عربي ودولي

استقبل وزيرة خارجية كوريا الديمقراطية.. ولافروف أعلن تحضير «الأنغلوساكسونيين مغامرة انتحارية» ضد روسيا … بوتين: بناء المستقبل استناداً إلى النظرة السيادية والالتزام بالقيم الوطنية

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة تحديد كل طرف مستقبله بشكل مستقل على أساس النظرة السيادية الشاملة والالتزام الراسخ بالمثل والقيم الأخلاقية والوطنية، على حين أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف، أن «الأنغلوساكسونيين» يعدون أوروبا القارية لمغامرة انتحارية على شكل صراع مسلح مباشر مع روسيا في حال انهيار نظام فلاديمير زيلينسكي في أوكرانيا.

واستقبل بوتين أمس الاثنين، وزيرة خارجية كوريا الديمقراطية تشوي سونغ هوي، التي نقلت له تحيات الزعيم الكوري كيم جونغ أون، ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن تشوي سونغ هوي قولها خلال لقائها بوتين في الكرملين: «يشرفني أن أنقل إليكم تحيات رئيس كوريا الديمقراطية الحارة»، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريح صحفي إن تشوي سونغ موجودة في روسيا في زيارة عمل.

وفي وقت سابق من أمس التقى لافروف نظيرته الكورية، وقال في تصريح صحفي إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع بيونغ يانغ تهدف إلى تحقيق الاستقرار بشمال شرق آسيا.

وأوضح أن العلاقات بين روسيا وكوريا الديمقراطية وصلت إلى مستوى غير مسبوق خلال السنوات القليلة الماضية بفضل جهود الرئيس بوتين والزعيم الكوري كيم جونغ أون.

من جهة أخرى، وحسب وكالة «نوفوستي»، بعث بوتين أمس برقية تحية إلى منظمي الندوة الدولية للخيال العلمي «لنصنع المستقبل» وضيوفها وكل المشاركين فيها، وقال في البرقية المنشورة على موقع الكرملين: «الأصدقاء الأعزاء، أرحب بكم في هذه الندوة الدولية «التي تعتبر أول حدث كبير للمركز الوطني «روسيا»، لقد جمعت هذه الفعالية على منصتها ممثلين من مختلف المهن والأعمار والأجيال، الكتاب والفلاسفة والعلماء والشخصيات الثقافية والشباب، بهدف إجراء حديث جاد ومفصل حول الخطط الإستراتيجية طويلة المدى، حول رؤيتنا لمستقبلنا».

وبدأت الندوة أعمالها، أمس الإثنين، في موسكو وتستمر لغاية يوم غد الأربعاء، ويشارك فيها ممثلون عن 87 دولة، بينهم كتاب خيال علمي وفنانون ومهندسون وعلماء وممثلون ثقافيون ورؤساء أفضل المتاحف، وذلك بالتزامن مع يوم الوحدة الوطنية الذي تحتفل به روسيا في الرابع من تشرين الثاني من كل عام.

وأعرب بوتين في برقيته عن ثقته «بأنه على الرغم من التحديات الحالية التي نواجهها اليوم، يجب علينا أن نضع لأنفسنا أهدافاً تسبق عصرنا، ونحدد اتجاهات جديدة لتحقيق اختراقات، ونسعى جاهدين للنظر إلى ما هو أبعد من أفق الغد»، وشدد على أنه «يجب على كل شخص أن يحدد مستقبله بنفسه، على أساس النظرة السيادية الشاملة والثقافة الوطنية، والبحث الإبداعي الدؤوب، والالتزام الراسخ بالمثل والقيم الأخلاقية والوطنية، عندها ستتحقق كل الآمال والأماني الجريئة حتماً».

وقال بوتين: «لقد أثبت شعبنا ذلك أكثر من مرة طوال تاريخه الممتد لألف عام، إذ تمكن من إنشاء دولة عظمى، وفتح الطريق البشرية إلى الفضاء الكوني، وضمن الدور الرائد لروسيا في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، وقام باكتشافات علمية وجغرافية عظيمة».

بدوره، في كلمة خلال الندوة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن الأنغلوساكسونيين يعدون أوروبا القارية لمغامرة انتحارية على شكل صراع مسلح مباشر مع روسيا في حال انهار نظام فلاديمير زيلينسكي، وأضاف: «اليوم يأمل الأنغلوساكسونيون بهزيمة بلادنا على أيدي نظام كييف، تماماً مثل هتلر، الذي جمع لذلك معظم دول أوروبا تحت الراية النازية، وكخيار احتياطي، في حالة إخفاق نظام زيلينسكي، فإنهم يقومون بإعداد أوروبا القارية لدفعها إلى مغامرة انتحارية بالدخول في صراع مسلح مباشر ضد روسيا»،

وأشار لافروف إلى أن الغرب بنفسه حكم بالإعدام على الدولار، باعتباره العملة الاحتياطية العالمية، وحوله إلى أداة ووسيلة لمعاقبة المنافسين الجيوسياسيين، وأردف بالقول: «على مدى عقود من الزمن تم الترويج للدولار بمثابة التراث المشترك للبشرية جمعاء، لكنهم قاموا بتحويله إلى سلاح لقمع ومعاقبة المنافسين الجيوسياسيين، وكل من يخرج عن الطاعة، وبذلك تم الحكم بالإعدام على الدولار كعملة احتياطية عالمية ووسيلة للمدفوعات الدولية، ونتيجة لذلك، تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها أنفسهم بتدمير نظام العولمة الذي رعوه وقاموا بالترويج له للعالم كله».

ولفت لافروف إلى أن دول الغرب نسيت «فجأة»، مبادئ كثيرة عامة، مثل المنافسة النزيهة، وحرمة الملكية، والافتراض بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وغير ذلك الكثير، وشدد على أن الغرب، وخاصة «الأنغلوساكسونيين»، لم يكتفوا بالحرب التي أطلقوها ضد روسيا في أوروبا، بل أخذوا في قمة «ناتو» في تموز الماضي، يطالبون بدور قيادي للحلف ليس فقط في المنطقة الأوروبية الأطلسية، بل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أيضاً.

وقال لافروف: «يدرك جميع العقلاء أن هذا طريق مسدود، إلا أن الأميركيين يقومون عمداً بفرض البنية التحتية العسكرية لـ«ناتو» في منطقة المحيط الهادئ، بهدف زيادة الضغط على الصين وكوريا الشمالية وروسيا، وفي الوقت نفسه يتم تقويض بنية الأمن والتعاون الإقليميين في جنوب شرق آسيا، التي تتمحور حول رابطة آسيان، والتي تم بناؤها لعقود من الزمن على أساس المساواة، ومراعاة المصالح المتبادلة والتوافق»، وتطرق لافروف إلى تفجير خطوط «السيل الشمالي»، وشدد على أن برلين خنعت بشكل مخز لمصيرها المزري، مضحية بالمصالح الأساسية للاقتصاد الألماني والشعب الألماني.

من جهة ثانية، نصح لافروف، مكتب أمين عام الأمم المتحدة «بقراءة» ميثاق المنظمة «برمته»، وليس فقط الجزء الذي يرغب البعض بتأكيده في سياق الأزمة الأوكرانية بشأن وحدة الأراضي، وأشار إلى أن مثياق المنظمة الدولية يتضمن ليس فقط موضوع وحدة أراضي الدول وسيادتها، بل كذلك حق الشعوب في تقرير المصير.

وأشار لافروف إلى أن الغرب، بدعم كامل من الأمانة العامة للأمم المتحدة، يطالب بـ«استعادة أوكرانيا أراضيها» ضمن حدود عام 1991، في إشارة إلى مبدأ ميثاق الأمم المتحدة المتمثل في احترام السلامة الإقليمية للدول وسلسلة من القرارات بهذا الشأن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن