صناديق الاقتراع أغلقت.. ومخاوف من أعمال شغب واحتجاجات.. والنتائج قد لا تعلن لأيام … العالم يحبس أنفاسه بانتظار رئيس أميركا السابع والأربعين
| الوطن - وكالات
شخصت عيون العالم نحو الصناديقِ الأميركيةِ التي فتحت لانتخاب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، في انتخابات كشفت مدى التحولات العميقة الحاصلة داخل المجتمع الأميركي.
الأميركيون ومعهم العالم حبسوا أنفاسهم أمس بانتظار إعلان النتائج التي ستحسم بين خيارين متباينين في إدارة البلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي، فيما المؤشرات ذهبت باتجاه أن الإعلان سيأخذ وقته لأيام، توازياً مع مخاوف أمنية مستمرة من أعمال شغب واحتجاجات على النتائج المنتظرة.
وأدلى الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بصوته في ولاية فلوريدا، برفقة زوجته ميلانيا، وقال للصحفيين: «حملتنا كانت ناجحة وواثق من الفوز، تقدمنا تقدماً كبيراً، كما أن أداءنا جيد للغاية في الولايات المتأرجحة»، معتبراً أن البلاد في أزمة وعلينا إصلاحها، وأن الانتخابات نزيهة «حتى الآن»، مردفاً: «سأعترف بخسارة الانتخابات إن كانت عادلة».
من جهتها دعت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس الأميركيين إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية والتوجه إلى مراكز الاقتراع، وقالت: «حان الوقت لطي صفحة الصراع والخوف والانقسام، ولجيل جديد من القيادة في الولايات المتحدة».
نائبة الرئيس التي كانت أدلت بصوتها الأحد الماضي عبر البريد الإلكتروني قالت: «لدى الأغلبية العظمى من الأميركيين كثير من القواسم المشتركة مقارنة بما يفرقها».
وفي ظل منافسة محتدمة في الاستحقاق الانتخابي في الولايات المتحدة، والذي وصف بالأكثر تنافسية، أشارت استطلاعات الرأي الأحدث قبيل البدء بعمليات التصويت إلى تقارب كبير بين المرشحين ترامب وهاريس وسط حالة من الترقب للنتائج النهائية للانتخابات، ما جعلهما يتواجدان في أهم الولايات المتأرجحة كمتشغان وبنسلفانيا على وجه الخصوص.
ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت 230 مليون ناخب، ولكن نحو 160 مليوناً منهم فقط مسجلون، ومع ذلك، تسمح نصف الولايات الـ50 تقريباً في الولايات المتحدة بالتسجيل في يوم الانتخابات، في حين يستطيع المواطنون التصويت من دون تسجيل في ولاية داكوتا الشمالية. كما صوّت أكثر من 70 مليون شخص بالفعل من خلال صناديق الاقتراع البريدية أو في مراكز الاقتراع المبكرة.
وإضافة للانتخابات الرئاسية، يصوت الناخبون أيضاً لاختيار 34 عضواً بمجلس الشيوخ الأميركي من أصل 100 وجميع أعضاء مجلس النواب الأميركي البالغ عددهم 435 عضواً، وبالإضافة إلى ذلك، ستجري انتخابات حاكم الولاية في11 ولاية ومنطقتين هما بورتوريكو وساموا الأميركية.
وسيناريو التعادل في نتائج الانتخابات الأميركية قائم، حيث يتفق المراقبون ووسائل الإعلام الأميركية علي أن انتخابات هذا العام متقاربة بشكل غير مسبوق ويصعب معه التنبؤ بالساكن الجديد للبيت الأبيض، ولاسيما أن أغلب استطلاعات الرأي أظهرت هامشاً ضيقاً للغاية بين هاريس وترامب.
وفي تقرير لها، ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن النتيجة النهائية لن تعلن إلا بعد أيام من انتهاء الانتخابات، موضحة أنه إذا كانت استطلاعات الرأي خاطئة وكان أحد المرشحين متقدما بوضوح على الآخر فستكون النتيجة واضحة في غضون ساعات.
وما زالت المخاوف من العنف الانتخابي قائمة بعد مرور ما يقرب من أربع سنوات على أعمال الشغب، ورغم إعلان ترامب أنه لا يحتاج لدعوة مؤيديه للامتناع عن العنف لأنه «بالطبع لن يكون هناك عنف»، غير أن الشرطة الأميركية عززت إجراءاتها الأمنية في العاصمة واشنطن بإقامة سياج مؤقت، إلى جانب الاحتياطات الأخرى، وقالت عمدة مقاطعة كولومبيا، موريل باوزر، إن الشرطة تكثف وجودها في المناطق التجارية، خاصة في الأحياء التي يوجد بها أماكن وممتلكات عامة.
كما أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي «إف بي آي» أنه أنشأ مركز قيادة في العاصمة واشنطن لمراقبة التهديدات للانتخابات.
بالتوازي حث المدعون العامون في 47 ولاية وثلاثة أقاليم أميركية السكان على التزام السلمية و«إدانة أي أعمال عنف مرتبطة بالنتائج» بصورة استباقية.