رياضة

انعدام الثقة وردة الفعل

| محمود قرقورا

ما يمر به ريال مدريد ومانشستر سيتي الفريقان الوحيدان اللذان لم يخسرا في مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المنصرم ليس طبيعياً، ولم تكن الخسارة الثقيلة لكليهما أمس الأول في رابع جولات الشامبيونزليغ جوهر المشكلة بغض النظر عن الأداء الذي يبدو متراجعاً ولا يليق بهما.

فالملكي توقع له المراقبون موسماً خيالياً مع قدوم الفرنسي مبابي الذي لم يكن يحتاجه الملكي أساساً، ولكن الكتيبة المدججة بالنجوم المرعبة بأسمائها تعادلت في الدوري المحلي مع مايوركا ولاس بالماس وأتلتيكو مدريد وخسرت مع برشلونة برباعية كشفت الكثير من العيوب، ولم تتوقف المشكلة عند هذا الحد، إذ سقط الفريق أمام ليل في فرنسا وأمام ميلان في مدريد ضمن الشامبيونزليغ، وكأن فيروساً أصاب الزعيم التاريخي للمسابقة في مقتل.

ولم يراهن أحد على تلقي الفريق سبعة أهداف في مباراتين متتاليتين مقابل هدف يتيم من علامة الجزاء، والغريب أن ذلك حدث بعد الريمونتادا المشهودة أمام دورتموند في شوطٍ ثانٍ بدا خرافياً من كتيبة المدرب أنشيلوتي فكيف انهار الفريق في مباراتين مهمتين؟

على الجانب المغاير في إنكلترا يترنح السيتي هذه الأيام، إذ تعرض لثلاث هزائم متتالية في ثلاث بطولات مختلفة، كأس الرابطة والدوري ودوري الأبطال، والخروج من كأس الرابطة ليس معضلة ما دام المنافس قوياً ويلعب بأرضه وهو توتنهام، ولكن الهزيمة أمام بورنموث أوقفت سلسلة مبارياته المتتالية دون خسارة في الدوري عند 32 مباراة في الوقت الذي عاش فيه بورنموث نعيم الانتصار على حامل لقب الدوري للمرة الأولى بعهد غوارديولا.

والخسارة الثقيلة أمام سبورتنغ لشبونة أوقفت سلسلة مباريات السيتي دون خسارة أوروبياً عند 26 مباراة وهو رقم قياسي، وليس المدرب غوارديولا الذي ينحني في ثلاث مباريات متتالية تدخل الشك وتزعزع الهيبة في صفوف الفريق.

لاشك أن أنشيلوتي وغوارديولا موضع ثقة عند أصحاب القرار في مدريد ومانشستر، ولا خلاف أنهما سيستمران منافسين على الألقاب المحلية والأوروبية، ولكن إيجاد الحلول السريعة هو الشغل الشاغل لكليهما وهذا ما عبر عنه غوارديولا بصراحة رغم حجم الإصابات المزعج، ومن هنا يكمن السؤال: إذا كان السيتي عنده ما يبرر تراجعه بسبب إصابات مؤثرة فإن الريال لا عذر له هذه الأيام، وجماهير الفريقين تنتظر رد الفعل بأقصى سرعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن