الأولى

«الأوروبي» يعقد جلسة طارئة لمناقشة «إجراءات إضافية».. بكين: نحترم خيارات الأميركيين.. موسكو: شروطنا لم تتغير.. طهران: سياستنا ثابتة … ترامب رئيساً لأميركا ويؤكد: سنغلق الحدود ونوقف الحروب

| الوطن - وكالات

إلى البيت الأبيض عاد دونالد ترامب محققاً اكتساحاً انتخابياً غير متوقع، وملحقاً هزيمة قاسية بمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية.

وأعلن رسمياً أمس فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية ليصبح بذلك ثاني رئيس في تاريخ البلاد ينتخب لولايتين غير متعاقبتين، لينضم للرئيس الأميركي غروفر غليفلاند الذي قام بذلك عام 1892.

ووفقاً لنتائج الفرز في الولايات الأميركية حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس، حصل ترامب على 292 صوتاً بالمجمع الانتخابي متجاوزاً الحد الأدنى المطلوب للوصول إلى البيت الأبيض وهو 270 صوتاً، بعد اكتساحه الولايات «المتأرجحة»، مقابل 224 صوتاً لمنافسته هاريس، وفق وسائل إعلام أميركية، والتي أفادت بأن ترامب حصل على 71956083 من أصوات الناخبين مقابل 67115091 لهاريس.

وخاطب ترامب أنصاره من مقر حملته في بالم بيتش بولاية فلوريدا، معلناً فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال في خطاب النصر: «أميركا ستدخل عصراً ذهبياً»، وأضاف: «حققنا نصراً سيسمح بجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وتابع: «نفوز في كل الولايات المتأرجحة، وسنصل إلى 315 صوتاً بالمجمع الانتخابي»، وشدد على أنه فاز في التصويت الشعبي وفي الولايات «المتأرجحة»، مردفاً بالقول: «سيطرنا على مقاعد مجلس الشيوخ في الولايات المتأرجحة.. سنحتفل بالسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب».

ومضى ترامب قائلاً: «سنحقق إنجازات عظيمة لبلدنا»، وكرر حديثه عن إغلاق الحدود بالقول: «سنغلق الحدود ولن نسمح باستمرار الهجرة غير الشرعية، وسنعيد المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم»، وأضاف: سنقلب الأمور في أميركا رأساً على عقب، وسنفعل ذلك بسرعة، واعتبر أن «الأميركيين استعادوا السيطرة على بلدهم.. كل فئات المجتمع الأميركي صوتوا لي»، وأضاف: «سأجعل الجيش الأميركي قوياً وسأوقف الحروب، وسنحقق النجاح معاً، وكانت رئاستي الأولى كذلك».

وسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونغرس النواب والشيوخ، وقد استعادوا السيطرة على مجلس الشيوخ للمرة الأولى بعد 4 سنوات من الأغلبية الديمقراطية، ما يمكن ترامب من تنفيذ برنامجه الانتخابي بأقل قدر ممكن من العقبات.

وفور إعلان فوزه بدأت ردود الفعل المهنئة من كل أنحاء العالم تتوالى، على حين قرر قادة الاتحاد الأوروبي عقد جلسة طارئة خلال قمة بودابست، التي تنعقد اليوم الخميس لمناقشة إجراءات إضافية بعد فوز ترامب، وذلك وفقاً لما صرح به مسؤول دبلوماسي في بروكسل لوكالة «تاس» الروسية والذي بين أن القضايا الرئيسة التي ستتم مناقشتها ستكون مخاطر نشوب حرب تجارية جديدة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وانخفاض الدعم لنظام كييف من واشنطن.

وعلى حين اعتبرت الصين أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة قضية سياسية داخلية وأنها تحترم خيارات الشعب الأميركي، أشارت روسيا إلى أن شروطها لم تتغير وفوز ترامب يعكس استياء المواطنين الأميركيين من نتائج إدارة الرئيس جو بايدن.

من جهته قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف في تدوينة له على قناته في «تلغرام»: «إن ترامب، الذي أعلن فوزه، يكره بشدة إنفاق الأموال على «الطفيليين»، وأوكرانيا واحدة منهم».

من جانبها أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن السياسات العامة لإيران وأميركا ثابتة، وقالت في تصريح لها: إن انتخاب رئيس الولايات المتحدة ليس له ارتباط بنا، السياسات العامة لأميركا وإيران سياسات ثابتة، وأضافت: التدابير اللازمة تم التخطيط لها مسبقاً، لن يكون هناك تغيير في معيشة الناس، ولا فرق كبيراً بمن سيكون الرئيس في أميركا.

وحول ما يمكن أن يعني فوز ترامب بسباق الرئاسة الأميركية لملفات المنطقة في الشرق الأوسط، وهي منطقة ملتهبة في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي التوترات في المنطقة حيال قطاع غزة ولبنان وإيران، يقول خبراء: إن الانتخابات الأميركية تؤثر نتيجتها في أساليب وطرق التعامل مع قضايا الشرق الأوسط الذي يعتبر نقطة محورية في السياسة الخارجية الأميركية، وعاملاً مهماً في تشكيل الرأي العام والنتائج الانتخابية، مضيفة: إن هذا التأثير يرجع إلى عدة جوانب على مستوى الأمن القومي الأميركي وأسعار الطاقة فضلاً عن التحالفات الاستراتيجية.

ورأت المصادر أن الصراع الحالي في المنطقة له تأثير كبير في مواقف المرشحين، وخاصة في مجال السياسة الخارجية، ومع فوز ترامب فإنه سيسعى «بمعاونة قوى الاعتدال» في المنطقة كما تطلق عليها الولايات المتحدة، وهي مصر والسعودية والإمارات، إلى إيجاد تسويات في المنطقة لترتيب الأوراق واستعادة زمام السيطرة على إيران، ومنع الصين من الوجود بشكل مباشر أو غير مباشر حتى ينقل ساحة الصراع إلى أقصى الشرق، مضيفة: إن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي يسعيان إلى استعادة الولايات المتحدة السيطرة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط وعدم ترك أي فراغ قد تشغله الصين أو روسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن