التصويت على منع الدخول الجزئي للسيارات الثقيلة.. وكريشاتي لـ«الوطن»: توجه لإغلاقها أمام السيارات والحاجة لمرائب طابقية ووسائل نقل كهربائية … «دمشق القديمة» تحت المجهر.. جلسة حوار تغوص بالتفاصيل والأهالي يصوتون على الحلول للمشكلات
| فادي بك الشريف – تصوير طارق السعدوني
أكد محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي في تصريح خاص لـ«الوطن» عن توجه المحافظة خلال السنوات القادمة نحو إغلاق دمشق القديمة بشكل كامل أمام حركة السيارات، مضيفاً: طموح كل قاطن في المدينة القديمة أن نصل إلى إغلاقها من السيارات.
وأوضح كريشاتي أن إغلاق دمشق القديمة بحاجة إلى تأهيل بنية تحتية على محيط المدينة، ما يتطلب الحاجة لمرائب طابقية ووسائل نقل كهربائية، علماً أن الموضوع هو ليس حلماً وجارياً العمل على تنفيذه عبر خطط وجدول زمني وضمن أولويات للعمل.
هذا وأقيمت أمس بحضور المحافظ وعدد من المديرين المعنيين، جلسة الحوار الرابعة في مكتب «عنبر» والتي استمرت لـ3 ساعات وتمحورت حول دمشق القديمة وبحث تحسين الخدمات المقدمة ومعالجة المشكلات الراهنة المطروحة بلقاء مع أهالي المدينة بمشاركة المجتمع الأهلي والجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية المتواجدة والهيئات الدينية والروحية لمحاورتهم في رسم قرارات المحافظة القادمة والتصويت على أبرز الموضوعات ليصار إلى اتخاذ القرارات اللازمة بخصوصها حسب رأي الأغلبية.
وفي تصريحه لـ«الوطن» أكد كريشاتي أنه تم منح مهلة 15 يوماً أمام مدير دمشق القديمة لاتخاذ إجراءات تنفيذية رادعة بحق الفعاليات التجارية المخالفة، ولاسيما فيما يخص الإشغالات غير النظامية والتعديات على الأرصفة والأملاك العامة وأي مخالفات قائمة.
وقال: تناولنا موضوع الإشغالات غير النظامية من المحال، مضيفاً: ستتم معالجتها إما بتنظيمها حسب رأي المجتمع الأهلي ومنحهم إشغالاً بسيطاً منظماً لا يتم تجاوزه، أو بضبطها بشكل كامل ومنع الإشغالات الكبيرة، مع تنظيم هذه الظاهرة في غضون أسبوعين.
تصويت المجتمع المحلي
هذا وصوت المجتمع المحلي خلال جلسة حوار «لأجل دمشق نتحاور» بنسبة كبيرة على ضرورة المنع الجزئي لدخول السّيارات الثّقيلة العاملة على الوقود إلى مدينة دمشق القديمة والعمل على تحديد أوقات لدخول السيارات وأماكن مخصصة للتوقف والاهتمام أكثر بتنظيم حركة المرور.
كما صوّت بالأغلبية على ضرورة إلزام أصحاب المحال والبيوت في دمشق القديمة بتركيب أجهزة ليد على باب منزله أو محله لتحسين إنارة الشارع.
ووافق على ترخيص الأقبية الخدمية تحت المنشآت السياحية لما له من أثر إيجابي في حل المشكلات، خاصة في ظل المعاناة من دخول آليات الإطفاء الكبيرة إلى دمشق القديمة، إضافة إلى ضرورة تجميل ساحة باب توما، والتصويت بالأغلبية على توحيد واجهات المحال في جميع مناطق دمشق القديمة بما ينعكس على الهوية البصرية.
ضوابط
من جهته أكد كريشاتي خلال جلسة الحوار أن الترخيص أمر له ضرورة كبيرة بحيث يتم إلزام كل فندق بوجود خزانات كبيرة للمياه وشبكة جافة تسهم في إخماد الحرائق، مضيفاً: هناك شروط وضوابط للترخيص مع الالتزام بتقرير فني صادر عن نقابة المهندسين يؤكد السلامة الإنشائية.
وأضاف كريشاتي: دمشق القديمة جوهرة بحاجة للحفاظ على تراثها وثقافتها، والعمل على إعادة تحسين الخدمات بالشكل المطلوب، مع مناقشة عدد من المواضيع الخدمية والاستراتيجية والتنموية.
ونوه إلى أن جلسات الحوار تأتي ضمن توجيهات السيد الرئيس بأن يكون المواطن بوصلة عمل الحكومة، وضمن إطار توسعة الحوار وأخذ رأي المجتمع الأهلي للاستماع إلى متطلباته والمعوقات التي تعترضه والخدمات المقدمة إليه من المحافظة، بغية رصد آراء أكبر شريحة ممكنة من الأهالي، لذا أطلقت المحافظة الحوارات المناطقية من أجل رسم سياسة استراتيجية عمل المحافظة ضمن الإطار الاستراتيجي والخدمة.
دخول الآليات الثقيلة
وأكد كريشاتي أنه من غير المعقول المحافظة على دمشق القديمة بأن نخالف فيها، ولاسيما أنه تم غض النظر في فترة ما خلال ظروف الأزمة عن البارات ومحال السهر، منوهاً إلى اتخاذ إجراءات لحماية دمشق القديمة والحفاظ عليها وعدم التمادي بالمخالفات والإشغالات غير المنظمة للمحال وخاصة في «البزورية».
