أكد أن «الدعم السريع» حاولت اختطاف الدولة والجيش يقاتل مرتزقة من 13 دولة … إبراهيم: العلاقة السورية- السودانية تشهد تطوراً ملحوظاً ووصلت إلى مراحل متقدمة
| منذر عيد
أكد القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة السودان في دمشق أحمد إبراهيم تطور العلاقات السورية- السودانية ووصولها إلى مراحل متقدمة رغم الظروف التي عاشتها سورية، موضحاً أن السودان يعيش أوضاعاً صعبة منذ تمرد قوات الدعم السريع في ١٥ نيسان 2023 إذ حاولت الميليشيا الاستيلاء على السلطة واختطاف الدولة بالقوة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة السودانية لا تقاتل فقط الميليشيا وإنما تقاتل مرتزقة من نحو 13 دولة وهو يشبه ما تعرضت له سورية في العام 2011، من حصار وإرهاب.
إبراهيم قال في مؤتمر صحفي عقده أمس في مبنى السفارة السودانية بدمشق: «نثمن عالياً دور الحكومة والشعب السوري في تطوير وتعزيز ودعم العلاقة مع السودان طوال الفترة السابقة مع علمنا وتقديرنا المسبق للظروف التي عاشتها وتعيشها سورية اليوم ولكن رغم ذلك ظلت العلاقة بين البلدين تشهد تطوراً وازدهاراً ملحوظاً».
وأوضح أن العلاقات بين البلدين تطورت ووصلت إلى مراحل متقدمة، وتم توقيع نحو خمس وخمسين اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الجانب السوري والسوداني، مبيناً أن عدداً كبيراً من هذه الاتفاقيات في طور التنفيذ الآن، وأن البعثة الدبلوماسية السودانية تتابع عملية التنفيذ على أرض الواقع.
وتابع إبراهيم: «الأزمة في سورية حدت قليلاً من تطوير هذه العلاقة، والآن نحن نشهد تعافي سورية وعودتها إلى المحيط العربي والمحيط الدولي».
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في السودان قال إبراهيم: «منذ تمرد قوات الدعم السريع في ١٥ نيسان ٢٠٢٣ يعيش السودان أوضاعاً صعبة إذ حاولت هذه الميليشيا الاستيلاء على السلطة واختطاف الدولة بالقوة عبر محاولتها اغتيال أو اعتقال رأس الدولة ممثلاً في رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقامت بمهاجمة الوحدات العسكرية المختلفة ودخلت إلى المدارس والمستشفيات ودور العبادة واحتلت منازل المواطنين ونهبت ممتلكاتهم وانتهكت أعراضهم».
وأوضح إبراهيم أن الميليشيا قامت بعمليات السرقة والنهب وجرائم الاغتصاب وحرق القرى والأرياف ومنازل المواطنين، والقتل على أسس قبلية ومحاولة تغيير الواقع الديموغرافي لسكان تلك المناطق، وسرقة المتاحف والآثار وبيعها في دول الجوار، والتدمير الممنهج للبنى التحتية، والحصار والتجويع في مناطق الفاشر والأبيض وغيرها، ومهاجمة دور ومقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية في الخرطوم ونهب محتوياتها، وتحويل المقار الدبلوماسية إلى ثكنات عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ نحو المدنيين.
وقال: «على الرغم من الدعم الكبير الذي تجده الميليشيا المتمردة من بعض دول الجوار وبعض الدول الإقليمية الذي وصل وحسب تقارير الأمم المتحدة وبعض الجهات المستقلة إلى تسيير 300 طائرة شحن بمختلف الأسلحة والمعدات الحربية، فإن القوات المسلحة السودانية تمتلك زمام المبادرة وتحرز تقدماً في كل محاور القتال والجبهات فقد تم تحرير أكثر من 80 بالمئة من ولاية الخرطوم وأعلنت مدينة أم درمان أحد مكونات مدن العاصمة خالية من التمرد وتعمل القوات المسلحة على تحرير بقية الولايات في الجزيرة ودارفور».
وأكد إبراهيم أن القوات المسلحة السودانية لا تقاتل فقط الميليشيا وإنما تقاتل مرتزقة من نحو 13 دولة وهو يشبه بالتأكيد ما تعرضت له سورية في العام 2011، من حصار وإرهاب وحرب طاحنة.
وأوضح أنه استناداً على تقارير المنظمات الدولية (OCHA) و(IOM) فإن ١٤.٢ مليون سوداني بحاجة لمساعدة عاجلة منهم 10.9 ملايين نزحوا داخلياً في حين بلغ عدد الذين خرجوا إلى دول الجوار ٣ ملايين نسمة.
وشدد إبراهيم على أن الحكومة السودانية تعمل على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وفتح المعابر حيث بلغت جملة المعابر مع دول الجوار 9 معابر بما فيها فتح معبر أدرى الحدودي مع تشاد لمدة 3 أشهر قابلة للتمديد، إضافة إلى توفير الأمن والحماية للفرق العاملة في إيصال المساعدات الإنسانية.
وأشار إبراهيم إلى أن السودان ومنذ اندلاع الأزمة ظل منفتحاً على أي حلول مطروحة تمضي إلى إنهاء الوضع المتأزم ويتعاطى بإيجابية مع كل مبادرات السلام المطروحة، من مفاوضات جدة (برعاية سعودية أميركية)، إلى موافقته على عدد من الهدن الإنسانية التي استغلتها الميليشيا المتمردة لتعزيز موقفها وإعادة تموضع أماكنها وإيصال الإمداد لقواتها، إلى ترحيبه بمبادرة دول جوار السودان التي تقودها مصر، والموافقة على مبادرة الـ«إيغاد»، ومبادرة الاتحاد الإفريقي، ومشاركته بوفد فني في محادثات جنيف للشؤون الإنسانية.
وبين أن الحكومة السودان تعمل على ضرورة تصنيف الميليشيا كمنظمة إرهابية تقوم بارتكاب أفظع الجرائم الموجهة ضد الإنسانية في القرن الحادي والعشرين، معرباً عن أمله من جميع الدول والمنظمات الدولية بوسمها بهذه الصفة.