انطلاق الورشة الوطنية للتخطيط الاستراتيجي لمواجهة السرطان بعنوان: «معاً نحو عام 2030» … وزير الصحة: الهدف الثالث من التنمية المستدامة خفض وفيات السرطان إلى 30 بالمئة بعد خمس سنوات
| محمود الصالح
أكد وزير الصحة أحمد ضميرية أن الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة يصبو إلى ضمان تمتع جميع أفراد المجتمع بأنماط عيشٍ صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، موضحاً أن البلدان اتفقت على تحديد غاية بشأن الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن السرطان وغيره من الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030. ، كما اتفقت على تحقيق التغطية الصحية الشاملة، بما في ذلك الحماية من المخاطر المالية وإمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، ما يسهم في التخفيف من أعباء السرطان في القطاع الصحي بفضل الجهود المبذولة لبلوغ سائر أهداف التنمية المستدامة.
وانطلقت أمس في دمشق أعمال الورشة الوطنية للتخطيط الاستراتيجي لمواجهة السرطان 2025 – 2030 التي تقام بالتعاون بين وزارة الصحة والبرنامج الوطني للتحكم بالسرطان تحت عنوان: «معاً نحو عام 2030» الخطة الوطنية لمواجهة السرطان» وذلك بحضور وزراء الصحة والتربية والتعليم العالي والإعلام والشؤون الاجتماعية والعمل والإدارة المحلية والبيئة.
وفي كلمة في جلسة افتتاح الورشة أشار ضميرية إلى استمرار ارتفاع عدد حالات الإصابة بالسرطان على مستوى العالم، لأسباب عديدة ومختلفة، وبالمقابل، ما زالت السنوات الأخيرة تشهد وعياً عالمياً وتوجهاً حثيثاً نحو الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالتشخيص والعلاج، والرعاية التلطيفية والدعم النفسي، وبرامج الكشف المبكر والوقاية والتثقيف الصحي والرصد والبحث العلمي، تلك التفاصيل التي ستسهم بشكل كبير في خفض نسب الوفيات وتحسين مؤشرات المرض، ولا يمكن الوصول إلى ذلك، إلا عبر التخطيط الاستراتيجي.
تحويل التحديات إلى أهداف
وأشار إلى أن التحديات الكبيرة تُعرقل العمل في محطةٍ ما، لكن لن نسمح لها بأن تمنعه، بل علينا تحويل تلك التحديات إلى أهداف تُحقق، مبيناً أنه رغم كل التحديات ومنها الحصار اللاإنساني المفروض على الشعب السوري وتداعياته على مختلف جوانب الحياة، ومنها تأمين الأدوية النوعية للمصابين بالأمراض المزمنة ومرضى السرطان، إلا أن حكومة الجمهورية العربية السورية تواصل توفير خدمات التشخيص والعلاج المجاني لمرضى السرطان عبر مشاف ومراكز موزعة على مختلف المحافظات، في دمشق، حلب، حمص، السويداء، حماة وطرطوس، كما تقدم هذه المراكز الدعم النفسي والعناية التغذوية للمرضى.
ونوه إلى أن الوزارة وضعت بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان والجهات ذات الصلة في وقت سابق، بروتوكول الكشف المبكر عن سرطان الرئة.
مبادرة مكافحة السرطان
وبين أنه بعد جهود حثيثة من الوزارة وجمعية بسمة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان، أعلنت الوزارة في هذا العام انضمام الجمهورية العربية السورية للمبادرة العالمية لمكافحة سرطان الأطفال، المبادرة التي يمكن هدفها الرئيسي بتخفيف آلام ومعاناة الأطفال الذين يكافحون السرطان حول العالم وتحقيق نسبة شفاء لا تقل عن 60 بالمئة بحلول عام 2030، مضيفاً: المبادرة جهد تعاوني تشارك فيه منظمة الصحة العالمية على نطاق عالمي وإقليمي وقطري، بالمشاركة مع مشفى سانت جود لبحوث الأطفال.
وأشار وزير الصحة إلى أنه من خلال إدراج سورية في المبادرة، نعمل على الاستفادة من المساعدة الفنية وبناء القدرات والوصول إلى المواد الأساسية اللازمة لتحسين التشخيص والعلاج والرعاية للأطفال المصابين بالسرطان.
وكشف أن الوزارة طلبت منذ أيام من الاختصاصيين في الورشة العلمية المهمة المتعلقة بعلم الأمراض التشريحي والجزيئي، ضرورة إدراج التشريح المرضي، لكود الورم، في تقرير التشريح المرضي، حسب التصنيف العالمي للأورام، ما يسهل على مدخلي البيانات العمل ويجعل سورية بالغة الدقة في تسجيل السرطان، الأمر الذي ينعكس إيجابياً في جميع تفاصيل المرض وتشخيصه وبالتالي علاجه.
وأشار إلى أن السجل الوطني للسرطان يبقى المرجع الرئيسي للمعلومات والإحصائيات من خلال تطبيق نظام إبلاغ في كل القطاع الصحية العاملة وذلك لتأمين مرجع موثوق لجميع الباحثين والقائمين على رسم السياسات الصحية.
وأكد أن تعزيز الواقع الصحي وتوفير الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والتحكم بالأمراض سيبقى من العناوين الرئيسية لوزارة الصحة، حيث وصل إجمالي عدد الخدمات الطبية المقدمة في المشافي لغاية نهاية أيلول من العام الجاري ما يقرب من الـ20 مليون خدمة مجانية وشبه مجانية.
أهداف الورشة
وعن أهداف هذه الورشة قالت رئيسة اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان أروى العظمة: نجتمع اليوم في هذه الورشة تحت عنوان التخطيط الاستراتيجي لمواجهة السرطان، ولطالما كان التخطيط هو الأساس الذي تنطلق منه السيدة الأولى أسماء الأسد، في مواجهة السرطان، وكل التحديات الأخرى والعناوين الوطنية والاجتماعية التي تهتم بها، ولذلك كانت السيدة أسماء الأسد تبحث دائماً عن الحلول المستدامة انطلاقاً من أن التحديات الوطنية لا تجابه بإجراءات منفردة أو ارتجالية، بل باستراتيجية متكاملة، تقوم على الحلول المتراكمة والمخطط لها لتشكل فيما بينها حلقة مترابطة من الإنجازات، والغاية دائماً هو الإنسان كشفاً وعلاجاً.
وأضافت: انطلاقاً من الرؤية الشاملة للسيدة الأولى أسماء الأسد، لواقع التحكم بالسرطان في سورية، وجهت سيادتها بتشكيل اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، في حزيران من عام 2019، لتكون مهمتها الأولى الأساسية، هي وضع الخطة الوطنية الاستراتيجية للتحكم بالسرطان، وخطتها التنفيذية، لتعمل فيما بعد على التنسيق والتعاون مع كل الجهات المعنية لتنفيذها.
وتابعت: بعد تشكيل اللجنة الوطنية، تم الانتقال إلى مفهوم البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان، ليضم إضافة إلى اللجنة كل الجهات المعنية الرئيسية للتحكم به، وفي مقدمتها الصحة، التعليم العالي والبحث العلمي، الدفاع، الإعلام، هيئة الطاقة الذرية، مؤسسات المجتمع المدني، والمتبرعين والداعمين ليعمل الجميع معاً على التشارك في تنفيذ الخطة الوطنية للتحكم بالسرطان، مشيرة إلى أنه تكتمل اليوم الطموحات في مواجهة السرطان بالاعتماد على توحيد الجهود والتوجهات بين القطاعات والجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية، وعلى استمرار التشبيك والتنسيق فيما بينها، لخلق أفضل المقومات الممكنة لمواجهة مرض السرطان، كل ذلك ضمن منظومة تتكامل وتتعزز فيها الجهود العلمية، مع التقنية مع الإنسانية مع الإدارية والمؤسساتية، محمولة على الشغف بالعمل، والتفاني في الوصول إلى الغاية المنشودة في التقليل من نسب الوفاة التي يتسبب بها هذا المرض.
ولفتت إلى أن اللجنة الوطنية ستعمل بعد هذه الورشة مع كل مشافي ومراكز وأقسام الأورام على مراجعة مسودات خططها الاستراتيجية والتنفيذية التي وضعتها من أجل البدء بالعمل على تنفيذها اعتباراً من بداية عام 2025.
وتم خلال الجلسة الأولى تقديم عرض من قبل المهندسة رنده برهوم أمين سر اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان عن واقع السرطان في سورية وعن عبء السرطان الحالي بينت من خلاله وبلغة الأرقام الإنجازات التي حققها البرنامج خلال السنوات الماضية من عمره ابتداء من 2020 وحتى الآن والطموحات التي يتوق إليها فريق العمل والصعوبات التي تعترض تحقيق هذا البرنامج.
الصيدلانية مايا حسن قدمت عرضاً عن الإطار الاستراتيجي لمواجهة السرطان، وكان غنياً بالبيانات والأرقام والنسب التي تعبر عن الرؤية التي تعمل عليها اللجنة الوطنية.
هذا وتستمر أعمال الورشة على مدى ثلاثة أيام تناقش مجموعة من القضايا في إطار محاور أساسية حول التشخيص والعلاج والرعاية التلطيفية والكشف المبكر والوقاية والتثقيف الصحي ومحور الرصد والبحث العلمي، يقدم خلاله نخبة من الأطباء والباحثين الكثير من البحوث العلمية التي تسهم في تطوير العمل لمواجهة هذا المرض.