عربي ودولي

إيران حذرت الأعداء من أي خطأ وأصدرت حكماً بإعدام 3 مدانين باغتيال فخري زاده … عراقجي من باكستان: لنا الحق بالدفاع عن أنفسـنا.. ولا نسعى إلى تصعيد التوترات

| وكالات

جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس الثلاثاء التأكيد أن إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، إلا أن لها الحق في الدفاع عن نفسها وفق مبادئ الأمم المتحدة، على حين اعتبر رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران، موحدي كرماني أن «دماء شهداء المقاومة تنقص من عمر كيان الاحتلال، وتغرقه في المستنقع الذي صنعه بنفسه».
ومن باكستان التي بدأ زيارة إليها مساء أول من أمس الإثنين، شدد عراقجي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الباكستاني محمد إسحاق دار، أمس الثلاثاء، على أن بلاده، على عكس الكيان الصهيوني، لا تريد أبداً تصعيد التوترات، ولكن وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، فإن لها الحق الكامل في الدفاع عن نفسها، ووفقاً للوقت والوضع الذي تحدده إيران، سوف ترد على عدوان الكيان الصهيوني، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا». وأضاف عراقجي: إن الطبيعة الهمجية للصهاينة في غزة ولبنان أصبحت أكثر وضوحاً مع تصاعد العدوان والهجمات المتهورة، معرباً في الوقت ذاته عن تقديره لمواقف المسؤولين الباكستانيين الصريحة والواضحة تجاه العدوان الصهيوني على إيران.
بدوره، شدد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار على مواقف طهران وإسلام آباد القوية ضد أعمال الكيان الإسرائيلي غير القانونية في الأراضي المحتلة، وأعرب عن إدانته الجريمة العدوانية الصهيونية ضد إيران، كما أدان مجدداً استمرار جرائم الاحتلال في غزة، وأشار إلى عواقبها المدمرة على منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن الكيان الإسرائيلي انتهك بكل وضوح القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
ولفت إسحاق دار إلى أن المآسي الحالية في غزة سببها حرمان الفلسطينيين من حقهم المشروع في الحرية والاستقلال، وأوضح أنه تم التأكيد بالتشاور مع وزير الخارجية الإيراني على ضرورة ضمان حقوق فلسطين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وتابع: من المقرر أن يعقد اجتماع وزراء خارجية منظمة «التعاون الإسلامي» في جدة في الـ11 من الشهر الجاري. وعلى الرغم من عدم الإعلان عن الخطة النهائية، إلا أن إيران وباكستان تواصلان في الوقت نفسه جهودهما لمساعدة الفلسطينيين ووقف إطلاق النار.
كما اعتبر وزير الخارجية الباكستاني أن الإرهاب والتطرف تهديد خطر للمنطقة وعائق أمام نمو وتطور دول المنطقة، مبيناً أن طهران عازمة على التعاون ضد خطر الإرهاب وتوسيع التعاون الثنائي، وفي هذا الإطار التقى عراقجي، أمس، قائد الجيش الباكستاني عاصم منير وتبادل الجانبان وجهات النظر حول آخر التطورات المتعلقة بالأوضاع في المنطقة، والتعاون الثنائي، ولاسيما التعاون الدفاعي العسكري والأمن على الحدود المشتركة.
في الغضون، اعتبر رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران، موحدي كرماني، أن «دماء شهداء المقاومة تنقص من عمر كيان الاحتلال، وتغرقه في المستنقع الذي صنعه بنفسه»، وأدان كرماني «العدوان الهمجي لكيان الاحتلال المجرم في قطاع غزة ولبنان»، وبارك استشهاد السيد حسن نصر اللـه والسيد هاشم صفي الدين وإسماعيل هنية ويحيى السنوار، كما بارك انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله.
بدوره، حذر قائد القوات الجوية في الجيش الإيراني، العميد حميد واحدي، الأعداء من ارتكاب أي خطأ يندمون عليه، وأشار إلى أن «العدوان الذي نفذه الكيان الصهيوني على إيران تسبب بأضرار طفيفة»، وأن «رجال الدفاع الجوي وقفوا بكل قوة ودافعوا عن سماء البلاد وأتمّوا مهمتهم على أكمل وجه»، مشدداً على أن القوات الجوية مستعدة دائماً للدفاع عن البلاد، حسب وكالة «إرنا».
من جهة ثانية، أصدرت السلطات الإيرانية، أمس الثلاثاء، حكماً بالإعدام بحق 3 متهمين في قضية قتل العالم النووي محسن فخري زاده، وقال المتحدّث باسم السلطة القضائية في إيران، أصغر جهانغير: إن «المتهمين مدانون بتهمة التجسس لمصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل المعدات اللازمة لعملية اغتيال الشهيد فخري زاده»، وأشار إلى أنه تم إلقاء القبض على 10 أشخاص متهمين بتقديم الدعم للإرهابيين الذين نفذوا اعتداء «تفتان» في محافظة سيستان وبلوشستان، حسب وكالة «تسنيم».
ومحسن فخري زاده من مواليد عام 1957، وكان من علماء الصف الأول، ورئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية، وهي منظمة معنية بتطوير الأسلحة في وزارة الدفاع الإيرانية، إضافة إلى أنه ضابط إيراني في حرس الثورة الإيراني وأستاذ الفيزياء بجامعة «الإمام الحسين» في طهران، ومن أكبر العلماء النوويين في البلاد، وتم قتله بالرصاص في تشرين الثاني من عام 2020، وهو داخل سيارته برفقة زوجته.
وبعد وقتٍ قصير من استشهاده، وجهت إيران أصابع الاتهام إلى إسرائيل، وكتب وزير الخارجية الأسبق حينها، محمد جواد ظريف، على «تويتر»: إن «هناك دلائل جدية على وجود دور إسرائيلي»، وفي وقتٍ لاحق أقر مسؤول استخباري إسرائيلي بقتل «تل أبيب» فخري زاده، مشيراً إلى أن «إسرائيل ستتخذ أي خطوات ضرورية ضد البرنامج النووي الإيراني».
في سياق منفصل، تم بنجاح فجر أمس الثلاثاء إطلاق القمرين الصناعيين الإيرانيين «كوثر» و«هدهد» إلى مدارهما في الفضاء كأول أقمار صناعية للقطاع الخاص من قاعدة الإطلاق فوستوتشني الروسية بمركبة الإطلاق «سويوز»، الروسية، حسب وكالة «تسنيم» الإيرانية التي أفادت بأن حاملة الأقمار الصناعية «سويوز» قامت بنقل 53 قمراً صناعياً إلى الفضاء، من بينها القمران الإيرانيين «كوثر» و«هدهد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن