير قادرة على تركيعهم، وأشار إلى ازدواجية معايير الدول الغربية حول حقوق الإنسان في مختلف الدول وقال مخاطبا الغرب: أنتم تقتلون الأطفال والنساء والمدنيين العزل ولا تسمحون بإيصال المساعدات والخبز والماء للمدنيين وفي الوقت نفسه تتشدقون بحقوق الإنسان!
بدوره، أشاد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي بأداء المقاومة اللبنانية في مواجهة العدوان الإسرائيلي وصمود الشعب اللبناني الذي أكد سلامي أنه سينتصر في هذه المواجهة، وخلال لقاءات مع عائلات الإيرانيين الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي على إيران قال: شعب لبنان يقف ثابتاً وصامداً أمام الكيان الصهيوني البغيض، وبالتأكيد النصر سيكون من نصيب الشعب اللبناني حسب وكالة «تسنيم» الإيرانية.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أكد في مؤتمره الصحفي الأسبوعي حسب وكالة «ايسنا» أن إيران ستستخدم كل إمكانياتها المادية والمعنوية للرد على الاعتداءات الأخيرة للكيان الصهيوني، ومن جانب آخر أعلن بقائي عن زيارة يجريها وزير الخارجية عباس عراقجي إليى باكستان خلال الأيام المقبلة.
ورداً على سؤال بشأن مزاعم وسائل الإعلام الغربية القائلة إن إيران قد ترد على العدوان الصهيوني عبر أراضي العراق، أكد أن دعم السيادة الوطنية والوحدة الترابية للبلدان هو مبدأ بالنسبة لنا ونحن أثبتنا ذلك عملياً، وقال: أنماط ردنا على اعتداءات الكيان الصهيوني واضحة ونحن نستخدم كل إمكانياتنا المادية والمعنوية للرد على الاعتداءات.
وفي معرض تعليقه علي ما تداولته بعض المصادر الإعلامية بأنه إذا تم تحقيق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان قد لا ترد إيران على عدوان الكيان الصهيوني، قال إن ردنا على أي اعتداء «محتوم ومحسوم»، وفي الوقت ذاته شدد بقائي على دعم إيران المبادرات وجميع الجهود التي تبذل على مستوى المنطقة وخارجها لوقف هذه الجرائم، وأكد بقائي أن إيران لا تعترف بالكيان الصهيوني، وأعلنا مراراً وتكراراً أن سفارة سويسرا في طهران هي قناة تبادل الرسائل بين إيران وأميركا.
وحول اختطاف الكيان الصهيوني مواطناً لبنانياً في منطقة تقع مسؤولية أمنها على عاتق قوات «يونيفيل» وتتولى القوات الألمانية مسؤوليتها هناك، وتأكيد حزب اللـه ضرورة إخراج مسؤولية أمن هذه المنطقة من أيدي القوات الألمانية نظرا لاحتمالية تورط ألمانيا في هذا الأمر، قال: إن مثل هذه الأعمال، بما في ذلك الاختطاف والقتل والاغتيال، هي جزء من تصرفات هذا النظام(الصهيوني) وما يثير القلق هو تهاون قوات «يونيفيل»، مضيفاً إن ألمانيا هي أحد الموردين الرئيسيين للأسلحة إلى الكيان الصهيوني وهناك حاجة للتحقيق فيما يخص دور ألمانيا في هذا الاختطاف.
وفي إشارة إلى استخدام الكيان الصهيوني الأسلحة في الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وارتكاب الجرائم في لبنان، قال بقائي إن الدول التي تزود الكيان الصهيوني بالسلاح، رغم أنها تعلم أن هذا الكيان يرتكب مثل هذه الجرائم، إلا أنها ترسل الأسلحة إلى الكيان، وألمانيا هي المورد الثاني للأسلحة لهذا الكيان.
وجوابا عن سؤال حول احتمالية تغيير العقيدة النووية الإيرانية، وزيادة مديات الصواريخ الإيرانية، قال بقائي إن موقفنا الرسمي فيما يخص رفض أسلحة الدمار الشامل، وكذلك سلمية البرنامج النووي الإيراني واضح للغاية، لكنه ذكر بتصريح قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي بأن إيران ستجهز كل ما يلزم للدفاع عن إيران.
إلى ذلك قال المتحدث الإيراني، رداً عن سؤال أن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لن يؤثر في إرادتنا في الدفاع عن البلاد، وذلك يأتي من أجل المزيد من التصعيد، معيداً إلى الأذهان أن الوجود العسكري الأميركي دائم وليس جديدا.
وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية التي تجري اليوم الثلاثاء، قال بقائي إن الانتخابات الأميركية شأن أميركي وتعود للشعب الأميركي، وما يهمنا هو أداء المسؤولين الأميركيين، مؤكداً أنه لا يوجد فرق يذكر بين الحكومات الأميركية فيما يخص سياساتها العدوانية تجاه إيران، موضحاً أن لدى هذه الحكومات المواقف المعادية ذاتها.
من جهة ثانية، استشهد عنصران من قوات الحرس الثوري الإيراني، أمس الإثنين، إثر تحطم طائرة عسكرية خفيفة من طراز «جيرو» خلال تنفيذ العمليات القتالية في منطقة «سيركان» الحدودية جنوب شرق إيران وفق ما نقلت «ايسنا» عن العلاقات العامة لمقر «قدس» التابع للقوة البرية للحرس الثوري.