حشود الجيش وتعزيزاته العسكرية عززت مخاوف التنظيم الإرهابي … مصادر لـ«الوطن»: لا عمليات عسكرية لـ«النصرة» باتجاه الأماكن الآمنة
| حلب- خالد زنكلو
رجحت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات الإدارة التركية في إدلب، إلغاء تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، عمليته العسكرية، التي أعلن عنها منذ أكثر من شهر، باتجاه نقاط انتشار الجيش العربي السوري في منطقة «خفض التصعيد»، ونحو مناطق الدولة السورية الآمنة.
وكان «النصرة»، روّج عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، لعملية واسعة مرتقبة ومزعومة أعد العدة لها، ضد مناطق الحكومة السورية الآمنة ونحو تمركز وحدات الجيش العربي السوري في جبهات «خفض التصعيد»، التي تمتد من ريف حلب الغربي إلى ريف اللاذقية الشمالي، مروراً بريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الغربي.
ونفت المصادر مزاعم «النصرة» عن وجود غطاء سياسي خارجي أو ضوء أخضر ينتظر إطلاقه، لتنفيذ عمليته العسكرية، وأكدت أنه ما من دول، سواء إقليمية أو دولية، يمكن أن تتبنى تنظيما مدرجاً على قائمة الإرهاب الدولية لشن عملية غزو ضد دولة شرعية، وعزت الأمر إلى قرار داخلي من التنظيم الإرهابي، وبدعم من تنظيمات تكفيرية متطرفة، لتصدير الأزمة الداخلية التي يعيشها التنظيم في مناطق نفوذه، خصوصاً في إدلب وريف حلب الغربي، مع استمرار التظاهرات اليومية المطالبة بطرده وإعدام متزعمه «الجولاني».
وفندت المصادر ما يتردد عن حصول «النصرة» على أسلحة وذخائر جديدة لزوم معركته المزعومة، وأشارت إلى أنه لا يمكن تمرير مثل «صفقة» كهذه إلا عبر تركيا التي أعلنت إدارتها معارضتها للعملية، ومارست ضغوطاً كثيرة على التنظيم الإرهابي لمنعه.
المصادر قالت: إن نزوح سكان القرى والبلدات الواقعة داخل مناطق سيطرة «النصرة» وبالقرب من جبهات القتال المرتقبة على طول محاور التماس، نحو الحدود التركية في ريف إدلب الشمالي، شكل ضغطاً كبيراً على التنظيم الإرهابي مما تبقى من حاضنته الشعبية الرافضة لأي عمل عسكري.
وشددت على أن حشود وتعزيزات الجيش العربي السوري في جبهات القتال المرتقبة، ولاسيما في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، عزز مخاوف «النصرة» وردعه، من رد فعل للجيش السوري الذي يمكن ألا يتوقف عند حدود التصدي لعدوانه، بل يتعداه إلى توغل وحدات الجيش في عمق مناطق التنظيم الإرهابي والوصول إلى «باب الهوى» بريف إدلب الشمالي.
ولفتت إلى أن القصف الجوي لسلاح الجو السوري- الروسي المشترك، في الآونة الأخيرة، وجه رسائل نارية حامية، لجمت «النصرة» من تنفيذ تهديداته بشن العمل العسكري الموعود نحو المناطق الآمنة، إذ إن تكلفة الإقدام على مثل هذه المغامرة والمؤامرة مرتفعة جداً، على جميع الصعد.