عربي ودولي

تخوّف من مشكلات اقتصادية وفقدان الدعم الأميركي … وزير الخارجية الفرنسي: أوروبا مهددة بالانقسام والتبعية بعد فوز ترامب

| وكالات

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن أوروبا مهددة بالانقسام على خلفية وصول إدارة أميركية جديدة إلى السلطة، ما لم تتخذ دول القارة التدابير اللازمة لتصبح قوة جيوسياسية رائدة.
وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية رداً على سؤال عما إذا كان يخشى من انقسام أوروبا على خلفية ما يحدث في الولايات المتحدة: «نعم، هناك مثل هذا الخطر، سنكون قادرين على التغلب عليه.. إنها مسألة امتلاك الإرادة»، داعياً أوروبا إلى تعزيز مكانتها في المجالات الصناعية والعسكرية والتجارية كي تتجنب التبعية لواشنطن.
وأضاف بارو: «إن الدول الأوروبية مصممة تماماً على إجراء حوار مشترك مع الإدارة الجديدة في واشنطن، ويجب أن تتبنى أوروبا في هذا السياق موقف القوة الجيوسياسية التي لا مثيل لها، وحتى يتحقق ذلك، ينبغي عليها تعزيز مكانتها في المجالات الصناعية والعسكرية والتجارية».
وأشار بهذا الصدد إلى أن الحماية التي كانت تقدمها الولايات المتحدة لم تعد مضمونة، ويهدد الأوروبيين الآن ثلاثة مخاطر وجودية، تتمثل بغياب الأمن وانتشار الحرب على نطاق واسع في القارة، والانحدار الصناعي والتكنولوجي، وانهيار النموذج الديمقراطي، وقال: «يجب على جيلنا أن يخرج من حالة الإنكار، وأن يستجمع شجاعته لتغيير المصير الذي يهدد أوروبا بأن تصبح قارة تابعة.. قارة عجوزاً، وأن تتحول إلى متحف».
من جانبه قال عضو البرلمان الأوروبي الفرنسي تييري مارياني: «إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية سيجبر أوروبا على إعادة النظر في اعتمادها على الولايات المتحدة»، مؤكداً أنه «يتعين على أوروبا أن ترى في هذه الانتخابات فرصة للتشكيك في جدوى تبعيتها للولايات المتحدة».
بدوره، توقع المفوض الأوروبي السابق للسوق الداخلية الفرنسي تييري لابريتون وقوع أزمة «قاتلة» لأوروبا بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، معتبراً أن انتخاب ترامب ليس خبراً جيداً بالنسبة لأوروبا، فهو يعني زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية، في حين أوضح الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في وقت سابق، أن نتائج الانتخابات الأميركية يمكن أن تمثل نقطة تحول بالنسبة لفرنسا وأوروبا والعالم، معتبراً أن «فوز ترامب يعني زيادة في البطالة بفرنسا، وانخفاض النمو وربما ارتفاع التضخم، لأنه سيكون هناك عجز مهم للغاية في الميزانية الأميركية، ومما لا شك فيه، سياسة نقدية متغيرة»، في حين دعا عضو البرلمان الألماني توماس إرندل، أوروبا إلى تحمل المزيد من المسؤولية في الأمور المتعلقة بأمنها، لأن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ربما يكون «آخر رئيس عابر للأطلسي بالمعنى التقليدي لهذه الكلمة».
وفي وقت سابق، سلطت وسائل إعلام فرنسية الضوء على المشكلات الاقتصادية «الخطيرة» التي قد تحصل في أوروبا بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، وخاصة أنه أكد رغبته في فرض رسوم جمركية إضافية، كما وصف ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه استغلالي وتوعده بمبدأ «العين بالعين»، قائلاً: «الاتحاد الأوروبي سيئ، يرسل لنا بضاعته ولا يقبل بضائعنا»، في حين ذكرت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية أن الاتحاد الأوروبي أعد إجراءات في حال نشوب حرب تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة، من جهتها، نقلت صحيفة واشنطن بوست، عن مسؤولين أوروبيين اعترافهم بأن فوز ترامب يعني فقدان الدعم الدفاعي الأميركي، وهذا من شأنه أن يوجه «ضربة ساحقة» للاتحاد الأوروبي نفسه.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بفرض ضرائب وتعريفات جمركية إضافية تصل إلى 10 بالمئة على الواردات الأميركية من الاتحاد الأوروبي، والضغط على الأخير لاستيراد المزيد من الصادرات الأميركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن