رياضة

ضرورات احترافية

| غسان شمه

على هامش مشكلة نادي الوحدة، وبغض النظر عن تفاصيلها العديدة والمتباينة، فيما يخص تسجيل اللاعبين والمبالغ المالية الواجب دفعها، وما نتج عن التأخر في السداد، فإننا لا نظن أن هذا الأمر بمنزلة نبت عجيب ومتفرد ظهر فجأة في ربوع وأروقة أنديتنا وعملها الإداري بل إحدى المشكلات الحاضرة والمستمرة على أكثر من مستوى، ولا نظن أيضاً أن بعض الاتحادات، وفي مقدمتها اتحادا القدم والسلة منها، قد نجت بشكل كامل من هذه الإشكالية ذلك أن النمط المشترك من التفكير والعمل الإداري يكاد يكون متشابهاً إلى حد عجيب، وهو أمر يتعلق بضعف مزمن على هذا الصعيد ينبغي أن تكون هذه المشكلات محفزاً كبيراً لخطوة واسعة في طريق رفع مستوى الكفاءات والخبرات في هذا الميدان.

وربما نذكَر، في هذا السياق، بالعديد من المشكلات التي تتعلق بالعمل الاحترافي واللاعبين المحترفين والغرامات المالية التي تعرض لها بعض الأندية في مراحل سابقة، تلك الأندية التي تعاني من الوفرة في التنظير والمنظرين والآراء ذات الطابع السجالي وأثرها «غير الإيجابي» في آلية اتخاذ القرارات عند البعض ممن يفتقد المعرفة والثقة الضرورية في ظل ضغوط كثيرة وقوية، يأتي في مقدمتها المشكلات المالية الباقية بلا حلول حقيقية في ظل الظروف الحالية، مع ترك الحبل على غاربه للبعض ممن يتخذ القرارات أثناء توليه الإدارة ومغادرته موقعه تاركاً الجمل بما حمل من هموم ومشكلات لمن يأتي بعده ويجد نفسه أمام مطبات قاسية، الأمر الذي انعكس، في جانب منه، على انتخابات الأندية الأخيرة التي تفردت في شكلها ومضمونها..!

وغير بعيد عن هذه الأجواء، وربما في القلب منها، فقد خطا الاتحاد الرياضي العام خطوة جديرة بالإشارة من حيث أثرها الإيجابي المنتظر «من ناحية توفير الجهد وأتمتة العمل الورقي إلى أنظمة عالية الجودة» من خلال بدئه بإجراءات التحول الرقمي. وهذه الخطوة تنطوي على إيجابيات عديدة، على الرغم من تأخرها في تقديرنا، لكن أن تأتي متأخراً، كما يتقولون، أفضل من ألا تأتي، يدعون أيضاً للتذكير بضرورة الاهتمام ببعض الأساسيات في مجال العمل الرياضي، خاصة المنشآت والأدوات المساعدة في تحقيق عمل تكون ثماره وافرة، فهناك بعض الأساسيات التي يعرفها الجميع لا بد منها وتحتاج إلى تركيز وعمل ضروري اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن