مؤتمر نادي الجزيرة بمن حضر
![](/wp-content/uploads/2024/11/new-h-alwatan-143.jpg)
| الحسكة- دحام السلطان
بمن حضر وبمن بقي من عتاقي الكوادر الرياضية «الجزراوية»، والذين جاؤوا بصحبة عناصر ألعابهم الموجودين على أرض الواقع الفعلي للرياضة «الجزراوية»، عقد نادي الجزيرة الرياضي مؤتمره السنوي تحت شعار «الرياضة قيم وأخلاق وبناء وعمل»، في ظل الواقع الراهن الذي تعيشه محافظة الحسكة بشكل عام ورياضة أنديتها بشكل خاص، وهو الواقع الذي لا يعرفه بشكل دقيق إلا أهله والمعايشون له عن كثب وعلى الأرض وليس عبر التطرّف المستند إلى ما تنقله عدسات المناظير الليلية المسطّحة وأحاديث الكراونات المملة، أو نقلاً.. لأجل التعامل معها عبر منصات الشخصنة من خلال الصفحات الزرقاء المكشوفة أو المغلقة التابعة لها فيما بعد!
تفاوت في الطرح والأداء
المؤتمرون أدلوا بمداخلاتهم التي تفاوتت في الطرح والأداء تجاه الواقع الرياضي اليوم وكل نظر إليه حسب وجهة نظره، التي أصاب البعض منهم بمنطقية وواقعية وبلسان العارف للكثير من دقائق ومفردات التفاصيل للحالة الرياضية في النادي وشخّص الوجع فيها كما ينبغي، ووضع النقاط على الحروف بخصوص الأداء الإداري والتنظيمي والفني والاستثماري المرتبط بنادي الجزيرة وتراكماته المزمنة، ولاسيما «اتفاق التوءمة الأخير المبرم بين ناديي الجزيرة والجيش» وبعض مطارح «الاستثمار»، فيما انحرف البعض الآخر عن المسار المحوري الذي لم يعايشه ولم يلامسه بشكل مباشر معتمداً على المراسلات والأحاديث المحلية الجزئية وهو لا يُلام في ذلك لأنه جاء إلى المؤتمر لأجلها ولأجل الوصول إلى غايته الدفينة، وبالمقابل فإن البعض من عتاقي الألعاب ظهروا في المؤتمر ضمن السقف الفني لهم ولطموحاتهم ومن خلال إمكاناتهم الفنية فشرحوا وعرضوا الواقع المرتبط بألعابهم ومعوقات شح المال ومساعدات وتقنيات التدريب والتجهيزات الرياضية وسوى ذلك، مطالبين بالحصول على نقلات نوعية قادرة على رفد وردف ألعابهم نحو سكة البقاء والتميّز.
ظاهرتان تستحقان الذكر
اللافت للنظر في المؤتمر ظهر من خلال ظاهرتين اثنتين، في الأولى وهي واحدة تُسجل على من قاد المؤتمر وعلى من حضره، من خلال حالتي «التصفيق والتصفير المصحوبين بالضجيج والهتافات الناعمة» في اختتام كل مداخلة تقترح وتوصي في المؤتمر، والتي لها مكان آخر ربما على منصات المدرجات في الملاعب أو في الصالات لا في قاعات المؤتمرات! وهذه مسألة يعنى بها بالدرجة الأولى من جلب معه المصفقين والمصفرين، الذي يُفترض به أن يلقمهم بالملعقة ماذا يعني المؤتمر وأصول التواجد فيه والتعامل معه لأجل التعلّم منه لاحقاً؟ أما الحالة الثانية فتمثّلت بغياب بعض الأصوات البطولية ومن خلفها ممولوها الداعمون لوجيستياً عن التعبير عمّا يدور في رؤوسهم أمام الجالسين على منصة الاستماع والحديث، قبل أن تتضح جليّاً أن لا غاية لهم فيما مضى هم ومن «دفشهم» إلا لغرض الإساءة والضرر وذر الرماد في العيون، وطبعاً هذا الضرر لم ينعكس إلا عليهم وهو مردود عليهم أيضاً وعلى من دفعهم إلى ذلك، فاتضح أن بطولاتهم الفيسبوكية لا مكان لها على العلن المضيء، إنما مكانها الطبيعي سيظل قابعاً في الخفاء وفي العتمة فقط! وهذا الاستنتاج ليس اكتشافاً فجائياً إنما جاء مستنداً فطرياً متوقعاً ومألوفاً عن فقاعات لا مكان لها تحت الشمس.
«الميّة تكذب الغطاس»
إدارة النادي التي فقدت أمتاراً طويلة من مسافات جسور الثقة بينها وبين المحيط القريب منها ومن النادي والبعيد عنها وعن النادي، شرحت الواقع الذي هو عليه النادي بتفاصيله اليوم، إلا أنه قبل انعقاد المؤتمر استشعرنا أن هناك زوبعة ستعصف بها وستقتلعها من جذورها إلى غير رجعة، بدليل ما كان يصل إلى مسامعنا وبوجود الألسن التي كانت تلوكها على مسامعنا أيضاً وعلى مرأى عيوننا، وتتوعدها وتزبد وترعد للقصاص منها فوجدت أن المؤتمر جاء فرصة مناسبة لانتقادها بكثافة والنيل منها بعنف وشراسة إلا أنه في حقيقة الأمر فإن ما جرى في المؤتمر أثبت عكس ذلك وأن «الميّة تكذب الغطاس» وثبت بالدليل القاطع أن كل تلك الألسن ورحيقها الخشن لم يكن «سوى كلام ليل ناعم ومدهون بزبدة»، فخرجت إدارة الشاكردي منتصرة وأقوى من كل جلاديها؟ ويبدو أن فرصتها في الحياة ستبقى وستدوم، ولا مكان لرياح التغيير ولا للرحيل في جدول مسارها، بالتوازي مع عدم الاكتمال التنظيمي لإجراء انتخابات جديدة لإدارة جديدة قد تطيح بها أو بنصفها على الأقل، فبقي الحال على ما هو عليه، لحين نضوج التين والعنب؟
الواقع بعيون أهله
حديث رئيس مكتب الشباب بفرع الحزب عبد الله الخليل، جاء عاماً وشاملاً، شخّص الواقع الرياضي بأكمله وأحاط بصعوباته وبمبرراته، موضحاً نقاط التعامل والتماشي معه، وفق الخطوط التي ينبغي أن يسير عليها العمل الرياضي، مؤكداً أن نادي الجزيرة هو أحد أهم الأندية بالمحافظة، وينبغي المحافظة على مساره الرياضي وثبات رياضة ألعابه في ظل الظروف الراهنة، مبيناً أن المؤتمر كان مناسبة مهمة للقاء وللتماس المباشر مع كل من يهمه أمر النادي نحو رسم خطط عمل جديدة للمرحلة المقبلة.