أحداث الشغب ما زالت تعكر صفو سلتنا الوطنية والحلول غير ملبية
| مهند الحسني
من جديد تفرض أحداث الشغب نفسها بقوة على أجواء صالاتنا وتعكر صفوها، فلم تكد تنتهي مباراة الجارين أهلي وحلب والحرية في دوري تحت 20 سنة بكرة السلة حتى تحولت صالة الحمدانية إلى حلبة مصارعة حيث بدأ اللاعبون بالتهجم والضرب وتعالت الأصوات ولولا تدخل بعض المحبين لحدث ما لا تحمد عقباه، وبغض النظر عمن بدأ بهذه الأحداث فأننا نستنكرها جملة وتفصيلاً لأنها لا تتناسب مع مبادئنا الرياضية التي تربينا عليها وتتنافى مع توجيهات القيادتين الرياضية والسياسية.
أحداث وحلول غائبة
ما حدث في صالة الحمدانية ليس مشهداً من أفلام الأكشن الأميركية، وأضاع بهجة الفوز والانتصار من دون أن نرى أي حلول جذرية من القائمين على سلتنا الوطنية، فهذه الأحداث يبدو أنها تجذرت وتأصلت على ضوء الحلول البالية التي تتم المعالجة بها حيث بات علاجها وشفاؤها أشبه بضرب من ضروب المستحيل، فإذا كانت مثل هذه الأحداث في دوري الفئات العمرية فكيف سيكون الحال في دوري الرجال في حال بقيت الحلول مالية وغير رادعة ومجتزأة وغير ناجعة ما إن يخبو فتيلها قليلاً حتى سرعان ما تعود أشد إيلاماً وقوة.
ادفع واشتم من تريد
عقوبات رادعة تنتظر الناديين وحتماً جلها سيكون مالياً، ويبدو أن القرارات الانضباطية لاتحاد كرة السلة الحالي لم ولن تشهد أي تغيير جديد رغم جميع الصيحات التي أطلقها البعض في الموسم الماضي، ومازالت بعض الأنظمة هي ذاتها من دون أي تعديل رغم أنها تركت الكثير من إشارات الاستفهام لدى عشاق ومحبي اللعبة، فهل يمكن أن تكون عقوبة جمهور قام بإطلاق الشتائم بكلمات نخجل من ذكرها هي دفع غرامة مالية حتى لو كانت كبيرة وضخمة، وكأننا بهذا التصرف نقول للجمهور (ادفع واشتم من تريد)، وكيف ستبقى العقوبات المالية رادعة لوقف أحداث الشغب والضرب، وكان حرياً باتحاد السلة أن يرفع عصا المحاسبة وقيمة عقوباته الانضباطية بعيداً عن لغة المال لكل من تسول له نفسه بالإساءة لجوهر الرياضة، ومعانيها السامية فهناك عقوبات يمكن أن تثقل أنديتنا يأتي في مقدمها شطب النقاط، أو حرمان النادي من المشاركة، أو حتى إيقافات بعض لاعبيها ومع عدم ربطها بالشق المادي، فهذه العقوبات لها تأثير سلبي على جميع الأندية، وحينها ستقوم هذه الأندية بتوجيه روابطها الجماهيرية على التشجيع الأخلاقي بعيداً عن أي منغصات أو مشكلات قد تعكر أجواء رياضتنا.
ما حصل في مباراة الأهلي والحرية يبدو أنه مقدمة لسلسلة من المشكلات التي قد تحصل في مباريات جديدة وخاصة أن دوري الرجال قادم وفي حال لم تكن هناك حلول قوية ورادعة سنبقى على موعد مع أحداث أشد إيلاماً وهذا ما لا نتمناه.
وعلى اتحاد كرة السلة العمل لرفع سقف عقوباته لا أن يستبدل بها غرامات مالية لن يأتي من ورائها إلا أحداث شغب أكثر وأقوى.
نصف الكأس
هذا غيض من فيض فوضى أحداث الشغب واتحاد السلة لا يعير لنداءاتنا أي درجة من الاهتمام ولا تلقى عنده أي صدى، وبات بأنه يرغب في ملء خزينته حتى لو كان ذلك على حساب اللعبة وكرامات متابعيها، والاتحاد لا يسعى إلى تجديد مفاصل اللائحة الانضباطية بما تتناسب وتتماشى مع المرحلة الحالية التي تمر بها اللعبة.
اتحاد يدعي الاحترافية بالعمل وشفافية وطموح كبير للمستقبل، يفشل في تنظيم مباريات في الدوري من دون أي حدوث شغب.
وخلاصة القول: سلتنا لن تسير إلى الأمام خطوة واحدة ما دامت تدار بهذه الأنظمة والقوانين التي لم تعد كافية لاجتثاث حالات الشغب.
أخيراً، ألا يشكل هذا الوضع في ظل هذه الحلول مؤشراً مرعباً.. ألا يدل على أن السلة السورية قد اجتازت أزمتها في ظل وجود قرارات وأنظمة بالية كهذه، نحن نظن بأنها اجتازتها بالفعل ولكن ليس إلى العافية، بل إلى الهاوية.