إطلاق «تحدي قارئ العام لجرحى دمشق وريفها» … العماد محمود الشوا: يستند المشروع إلى إرادة وإمكانيات الجرحى بما يعزز حضورهم في جميع مناحي الحياة
مدير المشروع لـ«الوطن»: نتابع العملية التعليمية منذ البداية حتى تخرج الجريح
| مايا سلامي- تصوير: طارق السعدوني
برعاية وزيرة الثقافة د. ديالا بركات، أطلق مشروع «جريح وطن» «تحدي قارئ العام لجرحى دمشق وريفها» في مدرج مكتبة الأسد الوطنية.
وتضمنت الفعالية مشاركة ما يقارب خمسين جريحاً من الشرائح كافة، على أن يتم اختيار الجرحى الذين يحرزون أعلى ثلاث نتائج لتكريمهم من مشروع «جريح الوطن» في ختام الفعاليات.
وكانت المسابقة قد أطلقت للمرة الأولى خلال العام الماضي في مدينة طرطوس.
ثقافة القراءة
قال نائب وزير الدفاع ورئيس اللجنة المشتركة لمشروع «جريح الوطن» العماد محمود الشوا في كلمته: يستند المشروع في كل محطة إلى إرادة وإمكانيات الجرحى بما يعزز حضورهم في جميع مناحي الحياة، بما فيها ثقافة القراءة لإثراء مخزونهم العلمي والثقافي في المجال الذي يرغبون فيه، وتمكينهم في التعبير الصحيح عن أفكارهم فكرياً ولغوياً وذلك بتدعيم مهارات القراءة الواعية والناقدة لديهم.
وأضاف: اليوم نجتمع لنستكمل ما بدأه مشروع «جريح الوطن» في العام الماضي بالتشارك مع وزارة الثقافة عبر إطلاق مسابقة قارئ العام في محافظة طرطوس، ونتطلع لتوسيع مشاركة الجرحى في محافظتي دمشق وريفها لتصبح هذه المسابقة في جميع المحافظات لأن لثقافة القراءة القدرة على تعزيز الثقة بالنفس وفتح الأبواب أمام إمكانات جديدة وفرص متنوعة للوصول إلى الغاية المنشودة بأن يكون جريح الوطن قادراً متمكناً في كل مجالات الحياة.
ووجه رسالة إلى جرحى الوطن قائلاً: جرحانا الأبطال، كنتم أبطالاً في ساحات القتال، حملتم رايات النصر واليوم تتابعون مسيرتكم المظفرة بعلمكم ومعارفكم، فالمعلومات هي القوة والتثقيف والسلاح الأمضى لمواجهة الجهل والتطرف. نلتمس في كل لقاء معكم إرادتكم وإصراركم لتحقيق طموحاتكم المختلفة واليوم تضيفون في سعيكم ومشاركتكم تحقيق إنجازات جديدة على الصعيدين الأدبي والثقافي.
وفي الختام توجه بالشكر لمكتبة الأسد الوطنية لاحتضانها هذا الملتقى الأدبي ولاتحاد الكتّاب العرب ولوزارة الثقافة لرعايتها الكريمة.
علاقة وثيقة
بدوره قال مدير مشروع «جريح الوطن» في دمشق وريفها محمد خضر لـ«الوطن»: أطلق مشروع «جريح الوطن» مسابقة قارئ العام نظراً لأهمية القراءة وبهدف إلى أن يبقى هذا الجريح وخاصة الطالب الجامعي أو الخريج على علاقة وثيقة بالكتاب، واليوم سيشارك عدد من الكتّاب والأدباء وسيكون لهم دور بعملية وصول المعلومة لهذا الجريح.
وأكد أن الجرحى الموجودين من مختلف شرائح العجز العام ونصف التام والجزئي، وجميعهم جامعيون وخريجون من مختلف التخصصات الجامعية، فمشروع «جريح الوطن» يتابع دائماً العملية التعليمية منذ البداية حتى تخرج هذا الجريح.
وأشار إلى أننا اليوم نعتبر أي جريح جزءاً من هذا المشروع، وهناك علاقة متبادلة ودائمة مستمرة تعود عليه بالفائدة ليكون إنساناً مندمجاً ومطوراً في المجتمع.
فصل جديد
أما منسق تحدي القراءة العربي علي عباس فقال في كلمته: «أود أن أتوجه إليكم بكل التقدير والاحترام، فأنتم تجسدون الشجاعة والإرادة القوية بالعلم والثقافة، وقد واجهتم التحديات والصعوبات في الميدان والآن نحن أمام فصل جديد من التحدي وهو تحدي قارئ العام».
وتابع: إذا أردنا الحديث عن سورية الحضارة والثقافة فلابد لنا أن نذكر ما ساهمت به سورية كمركز من مراكز الثقافة العربية في القرون الوسطى والعصور الحديثة، حيث أنتجت العديد من الكتاب والأدباء والشعراء والمؤرخين.
وفي حديثه عن أهمية القراءة ودورها في حياة الإنسان أكد أنها تساهم في تعزيز شغف المعرفة والتعلم الذاتي، ونحن نعمل أيضاً لتصبح عادة متأصلة في حياتنا لتساهم في تعزيز قيم التسامح من خلال عيش تجربة الكتاب والمفكرين والفلاسفة، وقد استطعنا من خلال القراءة والمشاركات إن كان على المستوى العربي أو الوطني بناء جسر تواصل يوصلنا مع العالم المحيط والتعرف على ثقافات الشعوب أيضاً.
وأوضح: عندما كنا في بداية التحضيرات لتحدي قارئ العام كان لدي تخوف من نجاح هذه المبادرة، لأن أولويات الجرحى تختلف عن الطلاب والمدرسين، ولكن عندما انطلقت في طرطوس ورأينا الشغف الكبير والرغبة في المشاركة من قبل جرحانا الأبطال بهذا العدد، فخلال العام الماضي 133 جريحاً شاركوا في تحدي قارئ العام، وقد تعلمت على الصعيد الشخصي درساً جديداً بالحياة ونقلته إلى تحدي القراءة العربي من خلال مشاركة الجريح ضياء شاش كمنسق لمحافظة طرطوس في العام الفائت.
قالوا لـ«الوطن»:
في تصريحات خاصة لـ«الوطن» قال الجريح الرائد المتقاعد عزام قصاب: ما شاهدناه اليوم في افتتاح هذه الفعالية كان مشجعاً جداً للمشاركة في هذه الفعالية التي تعطي غنى ومردوداً ثقافياً كبيراً، وقد قدّم لنا «جريح الوطن» الكثير من الخدمات بدءاً من التعليم في جميع مراحله، وما زلوا يتابعون التحصيل العلمي ويقدمون لنا الدعم المادي والمعنوي إضافة إلى الفعاليات التي تشمل الجوانب كافة.
أما الجريح سومر صقر فقال: نشكر مشروع «جريح الوطن» على مبادراته الخلاّقة لرعاية الجرحى الذين يشعرهم بأنهم عناصر فعالة لم ينته دورها في المجتمع، وكان آخرها تحدي القراءة الذي جئنا إليه اليوم وهو نشاط مهم يغني ثقافتنا الاجتماعية ويفتح أمامنا آفاقاً واسعة للاطلاع على أكبر قدر من الكتب والمعلومات، ومن خلال مشروع «جريح الوطن» نحن مستمرون بتعليمنا الجامعي.
بدوره الجريح محمد قيصر قال لـ«الوطن»: مشروع «جريح الوطن» ساعدني في الحصول على الشهادة الثانوية ومن ثم دخلت كلية الحقوق في الجامعة الافتراضية وهم وفروا لنا جميع الدعم. فعالية تحدي قارئ العام تجربة جميلة ومميزة وقدّمت لنا الفرصة للاندماج بالمجتمع الثقافي من خلال اللقاء بعدد من الشخصيات الفكرية والأدبية، إضافة إلى اطلاعنا على كتب في مختلف المجالات.