مناقشات علمية ومقترحات نوعية للمرحلة القادمة في مواجهة السرطان … العظمة: نعمل على توفير الأدوية السرطانية من دون انقطاع … العمل على تجهيز المراكز الصحية لتوفير وسائل التشخيص وتطوير مراكز العلاج
| محمود الصالح
واصلت الورشة الوطنية للتخطيط الاستراتيجي لمواجهة السرطان 2025 – 2030 التي تقيمها اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة في إطار البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان أعمالها لليوم الثاني، وتوزعت فعاليات الورشة إلى ست طاولات تخصصية اجتمع حولها نخبة من الأطباء والباحثين لمناقشة مجموعة من القضايا الموزعة على محاور أساسية تدارست واقع تشخيص ومعالجة السرطان في بلادنا.
كان المحور الأول في الورشة يدور حول التشخيص والعلاج، وتم خلاله في الطاولة الأولى مناقشة توجيه المعايير ذات الصلة لرفع جودة تشخيص وعلاج السرطان وأدارت الحوار والمناقشة في هذه الطاولة مها مناشي الاختصاصية في الأورام وأمراض الدم والمدير الطبي في مشفى البيروني وعضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، وقدم خلال المناقشة العديد من المقترحات والتوصيات التي من شأنها المساهمة في تنفيذ خطة البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان.
وفي المحور نفسه أدار محمد القادري الاختصاصي في علم الأمراض ومعالجتها وفي المداواة الشعاعية المدير العام للهيئة العامة لمشفى البيروني المناقشات حول موضوع تحسين توافر الأدوية السرطانية على المستوى الوطني، وقدمت مجموعة من المقترحات في سبيل تحقيق انسيابية جيدة لهذا النوع من الأدوية باتباع مجموعة من الإجراءات الحكومية.
رئيس شعبة التشريح المرضي في مشفى تشرين أحمد درويش أدار حواراً تفاعلياً في الطاولة التي ناقشت توافر الوسائل التشخيصية عن السرطان على المستوى الوطني، وخلص مع الحضور إلى جملة من التوصيات في إطار المخابر والتشريح المرضي وغيرها من الوسائل التشخيصية.
عميد كلية العلوم الصحية في جامعة دمشق سامر محسن أدار المناقشات للطاولة التي بحثت في صناعة الموارد البشرية وضمان استدامتها واستقرارها، وقد وصّفت المناقشات أهم معاناة في القطاع الصحي وخاصة في مجال مرض السرطان، وهي قلة الكوادر الطبية التخصصية والفنية منها، وتم تحديد الأولويات المطلوبة لتوفير الكوادر البشرية لأنها تشكل العنصر الأساسي في عمل البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان.
الطاولة الخامسة وفي المحور ذاته أدارتها رنده برهوم أمين سر اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، وتم فيها بحث كيفية تطوير وتأهيل مراكز الأورام بشكل كامل ونموذجي، ووضعت مجموعة من المقترحات والرؤى التي من شأنها النهوض بالبنى التحتية لهذه المراكز التي تشكل ركيزة أساسية في عمل البرنامج.
الطاولة السادسة بحثت في محور مختلف عنوانه الرعاية التلطيفية والدعم النفسي، وأدار الحوار فيها إياد عبود الاختصاصي في شعبة ووحدة تسكين الالم في مشفى تشرين، وتناول الباحثون فيها مسألة تطوير خدمات الرعاية التلطيفية والدعم النفسي المقدمة للمرضى.
قطعنا مراحل لا بأس بها
رئيس اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان أروى العظمة قالت في حديث لــ«الوطن»: قطعنا مراحل لابأس بها خلال السنوات الخمس الماضية من عمر البرنامج الوطني واليوم نبدأ مرحلة جديدة من البرنامج بتطوير الخطة الوطنية والاستراتيجية للتحكم بالسرطان للسنوات الخمس القادمة بالتشارك مع جميع الجهات المعنية بالتحكم بالسرطان في سورية سواء كانت جهات طبية أو غير طبية أو أهلية، مضيفة: خلال الورشة أقيمت طاولات للحوار تم خلالها بحث هدف من أهداف الخطة الوطنية للتحكم بالسرطان، وقسمنا المحاور على يومين وفي النهاية سيتم التوافق على الخطة الوطنية للتحكم بالسرطان من كل الجهات المعنية، وسيتم وضع خطتها التنفيذية لعام 2025 وتفعيل كل بند من الخطة حيث سيكون لكل بند جهة مسؤولة عن تنفيذه وجهة متابعة للتنفيذ ومؤشرات نجاح ومخطط زمني للتنفيذ.
وتابعت: نأمل أن يتم التشخيص والكشف عن السرطان بشكل مبكر لأن فرصة النجاح تكون أكبر عند الكشف المبكر، وهذا يتم من خلال التوعية بين الناس والمراجعة الفورية في حال الشعور بأي أعراض تشعر بوجود السرطان ونعمل على تجهيز وتطوير المراكز الصحية الأولية والثانوية من أجل توفير وسائل التشخيص، كما نعمل على تطوير مراكز العلاج الثالثية التي يراجعها المرضى بعد إثبات التشخيص من خلال أجهزة كافية لتقليل دور الانتظار وتوفير الأدوية السرطانية دون انقطاع ليحصل المريض على فرصة الشفاء.
تطوير مراكز نموذجية
من جهته معاون المدير العام لمشفى البيروني الجامعي محمد العواد قال: لدينا تسعة محاور نبحث فيها خلال الورشة منها محور تطوير مراكز نموذجية متكاملة ونعمل على تحديد نقاط القوة الموجودة في هذا الجانب في بعض المحافظات بمراكزها المختلفة عن مناطق اخرى، متسائلاً: كيف يمكن أن نخفف من نقاط الضعف الموجودة لدينا، هل نحن نستطيع أن نغطي احتياجات المرضى في مناطق وجودهم في مختلف المناطق؟
وأضاف: نبحث في إطار عملية متكاملة لتطوير عمل تلك المراكز من خلال التجهيزات والكوادر البشرية وتصنيف تلك المراكز، اليوم لدينا نقص واضح ليس فقط على مستوى الكادر الطبي إنما على مستوى الكوادر الفنية والتمريضية، والفئات الرابعة والخامسة. وتابع: اليوم يجب أن نحدد كيفية تشغيل مركز أورام تخصصي والآليات المطلوبة لفعل ذلك، مشيراً إلى أنه في البيروني هناك 7 شعب طبية تتعلق بمختلف التوضعات الورمية، وهناك دراسات وإحصائيات، حيث يوجد تركيز لبعض الأورام في بعض الأماكن الجغرافية ومنها أورام الدرق تتركز في الساحل والجنوبية، وسرطان الثدي يتركز في المناطق الشمالية والشرقية حيث يوجد العدد الأكبر منها، وهناك إحصائية العمر حيث تحدث الأورام بين العقدين الخامس والسادس من العمر لمختلف الأورام الصلبة أما السائلة فتكون في العقدين الثاني من العمر والسابع من العمر.
محور التشخيص والمعالجة
رئيس شعبة الأورام في مشفى تشرين الجامعي نادر عبدالله قال: نناقش محور التشخيص والمعالجة وهي المرحلة الأساسية عند مرضى الأورام، نضع استراتيجة عن أهمية التشخيص المبكر عن الأورام لإعطاء فرصة اكبر للشفاء، وأهمية العلاجات الحديثة والمتعددة، والاكتشاف المبكر يؤدي إلى الشفاء بنسبة 100 بالمئة في بعض الحالات وكذلك يؤدي أقل نسبة من التشوهات.
سليمان سليمان اختصاصي أمراض زراعة نقي في مشفى تشرين العسكري: المحور الذي بحثنا فيه التشخيص والعلاج ووضع المعايير وتوجيه المعايير وتنظيم آليات الإحالة بين مستويات الرعاية الصحية، ويصنف المشفى ضمن مراكز الرعاية الثالثية المتطورة والذي يحوي كل مستلزمات العلاج الورمي التشخيص والمعالجة، ووحدة زرع نقي وهي الثانية في سورية، الحقيقة نسبة الشفاء تقارب النسب العالمية.
ديما خليل اختصاصية أورام أطفال وعلاج تلطيفي قالت لـ«الوطن» العلاج التلطيفي هو العلاج المقدم لكل مريض مصاب بمرض مهدد للحياة، وأهمها الأورام، والهدف أن يعيش المريض لأطول فترة ممكنة بأحسن نوعية ممكنة بطريقة تكاملية، حيث يعمل فريق متعدد الاختصاصات في مقاربة المريض بحيث يعيش المريض أفضل نوعية ممكنة لأطول فترة ممكنة، وهذا الاختصاص غير موجود في سورية والآن نضع اللبنة الأولى لإيجاد هذا الاختصاص وهو الرعاية التلطيفية متقدمة، لأن من يقدم الرعاية التلطيفية هو مقدم الرعاية الأولية وبشكل محدد طبيب الأورام، الآن نحاول أن نوجد معالج تلطيفي كاختصاص قائم بذاته وإحداث وحدات علاج تلطيفي ضمن وحدات علاج الأورام.
في هذه الورشة نضع الاحتياجات المطلوبة سواء كانت لوجستية أو أدوية وتدريب فريق حتى نقوم نحن بهذا العلاج التلطيفي جزء من العلاج التلطيفي سيقدم في المنزل، والتثقيف النفسي هو جزء من المعالجة التلطيفية.