تمهيداً لافتتاحه بشكل دائم.. وعدد كبير من المسافرين والشاحنات اجتازته نحو ريف حلب … «أبو الزندين» في الخدمة ليوم واحد أسبوعياً بعد إغلاقه نحو شهرين ونصف الشهر
| حلب – خالد زنكلو
قالت مصادر أهلية: إن أنقرة أوعزت لميليشياتها بافتتاح منفذ «أبو الزندين»، الذي يربط مناطق هيمنتها في مدينة الباب بمناطق الدولة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي، مرة واحدة أسبوعياً في الاتجاهين، وذلك بعد تعذر افتتاحه على مدار شهرين ونصف الشهر.
وأكدت المصادر الأهلية لـ«الوطن» أن «أبو الزندين»، وُضع فعلاً في الخدمة أمس عن طريق ما يسمى «الشرطة العسكرية» التابعة فعلياً للإدارة التركية وشكلياً لما تدعى «الحكومة المؤقتة»، التابعة لأنقرة، حيث تتولى «الشرطة العسكرية» حماية المنفذ مع ميليشيا «السلطان مراد» المقربة من أنقرة، والتي أصدرت الأوامر بافتتاح المنفذ.
وبينت المصادر أن «أبو الزندين» افتتح أمس من طرف واحد فقط، إذ سمح بالعبور من الجانب الذي تسيطر عليه ميليشيات الإدارة التركية إلى الطرف المقابل، حيث مناطق الحكومة السورية، ولفتت إلى أن عدداً كبيراً من المسافرين والشاحنات اجتازت المنفذ نحو ريف حلب.
ونقلت عما يسمى «مجلس الباب المحلي» بأن الأوامر تقضي بفتح «أبو الزندين» مرة واحدة أسبوعياً إلى مناطق الدولة السورية، مقابل مرة واحدة أسبوعياً بالاتجاه المعاكس.
ونوهت المصادر بأن افتتاح المنفذ لم يلق معارضة فعلية من المعارضين للخطوة والمعتصمين منذ وضعه رسمياً في الخدمة في خيمة الاعتصام المقامة قبالة بوابته الرئيسة، والذين عكفوا على تنظيم احتجاجات وإقامة سواتر ترابية في الطريق المؤدي إلى المنفذ من مدينة الباب، مع اعتراض الشاحنات التجارية أثناء محاولتها عبور الطريق.
وتوقعت زيادة عدد أيام افتتاح «أبو الزندين» بالاتجاهين في الأسابيع القليلة المقبلة، تمهيداً لوضعه في الخدمة بشكل دائم، لطي صفحة خلاف أنقرة مع موسكو، حيث اتفقت العاصمتان على جملة من «التفاهمات» بينهما لتنفيذها في المنطقة مثل فتح طرق دولية، وبما يسهم في استقرار المنطقة وتحسين مناخ الثقة بين أنقرة ودمشق بغية إعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها.
وكان المنفذ الذي يقع في الشطر الغربي من مدينة الباب التي تسيطر عليها ميليشيات تابعة لما يسمى «الجيش الوطني» التابع للإدارة التركية، وضع في الخدمة نهاية ٢٠١٩ وأغلق في آذار العام التالي بسبب «جائحة كورونا»، وما لبث أن أُغلق ثانية إثر استهدافه بقذائف من مسلحين تابعين للإدارة التركية ومعارضين لافتتاحه في ١٩ و٢٠ آب الماضي، على التوالي، بعد افتتاحه ليوم واحد بشكل رسمي، كما حدث نهاية حزيران الماضي، عندما حطمت ميليشيات الإدارة التركية محتوياته، ما تسبب بإغلاقه حتى يوم أمس.
بعد ذلك ساد التوتر بين الميليشيات المؤيدة والمناوئة لافتتاح المنفذ، ودارت اشتباكات في قرى ريف عفرين شمال حلب بين «القوة المشتركة» من الفريق المؤيد وميليشيا «الجبهة الشامية» من الفريق المعارض، على خلفية انضمام ميليشيا «صقور الشمال» إلى الأخيرة عقب حلها من «الحكومة المؤقتة»، التابعة لأنقرة، وعمدت «الشامية» مرتين مطلع الشهر الماضي إلى إطلاق قذائف باتجاه نقاط ارتكاز الجيش العربي السوري في محور المنفذ لإشعال منطقته، بما يحول دون وضعه في الخدمة من جديد.