1.4 مليون تأثروا بالفيضانات.. و«العون الإنساني» كذبت تصريحات مبعوث أميركا … السودان: مقتل 120 شخصاً في «مذبحة» ارتكبتها «الدعم السريع» بولاية الجزيرة
| وكالات
بينما أعلنت وزارة الخارجية السودانية مقتل عشرات الأشخاص، خلال يومين، في مدينة الهلالية بولاية الجزيرة على يد قوات «الدعم السريع»، أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، «أوتشا»، بأن 1.4 مليون شخص في 43 منطقة تأثروا جراء الفيضانات في جنوب السودان، على حين نزح أكثر من 397 ألف شخص.
وحسبما ذكرت وسائل إعلام سودانية أمس السبت، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، في بيان مساء أول من أمس الجمعة، أن قوات «الدعم السريع» والمجموعات التابعة لها ارتكبت «مذبحة جديدة»، خلال اليومين الماضيين، في مدينة الهلالية في ولاية الجزيرة، وقالت الوزارة: «ضحايا تلك المعارك بلغ عددهم حتى الآن 120 شخصاً، قتلاً بالرصاص أو نتيجة للتسمم الغذائي، إضافة إلى افتقاد مئات المدنيين، من رجال ونساء وأطفال، الذين تحتجزهم الميليشيا رهائن في مواقع متعددة من المدينة».
وشددت الخارجية السودانية على أن «قوات الدعم السريع تشن حملات انتقامية مروعة على أيدي مرتزقة الجنجويد بحق الأبرياء العزل، بعد انشقاق عدد من قادة الميليشيا وعناصرها»، مشيرة إلى أن «تلك العمليات تتزامن مع حملة انتقامية وحشية مشابهة ضد القرويين العزل في شمال دارفور، بعد إخفاق هجماتها المتكررة على الفاشر، حيث أحرقت خلالها أكثر من 40 قرية في الولاية».
وأكدت الخارجية في بيانها أن «التصعيد الممنهج ضد المدنيين يهدف إلى استدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان، تحت ذريعة حماية المدنيين، على نحو يمكن الميليشيا من تجنب الهزيمة العسكرية، والاحتفاظ بالمواقع التي تحتلها ومواصلة احتجاز آلاف المدنيين رهائن في معتقلات سرية».
وطالبت الخارجية السودانية المجتمع الدولي بتصنيف «الدعم السريع جماعة إرهابية بدلاً من الاستجابة لابتزازها، وملاحقة قياداتها وعناصرها كمطلوبين للعدالة الدولية، وعد كل من يساعد أو يدعم الميليشيا أو يستضيف قياداتها والمتحدثين باسمها راعياً للإرهاب وشريكاً في جرائمها».
وفي سياق متصل، شهدت مدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم، أول من أمس الجمعة، معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، حسب تقارير إعلامية سودانية، أفادت نقلاً عن مصادر عسكرية، بأن «قوات الدعم السريع شنت هجوماً على الدفاعات المتقدمة للجيش السوداني، بالطائرات المسيرة والصواريخ والمدفعية الثقيلة»، وأن «الدعم السريع حشدت الآلاف من عناصرها، واستخدمت المدرعات في الهجوم على مدينة بحري»، وأشارت المصادر إلى أن «الجيش السوداني تعامل مع الهجوم المباغت بالمدفعية الثقيلة»، في حين أفاد شهود بأن القصف العشوائي تسبب بتدمير منازل وتضررها في عدد من أحياء مدينة بحري.
في الغضون، أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، «أوتشا»، في بيان، بأن 1.4 مليون شخص في 43 منطقة تأثروا جراء الفيضانات في جنوب السودان، في حين نزح أكثر من 397 ألف شخص، في 22 مقاطعة، في وقت أفادت فيه هيئات إغاثية بأن جنوب السودان معرض بشدة إلى مخاطر التغير المناخي، ويشهد أسوأ فيضانات منذ عقود، خصوصاً في المناطق الشمالية.
وحذر «أوتشا»، في بيانه، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك»، من تفشي الملاريا في المناطق التي شهدت فيضانات، الأمر الذي قد «ينهك النظام الصحي ويفاقم الوضع ويؤثر في المناطق التي ضربتها الفيضانات»، وكان جنوب السودان شهد في أيار الماضي فيضانات كبيرة نجمت عن هطل الأمطار الغزيرة وفيضان نهر النيل، وأثرت الفيضانات في ذلك الوقت على أكثر من 700 ألف شخص، وتسببت في أضرار جسيمة للمنازل والماشية والمحاصيل.
بموازاة ذلك، نفت «مفوضية العون الإنساني» الحكومية السودانية تصريحات المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن أن «مفوضية العون الإنساني تمنع تسليم الإغاثة الطارئة، وأنها منعت 520 من أصل 550 شاحنة إغاثة إنسانية من مغادرة بورتسودان».
وقالت المفوضية، وفق ما نقلت صحيفة «الأحداث» السودانية: إن «هذه المزاعم من توم برييلو تأتي في إطار الحملة المنظمة التي تستهدف الجهود التي تقودها مفوضية العون الإنساني لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وذلك انطلاقاً من مسؤوليتها المهنية والأخلاقية تجاه المحتاجين والمتأثرين بسبب الحرب التي أفرزت أوضاعاً إنسانية حرجة»، وأضافت: «نكذب ونرفض بأقوى العبارات حديث بيرييلو»، موضحة أنه «كان الأجدى له أن يكون واقعياً وشجاعاً بتوجيه الهجوم والإدانة لميليشيا الدعم السريع المتمردة وهي تنهب وتحتجز وتمنع عن السكان الغذاء والدواء»، كما أعربت «مفوضية العون الإنساني» عن بالغ استغرابها وشجبها لتصريحات بيرييلو، وقالت «إن تصريحاته لا أساس لها من الصحة».