وأشار إلى أن هناك بعض المحاور بدأت المحافظة بإغلاقها بشكل كامل نهاراً ويتم فتحها ليلاً وصولاً بشكل تدريجي إلى إنشاء مرآب طابقي على مدخل دمشق القديمة، والمرحلة الثانية تشمل تأمين سيارات كهربائية لا تؤثر على البيوت السكنية والمناطق الموجودة والآثار ضمن برنامج زمني.
مكب نفايات جديد
وحول موضوع النظافة وظاهرة النباشين، قال محافظ دمشق خلال جلسة حوار: قمامة دمشق تتجاوز الـ3 آلاف طن يومياً، وهناك إجماع على ضرورة نقل مكب القمامة في باب شرقي بدمشق القديمة، مشيراً إلى وجود معوقات قائمة يتم العمل على تجاوزها لنقل المكب إلى مكان وعقار قرب المتحلق الجنوبي وذلك قبل نهاية هذا العام.
ونوه إلى توسيع دائرة الحوار وصولاً لأكبر شريحة من المواطنين بمختلف المحاور والمناطق، معتبراً أن من أهم مشكلات دمشق القديمة هي التسّول و«النّباشين» وهناك جهود مبذولة لمكافحة هذه الظاهرة، كما هناك حاجة لتعديل بعض القوانين، علماً أن أهم موضوع على طاولة الشؤون الاجتماعية والعمل هو تعديل قانون التسّول ونحن بحاجة إلى إجراءات رادعة.
حي القيمرية
ولاحقاً لما نشرته «الوطن» حول مشكلات حي القيمرية بدمشق القديمة، قال كريشاتي خلال جلسة الحوار: هناك تدخل للمعالجة ونعمل على زيادة العمال والآليات وعدد سفرات ضواغط القمامة مع إضافة وردية جديدة بما ينعكس على تحسين الخدمات في مختلف محاور دمشق القديمة، مضيفاً: كان هناك سابقاً شركة خاصة للنظافة في دمشق القديمة، ولكن نتيجة كثرة المخالفات والشكاوى تم إغلاقها وأصبح الأمر يدار من قبل المحافظة.
وتابع المحافظ بالقول: ليس بيد المحافظة عصاً سحرية، حيث بدأنا بإعادة تأهيل حجر اللبون في مختلف محاور دمشق القديمة والطريق بين القشلة حتى ساحة باب توما ضمن الخطة، علماً أنه تم إجراء أعمال تأهيل كاملة لساحة العباسيين.
من جانبه قال نائب محافظ دمشق علي المبيض خلال جلسة حوار «لأجل دمشق نتحاور»: إن رفع مستوى الخدمات في مدينة دمشق القديمة هو مسؤولية جماعية مشتركة تتطلب تضافر جميع الجهود للارتقاء بواقع المدينة ومعالجة أي مشكلات قائمة، وهناك محاور مطروحة بحاجة لرأي المجتمع المحلي والأهالي.
طروحات
هذا وتهدف الجلسة إلى إشراك المجتمع المحلي والأهالي في القرارات والاستماع إلى آرائهم وطروحاتهم في العديد من الموضوعات بما ينعكس على تحسين واقع دمشق القديمة بالشكل الأمثل، تأتي المبادرة الأولى من نوعها في سورية، في إطار اللامركزية الإدارية، وانطلاقاً من مبدأ: كل مواطن مسؤول.
هذا وتركزت طروحات المجتمع المحلي على ضرورة الحد من إزعاجات الفعاليات السياحية المتواجدة وعدم التزامها بمواعيد الإغلاق، وعلى معالجة مشكلة التعديات على الأرصفة، ومحور الإنارة والكهرباء، والازدحامات المرورية والهوية البصرية، وموضوع النظافة وتوزيع الحاويات، مع اقتراح الحلول والتصويت عليها.
واعتبر المجتمع المحلي أن البسطات هي الأكثر تعدياً على الأرصفة والشوارع، مطالبين الاكتفاء بالتراخيص السياحية الممنوحة في المدينة وعدم منح تراخيص جديدة، وعدم تأييد السماح بوجود ألعاب العيد والأراجيح في المدينة القديمة.
مشاكل
وفي مداخلة له، تساءل الفنان أيمن رضا وهو من قاطني دمشق القديمة: تم السماح للمطاعم بتغطية الأسقف ولا يسمح لمالكي المنازل بذلك؟
ولفت إلى تأثير حركة المراجعين لدى مكتب عنبر على القاطنين في المنطقة، مع وجود إزعاجات من وضع الدراجات الهوائية الموضوعة، ناهيك عن غسيل السيارات، وأصوات المدارس المجاورة بصوت مرتفع، والسيارات المركونة منذ وقت طويل وأصبحت بؤرة للنفايات والقوارض، ورائحة الفحم في المساء، إضافة إلى أصوات مرتادي المنشآت السياحية والبارات حتى ساعات متأخرة من الليل، وعدم وجود إضاءة ليلاً وغيرها من المظاهر غير اللائقة.
وأضاف: هذه الحالات لا تشكل مظهراً سياحياً على الإطلاق، ما يتطلب الاهتمام أكبر بالقاطنين على حساب المنشآت، وتكثيف الرقابة لضبط «اللصوص» في حي القيمرية يومي الخميس والجمعة، ومن يتسبب بإحداث «زعرنات»، وهناك ضرورة لمعالجة العديد من المشكلات، مع ضرورة تحقيق المطالب.
وفي معرض رده، قال عضو المكتب التنفيذي قيس رمضان: ستتم دراسة ومعالجة مختلف الطلبات المحقة والخروج بقرارات تعكس رأي المجتمع المحلي.