لافروف أبدى استعداد موسكو لحوار متكافئ مع واشنطن على أساس المعاملة بالمثل … بوتين: إقامة الدولة الفلسطينية السبيل لاستعادة السلام في الشرق الأوسط
| وكالات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تبذل جهوداً فاعلة لمنع تحول الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب كبيرة، مؤكداً أن تحقيق أي تسوية مستدامة في الشرق الأوسط يجب أن يستند إلى أساس قانون دولي.
وخلال تسلم أوراق اعتماد 28 سفيراً جديداً لدى موسكو، أمس الثلاثاء، قال بوتين: «نحن على قناعة بأنه لا يمكن تحقيق تسوية مستدامة وطويلة الأجل في الشرق الأوسط إلا على أساس قانوني دولي معترف به عموماً»، وشدد على أن الشرط الأساسي لاستعادة السلام في المنطقة سيكون إقامة دولة فلسطينية أقرتها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك وفق ما نقلت وكالة «نوفوستي».
وحول الوضع في أوكرانيا، قال بوتين: إن روسيا ليست مستعدة للمفاوضات مع كييف فحسب بل أجرت هذه المفاوضات، مشيراً إلى أن موسكو تقدر رغبة شركاء مجموعة «بريكس» في المساعدة في حل الصراع في أوكرانيا، وأكد بوتين أن «محاولات إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا مجرد وهم»، لافتا إلى أن موسكو تظل دائماً ملتزمة بمنطق التعاون المتبادل المنفعة مع الدول، ولا تسعى إلى المواجهة.
ولفت بوتين إلى أن بلاده تنتهج سياسة خارجية بناءة وتؤيد تشكيل نظام عالمي عادل من دون عقوبات وقيود غير مشروعة، موضحاً أنها تطور علاقاتها مع مختلف الدول حول العالم بناء على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وتسلم بوتين أوراق اعتماد سفراء الأرجنتين وبلجيكا والدنمارك وإيرلندا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا ونيوزيلندا وفنلندا، ومن الدول الصديقة، حسب موقع «روسيا اليوم»، تسلم بوتين أوراق اعتماد سفراء كل من الهند وبيلاروس وقرغيزستان وأذربيجان، وأرمينيا، إضافة إلى السفراء الجدد من ألبانيا والبوسنة والهرسك وبوركينا فاسو وزيمبابوي وإسرائيل وكينيا ولاوس وماليزيا ومالطا وميانمار والنيجر وإثيوبيا.
في الغضون، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريح لوكالة «نوفوستي»: إن أوكرانيا تعتبر عنصراً أساسياً في الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضد روسيا، وأضاف، رداً على سؤال حول مستقبل العلاقات بين البلدين على خلفية الانتخابات الأميركية: «يتركز التوجه المناهض لروسيا والمعادي للروس في السياسة الأميركية، على إجماع سياسي داخلي وله طبيعة حزبية، وينظر إلى أوكرانيا هناك على أنها عنصر أساسي في الحرب الهجينة التي تم إطلاقها ضد روسيا.
وذكر الوزير الروسي أنه «لا داعي لأخذ ما يقوله المرشحان في الانتخابات الأميركية، على محمل الجد في خضم الجدل الانتخابي»، وعند حديثه عن الشرط الضروري للحوار المتساوي مع الولايات المتحدة، قال لافروف: إن «روسيا مستعدة لإجراء حوار متساو مع الولايات المتحدة إذا أظهرت واشنطن جدية نياتها في التفاوض بنزاهة، على أساس الاعتراف بالمصالح الوطنية الروسية، موقفنا كما صاغه الرئيس فلاديمير بوتين معروف جيداً: نحن مستعدون لإجراء حوار متكافئ إذا أظهر الجانب الأميركي نيات جادة للتفاوض بأمانة، على أساس الاعتراف بالمصالح الوطنية الروسية ومبدأ المعاملة بالمثل»،
وعلق لافروف على ضرورة إجراء اتصالات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، بالقول: إن روسيا والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر قوتين نوويتين، تتحملان مسؤولية خاصة تحدد مسبقاً الحاجة إلى الاتصالات الدبلوماسية وعمل السفارات، مضيفاً: «نتذكر دائماً أن بلدينا، باعتبارهما أكبر قوتين نوويتين، يتحملان مسؤولية خاصة عن مصير العالم والسلام، وهذا يحدد مسبقاً الحاجة إلى الاتصالات الدبلوماسية وعمل السفارات في موسكو وواشنطن».
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم بالكرملين، ديميتري بيسكوف، أن الاتهامات الموجهة إلى روسيا بإشراك كوريا الديمقراطية في القتال ضد أوكرانيا أمر لا يمكن للغرب إثباته، وأشار إلى حرص نظام كييف على تدويل الصراع، وقال في تصريحات أمس: إن «كييف تحاول كل ما بوسعها إشراك كوريا الجنوبية في الصراع الأوكراني».
وأضاف: «نظام كييف والغرب يبذلان الكثير لتدويل الصراع في أوكرانيا»، وأكد أن مسؤولي واشنطن الذين يتحدثون عن وجود عسكريين من كوريا الديمقراطية في منطقة العملية العسكرية يعترفون بأنه ليس لديهم تأكيد نهائي لهذه المعلومات.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء أن سلاح الجو الروسي استهدف البنية التحتية للمطارات العسكرية وورشات إنتاج الصواريخ التابعة لقوات نظام كييف، وقالت الوزارة في تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة: إن الطيران العملياتي التكتيكي والمسيّرات والقوات الصاروخية، وقوات المدفعية التابعة للقوات المسلحة الروسية، استهدفت البنية التحتية للمطارات العسكرية وورشات إنتاج الأسلحة الصاروخية، ومنشآت الطاقة المستخدمة لدعم قوات نظام كييف فضلاً عن تجمعات القوى البشرية، والمعدات العسكرية في 143 منطقة، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية قنبلة موجهة من طراز «هامر» مصنوعة في فرنسا، و17 طائرة أوكرانية من دون طيار.