حذرت من مخاطر توسع الحرب في المنطقة وأن الاحتلال يهدد أمن العالم كله … طهران: مزاعم تدخلنا باستهداف مسؤولين أميركيين مؤامرة تحيكها الصهيونية
| وكالات
حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من مخاطر توسع الحرب بالمنطقة، مجدداً دعم بلاده ووقوفها الدائم إلى جانب لبنان والمقاومة والشعبين اللبناني والفلسطيني، في حين دعا رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، واشنطن إلى لجم الكيان الصهيوني إذا أرادت تحقيق السلام في المنطقة، في حين أكدت الخارجية الإيرانية أن مزاعم تدخل طهران باستهداف مسؤولين أميركيين مؤامرة تحيكها الأوساط الصهيونية.
وفي كلمة له خلال افتتاح ملتقى «مدرسة نصر الله» الدولي في طهران أمس السبت، بالتزامن مع أربعينية الشهيد السيد حسن نصر اللـه الأمين العام لحزب الله، نقلتها وكالة «إرنا»، قال عراقجي: «على العالم أن يدرك أن استمرار الحرب لن يقتصر في آثاره السلبية على منطقة غرب آسيا وحدها، فعدم الاستقرار وانعدام الأمن قد يمتدان إلى مناطق أخرى بعيدة، وأن انتهاكات كيان الاحتلال للقانون الدولي تشكل أيضاً تحدياً حقيقياً للنظام الدولي القائم على القوانين والأعراف»، مجدداً موقف بلاده بالبقاء دائماً إلى جانب المقاومة في المنطقة وإلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني.
ونوه عراقجي بأن الشهيد نصر اللـه أدى دوراً بارزاً في فضح المؤامرات وتوعية الرأي العام من خلال إدراكه لقوة الإعلام، ودعوته وسائل إعلام المقاومة إلى تقديم معلومات دقيقة ومحايدة، والإسهام بتعزيز الوعي العام ونشر ثقافة السلام والعدالة؛ لمنع الأعداء من تضليل الرأي العام بروايات كاذبة، لافتاً إلى أن نصر اللـه استطاع إحداث تغييرات جذرية، وتحويل المقاومة إلى عنصر مؤثر في المعادلات الإقليمية والعالمية.
بدوره، جدد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف تحذير بلاده من توسع الحرب بالمنطقة، في حال لم يتم وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، مشيراً إلى أن الاحتلال عجز عن التقدم في جنوب لبنان بفعل صمود المقاومة، داعياً واشنطن إلى لجم الكيان الصهيوني إذا أرادت تحقيق السلام في المنطقة، كما نوه بإنجازات نصر اللـه في إرساء قواعد حزب اللـه والدفاع عن فلسطين، وقال: «إن السيد نصر اللـه أرعب العدو الصهيوني على مدى عقود وما زالت كلماته تشكل كابوساً له».
وفي السياق، شدد مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف في كلمته على أن المنطقة لن تشهد الهدوء ما دام الاحتلال مستمراً، مؤكداً أن المقاومة اليوم أكثر صلابة أمام العدو الصهيوني وأن الكيان الصهيوني لم يستطع تجاوز هزيمته المرة التي لحقت به في عملية «طوفان الأقصى»، وأضاف: «إن شعب فلسطين ولبنان لم يهزم أمام الاحتلال الصهيوني، وأصبح أكثر مقاومة ضد إسرائيل التي تم إنشاؤها بعد الاحتلال، وكما رأينا، فإن السابع من تشرين الأول تحقق عندما عرض المجرم نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة محيت فيها فلسطين من العالم»، مشدداً على أن إسرائيل لن تنعم بالسلام يوماً إلا بعد التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية وأعمال حقوق الشعب الفلسطيني.
وتابع ظريف: «المقاومة ضد إسرائيل بدأت قبل الثورة الإسلامية وستستمر حتى التحرير الكامل لجميع الأراضي الإسلامية من أيدي الصهاينة، يجب على الاحتلال والولايات المتحدة أن يقبلوا بأنهم لن يروا السلام حتى يتم احترام حقوق الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، وإذا استمر الأميركيون والغربيون في هذا الخطأ الإستراتيجي، فإن هذه المنطقة لن تشهد السلام أبداً».
من جهته، قال رئيس السلطة القضائية في إيران غلام حسين محسني ايجئي: «رغم استشهاد قادة كبار في المقاومة لكن هذه الحركة لا تزال صامدة، ومن المؤكد أنها ستزداد قوة يوماً بعد يوم»، لافتاً إلى أن طريق المقاومة سيستمر بشكل أعلى وأقوى بعد استشهاد قادة عظماء كالشهيد السيد حسن نصر الله، لأن جبهة المقاومة مدرسة ولا تتكل على شخص واحد، ويشارك في الملتقى 25 ضيفاً من 13 بلداً في العالم، من بينها سورية ممثلة بسفيرها لدى طهران، شفيق ديوب، فضلاً عن مسؤولين إيرانيين محليين.
في سياق آخر، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن تكرار المزاعم بتدخل إيران في محاولة استهداف بعض المسؤولين الأميركيين في الوقت الحالي تشكل مؤامرة صهيونية «مقززة» بهدف تعقيد القضايا العالقة بين الجانبين الإيراني والأميركي، وقال: «إن المزاعم بأن إيران تدخلت في محاولة استهداف مسؤولين أميركيين سابقين أو حاليين، لا أساس لها من الصحة ومرفوضة تماماً»، وفق وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».
وأشار بقائي إلى اتهامات مماثلة جرت في الماضي ونفتها إيران بشكل كامل وثبت كذبها، وأوضح أن تكرار هذه المزاعم في الوقت الحاضر ما هو إلا مؤامرة «مقززة» من الكيان الصهيوني ومن لف لفه من مناهضي إيران والهدف منه تعقيد القضايا العالقة بين أميركا وإيران، مبيناً أن بلاده ستوظف كل الوسائل المشروعة والقانونية على المستوى الداخلي والدولي لإحقاق حقوق الشعب الإيراني.