مصادر متابعة رأت أنه مقدمة لـ«تسويات كثيرة» في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة … ترامب يعلن فوزه في الانتخابات الأميركية وبداية «العصر الذهبي» للولايات المتحدة
| وكالات
أعلن دونالد ترامب ووسائل إعلام أميركية فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت أول من أمس الثلاثاء، ليصبح بذلك الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، وأول رئيس في تاريخ البلاد ينتخب لولايتين غير متعاقبتين، جاء ذلك قبل إعلان النتائج الرسمية النهائية للانتخابات، إذ حصل ترامب على 277 صوتاً بالمجمع الانتخابي متجاوزاً الحد الأدنى المطلوب للوصول إلى البيت الأبيض وهو 270 صوتاً، بعد اكتساحه الولايات «المتأرجحة»، مقابل 224 صوتاً لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، وفق وسائل إعلام أميركية.
ومع استمرار عمليات فرز أصوات الناخبين في الولايات المتبقية والتي لن تغير من النتيجة، حصل ترامب على مجموعه 71202731 من أصوات الناخبين مقابل 66264540 لهاريس، بانتظار النتائج النهائية التي قد تستغرق وقتاً لإعلانها.
وخاطب ترامب أنصاره من مقر حملته في بالم بيتش بولاية فلوريدا، معلناً فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال بخطاب النصر: «أميركا ستدخل عصراً ذهبياً»، وأضاف: «حققنا نصراً سيسمح بجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وقبلها، أعلنت محطة «فوكس نيوز» فوز المرشح الجمهوري ترامب في الانتخابات الرئاسية، لتكون وسيلة الإعلام الأميركية الكبرى الأولى التي تعلن ذلك، بعد فوزه في ولايتي بنسيلفانيا وويسكنسن الأساسيتين. وكتبت «فوكس نيوز» في الصفحة الرئيسة على موقعها الإلكتروني «انتخاب دونالد ترامب الرئيس المقبل للولايات المتحدة».
الرئيس المنتخب تابع بالقول: «نفوز في كل الولايات المتأرجحة، وسنصل إلى 315 صوتاً بالمجمع الانتخابي»، وشدد على أنه فاز في التصويت الشعبي وفي الولايات «المتأرجحة»، مردفاً بالقول: «سيطرنا على مقاعد مجلس الشيوخ في الولايات المتأرجحة.. سنحتفل بالسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب».
ومضى ترامب قائلاً: «سنحقق إنجازات عظيمة لبلدنا»، وكرر حديثه عن إغلاق الحدود بالقول: «سنغلق الحدود ولن نسمح باستمرار الهجرة غير الشرعية.. سنعيد المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم»، وأضاف: سنقلب الأمور في أميركا رأساً على عقب، وسنفعل ذلك بسرعة، واعتبر أن «الأميركيين استعادوا السيطرة على بلدهم.. كل فئات المجتمع الأميركي صوتوا لي»، وأضاف: «سأجعل الجيش الأميركي قوياً وسأوقف الحروب.. سنحقق النجاح معاً، وكانت رئاستي الأولى كذلك».
وقبل كلمة ترامب، هنأ رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون «الرئيس المنتخب»، بعدما تفردت «فوكس نيوز» بإعلان فوز ترامب رغم عدم حسم الشبكات الأخرى نتيجة السباق، وقال جونسون «دونالد ترامب هو الآن رئيسنا المنتخب الذي اختاره الشعب الأميركي لفترة مثل هذه الفترة»، وفي وقت سابق، قال مسؤول في الحملة الانتخابية لترامب، أمس الأربعاء، إن ترامب توجه إلى بالم بيتش بولاية فلوريدا لإلقاء كلمة أمام مؤيديه، فيما أعلنت حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس أنها لن تلقي كلمة خلال ليلة الانتخابات، حسب أحد مستشاريها، في حين شهدت العملية الانتخابية الأميركية تنافساً محتدماً بين الديمقراطية هاريس والجمهوري ترامب في السباق إلى البيت الأبيض، مع توالي ظهور النتائج الأولية تدريجياً.
وتكشف النتائج المتتالية التي يتم الإفصاح عنها في سباق الانتخابات الأميركية عن قرب الإعلان رسمياً عن فوز ترامب ودخوله البيت الأبيض من جديد، بعد تخطيه حاجز الـ270 صوتاً بالمجمع الانتخابي، وحسب النتائج فقد حسم المرشح الجمهوري دونالد ترامب السباق الرئاسي في 23 ولاية، مقابل حسم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس 16 ولاية.
وحول ما يمكن أن يعني فوز ترامب بسباق الرئاسة الأميركية لملفات المنطقة في الشرق الأوسط، وهي منطقة ملتهبة في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي التوترات في المنطقة حيال قطاع غزة ولبنان وإيران، يقول خبراء إن الانتخابات الأميركية تؤثر نتيجتها في أساليب وطرق التعامل مع قضايا الشرق الأوسط الذي يعتبر نقطة محورية في السياسة الخارجية الأميركية، وعاملاً مهماً في تشكيل الرأي العام والنتائج الانتخابية، مضيفة إن هذا التأثير يرجع إلى عدة جوانب على مستوى الأمن القومي الأميركي وأسعار الطاقة فضلاً عن التحالفات الإستراتيجية.
وأشار الخبراء إلى أن الوضع في الشرق الأوسط يشمل مجموعة من القضايا الحرجة بما في ذلك الإرهاب، وإمدادات النفط والعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وكلها لها تأثير كبير في الحملات الانتخابية، مشيرين إلى أنه كثيراً ما يستخدم المرشحون الجمهوريون والديمقراطيون قضايا الشرق الأوسط لجذب الكتل الانتخابية الرئيسة، كما أن استطلاعات الرأي أشارت إلى أن الناخبين الأصغر سناً يدعمون بشكل متزايد حقوق الفلسطينيين ما يشكل ضغطاً على المرشحين.
ورأت المصادر أن الصراع الحالي في المنطقة له تأثير كبير في مواقف المرشحين، وخاصة في مجال السياسة الخارجية، ومع فوز ترامب فإنه سيسعى «بمعاونة قوى الاعتدال» في المنطقة كما تطلق عليها الولايات المتحدة وهي مصر والسعودية والإمارات، إلى إيجاد تسويات في المنطقة لترتيب الأوراق واستعادة زمام السيطرة على إيران، ومنع الصين من الوجود بشكل مباشر أو غير مباشر حتى ينقل ساحة الصراع إلى أقصى الشرق، مضيفة إن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي يسعيان إلى استعادة الولايات المتحدة السيطرة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط وعدم ترك أي فراغ قد تشغله الصين أو روسيا.