هيكليته سمحت له باستمرار القتال … «وول ستريت جورنال»: جنود إسرائيليون يقرون بصعوبة المواجهة مع حزب الله
| وكالات
أقر جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بصعوبة المواجهة على الأرض مع حزب الله، وفق ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، وجاء ذلك ليدحض ما يدعيه مسؤولون إسرائيليون بأن الجيش حقق نجاحات كبيرة منذ تكثيف العدوان على لبنان قبل أقل من شهرين.
وذكرت الصحيفة الأميركية، أنه على الرغم من مزاعم المسؤولين الإسرائيليين بأنهم نجحوا في إضعاف البنية القيادية لحزب الله، وقتل الآلاف من عناصره، وتفكيك بنيته التحتية على طول الحدود، فإن جنود جيش الاحتلال على الأرض يقولون إن حزب اللـه لا يزال يقاوم، ويميل مقاتلوه إلى استخدام تكتيكات حرب العصابات، وهو أحد أساليب الحرب التي يتدربون عليها، ويستعدون من خلاله لإلحاق الخسائر بالإسرائيليين وإبقاء الحرب مستمرة.
ونقلت الصحيفة عن جندي احتياط إسرائيلي، روايته عن إحدى المواجهات التي عكست أسلوب حرب العصابات، إذ قال إن «أحد المقاتلين تربص للقوات الإسرائيلية حتى تعود إلى منزل تم تطهيره، لم يكن الأمر أشبه بمقاتَلة جيش»، ولفتت «وول ستريت جورنال» إلى أن الضربة التي استهدفت موقفاً للسيارات في المطار الرئيس بإسرائيل، أظهرت أن حزب اللـه يحتفظ بقدرات الاستهداف بعيدة المدى، ويمكنه العثور على الثغرات في الدفاعات الجوية الإسرائيلية العادية.
وحسب روايات الجنود، تتشابه تكتيكات حزب اللـه في لبنان مع تلك التي تستخدمها حماس في غزة، ولكن جنود الاحتياط الإسرائيليين يقولون إن القتال في لبنان أصعب، ويقول جندي احتياطي إسرائيلي يعمل ضمن فريق إخلاء طبي عمل في لبنان: «حزب اللـه أقوى بكثير، وأكثر تدريباً، والظروف الجغرافية أصعب كثيراً من غزة».
وقال جندي احتياط آخر، إنه واجه أربع معارك نارية مع مقاتلي حزب اللـه خلال أسبوع واحد، وفي إحداها، فوجئ ثلاثة جنود أثناء مرورهم بوجود مقاتل من حزب الله، مضيفاً: «كان الرجل يختبئ في منزل، ثم قفز من النافذة وأطلق النار على رجل واحد في وجهه وآخر في ركبته وثالث في ظهره».
وقالت الصحيفة: إن الخسائر المتزايدة و«العدو المرن العنيد» يستحضران في إسرائيل ذكريات حربها التي استمرت شهراً ضد حزب اللـه في لبنان عام 2006، والتي أسفرت عن مقتل 120 جندياً إسرائيلياً، وأضافت إن هذا الصراع، الذي انتهى بسرعة جزئياً بسبب ارتفاع عدد القتلى، اعتبر بمنزلة إخفاق في إسرائيل.
ولفتت الصحيفة، إلى أن طبيعة هيكلية الحزب تمكنه من مواصلة القتال، فقد تم تمكين القادة من المستوى المنخفض والمتوسط على الأرض، كما ينشر حزب اللـه وحدات مصممة للعمل بشكل مستقل، وفقاً للخبراء في ديناميكيات الحزب، وسمح لها هذا الهيكل بامتصاص الضربات الضخمة خلال الشهرين الماضيين، وتوجيه اللكمات الخاصة بها.