منافسة محمومة وإنفاق قياسي وانقسام حاد وسط مخاوف أمنية … الأميركيون يختارون رئيسهم السابع والأربعين اليوم
| وكالات
يحسم عشرات ملايين الأميركيين اليوم قرارهم في اختيار رئيسهم بعد معركة غير مسبوقة واستطلاعات رأي متقاربة، ومخاوف أمنية لم يعهدها تاريخ الانتخابات الأميركية.
وبين الديمقراطية نائبة الرئيس كاميلا هاريس والجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب سيختار الأميركيون رئيسهم السابع والأربعين ومجلسي الكونغرس والشيوخ، بالإضافة إلى حكام الولايات والقضاة.
انتخابات اليوم تأتي في أجواء دولية غير مسبوقة حيث تظهر معالم عالم جديد وسط اندلاع نيران الحروب في أكثر من منطقة حول العالم، وللاعب الأميركي اليد الطولى في تأجيجها، وهي تجري كذلك في أجواء أمنية داخلية غير مسبوقة أيضاً، حيث وضعت السلطات في البلاد خططاً أمنية لمنع العنف وما يمكن أن يؤدي لتكرار سيناريو الانتخابات السابقة، لتضع الولايات الأميركية وحدات إنفاذ القانون في حالة تأهب قصوى لمنع حصول أي إضراب.
وبعد إنفاق قياسي من قبل المتنافسين، فإن الواقع الأميركي يكشف الانقسام العامودي داخل المجتمع الأميركي فالخيار هذه المرة بين يميني محافظ يقوده ترامب، وليبرالي تقدمي تقوده هاريس والتي إن وصلت إلى البيت الأبيض ستكون أول امرأة تعتلي منصة الرئاسة الأميركية، كما أنها تنحدر من أصول إفريقية- آسيوية.
ومع الوصول إلى نهاية المطاف قبيل فتح صناديق الاقتراع، ارتفعت سخونة التصريحات بين ترامب وهاريس وتَسابَقَ المتنافسان لكسب ود الولايات المتأرجحة والتي ستحسم مصير أحدهما، حيث لاتزال استطلاعات الرأي متقاربة في ولايات أريزونا وبنسلفانيا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وكارولاينا الشمالية وويسكونسن.
المرشح الجمهوري دونالد ترامب أعلن أمس أنه متقدم بشكل كبير وتوقع في اتصال هاتفي مع شبكة «إي بي سي» الأميركية، أن يعلن اسم الفائز في الانتخابات بحلول ليل الثلاثاء-الأربعاء، وحين سئل عما إذا كان يعتقد بأن هناك أي طريقة يمكن أن يخسر فيها، فأجاب ترامب بأن ذلك ممكن أن يحصل، وقال: «أعتقد أنه يمكن أن أخسر.. أعني أن هذا قد يحدث، أليس كذلك؟ لكنه عاد وكرر أنه «متقدم بشكل كبير جداً، رغم إمكانية حدوث أشياء سيئة»، وفق تعبيره.
وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي تقارباً وتعادلاً في الأرقام وتأييد الناخبين على المستوى الوطني بين المرشحين، بانتظار أن يأتي الحسم اليوم الثلاثاء من صناديق الاقتراع، علماً أن أكثر من 77 مليون ناخب أميركي كانوا أدلوا بتصويتهم المبكر خلال الأيام الماضية. ووفق استطلاع رأي أجرته شبكة «إي بي سي» نيوز، أمس فقد تمكن المرشح الجمهوري من تقليص الفارق مع منافسته الديمقراطية حيث حصل ترامب على 46,9 بالمئة مقابل 47,9 بالمئة لهاريس.
ووفقاً للإعلام الأميركي فإن هذا التقارب قد يؤجل معرفة الفائز منهما إلا بعد أيام من انتهاء التصويت.
وحالياً، يملك المرشح الجمهوري دونالد ترمب 219 صوتاً في المجمع الانتخابي، وهو مجموع الأصوات في الولايات التي يتوقّع إلى حدّ كبير بأن تصوّت لمصلحته، ويعني ذلك أن ترامب بحاجة إلى 51 صوتاً إضافياً من الولايات المتأرجحة، حتى يضمن الوصول إلى 270 صوتاً يُحقّق له الفوز في الانتخابات.
أما المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فتملك 225 صوتاً هي مجموع أصوات «الولايات الزرقاء»، وتأمل حملتها في انتزاع ولايات «الجدار الأزرق» التي تشمل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.