سورية

صعوبة في تكهن تأثير عودته إلى البيت الأبيض على الوضع في سورية … الحمروني لـ«الوطن»: استحواذ الجمهوريين على مجلسي الكونغرس يُسهّل مهمة ترامب

| منذر عيد

على الرغم من إعلانه في أول تصريح سريع عقب فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية أمس، أنه سينهي الحروب في أوكرانيا والمنطقة، إلا أنه من الصعب جداً مع شخصية مثل الرئيس الأميركي المعاد انتخابه للمرة الثانية دونالد ترامب، بعقلية رجل المال التي تحكمها المصالح الشخصية، التكهن وقراءة سياسته المستقبلية تجاه سورية لجهة سحب قوات بلاده من شمال شرق سورية، واستمرار دعم ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، أو لجهة رفع العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب عنها، ويبقى من الصعب قراءة سياسته المستقبلية، إلا أنه لا يستبعد عن الرجل البراغماتي قيامه بالجنوح ولو بـ«نصف خطوة» تقارب نحو دمشق مع التركيز على مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية، وخاصة مع حصوله على حرية التحرك والقرار الخارجي من انتصار الحزب الجمهوري في مجلسي الشيوخ والنواب الأمر الذي سيسهل تنفيذ سياساته الداخلية والخارجية ومنها الوجود العسكري الأميركي ودور أميركا في حلف الـ«ناتو».

اختلفت الآراء، وتعددت التكهنات في سياسة ترامب المستقبلية في المنطقة بشكل عام وفي سورية بشكل خاص، بين متوقع لانفراجة في تلك السياسة في سورية، وأخرى تجنح إلى تشدد ترامب فيها.

الأستاذ في الجغرافيا السياسية في أكاديمية العلوم السياسية في باريس عماد الدين الحمروني، أكد في تصريح لـ«الوطن» أن ترامب سجل انتصاراً سياسياً كبيراً، وهو أول رئيس جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي والمجمع الانتخابي معا منذ 20 عاماً، مشيراً إلى أن الحالة «الترامبية» داخل الولايات المتحدة الأميركية أثبتت أنها قوية ومتجذرة، حتى داخل الطبقات الشعبية وفي معظم الولايات المتأرجحة.

وأوضح أنه ومع انتظار فريقه الحكومي، وخاصة السياسة الخارجية والأمن القومي، فإن من المنتظر أن يكون ترامب قد استفاد من تجربته الأولى في الحكم، وخاصة في العلاقات الدولية إزاء أوروبا والصين وروسيا، مشدداً على أن انتصار الجمهوريين في مجلس الشيوخ ومجلس النواب سيسهل تنفيذ سياساته الداخلية والخارجية، ومنها مستقبل الوجود العسكري الأميركي في سورية والعراق، ودور أميركا في حلف الـ«ناتو».

وقال الحمروني: «البنتاغون والمجتمع العسكري والصناعي سيحاولون عرقلة توجهات ترامب الخارجية فيما يحصل في أوكرانيا والشرق الأوسط، والعلاقات الإسرائيلية والحرب على غزة ولبنان ستكون أهم ملف للرئيس ترامب في الأسابيع القادمة».

وتوقع الحمروني بأن يعمل ترامب على إيجاد حل لخروج الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، وإلزام حركة حماس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بهدنة مؤقتة، وإيقاف الحرب على لبنان أيضاً.

وتابع: «بعد عودة سورية إلى الجامعة العربية وتحسن علاقاتها مع الإمارات والمملكة السعودية سيعمل ترامب على الضغط أكثر على الجانب التركي، وسيكون لسورية دور في خطة ترامب القادمة، وأهم مؤشر سيكون رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، وهذا يتطلب تسخين خط العلاقات الأميركية الروسية، لأن الموقف الروسي مهم في إعادة صياغة علاقات منطقة الشرق الأوسط».

وتوقع بأن تستفيد سورية من وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وستلعب الدبلوماسية السورية دوراً نشطاً في المستقبل في ملف لبنان وحتى غزة، لأن ترامب وفريقه بحاجة للدور السوري، حسب الحمروني.

وختم الحمروني بالقول: «بوابة ترامب العربية ستكون الإمارات مثل المرة الأولى، وإذا انسحبت القوات التركية من الأراضي السورية من الممكن أن تنسحب القوات الأميركية خلال سنة أو سنتين».

وعلى خط موازٍ قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في تصريحات صحفية أمس: «بعد الانتخابات، قد تفكر الولايات المتحدة بسحب قواتها من العراق وسورية، لا يريد الأميركيون الحفاظ على وجود عسكري في منطقة النفوذ الإيراني، مادامت القوات الأميركية موجودة هناك، فإنها معرضة للهجوم».

وفي هذا الإطار وفيما يخص سحب قوات الاحتلال الأميركية من سورية، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض عام 2019: إن الولايات المتحدة «ليست شرطياً»، مضيفاً «لقد حان الوقت لنا للعودة إلى الوطن».

وحول شن تركيا هجوماً على «قسد» وحزب العمال الكردستاني وصف ترامب «قسد» قائلاً: إنهم «ليسوا ملائكة».

وفي 2018 أعطى ترامب أوامر بسحب القوات الأميركية من كل الأراضي السورية، معتبراً أنه حقق هدفه بإلحاق «هزيمة بتنظيم داعش».

وأمس الأربعاء قال ترامب لأنصاره في مركز مؤتمرات مقاطعة بالم بيتش، حيث كان برفقته المرشح لمنصب نائب الرئيس جيه. دي فانس وقادة جمهوريين وأفراد عائلته: «منحتنا أميركا تفويضاً قوياً وغير مسبوق»، وصرح قبل 4 أيام من الانتخابات بأن الوقت حان لإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن