عربي ودولي

عدد شهداء غزة تجاوز الـ43600 وجرائم الإبادة الجماعية مستمرة في القطاع … الاحتلال يواصل حصاره الشمال لليوم الـ38 ويرتكب مجزرة في جباليا ضحاياها 33 شهيداً

| وكالات

تزامناً مع استمرار عدوانه على غزة لليوم الواحد بعد الـ400، واصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثامن والثلاثين على التوالي، حرب الإبادة والتجويع والحصار المطبق على شمال القطاع غزة، ومنع إدخال الغذاء والدواء والمياه لآلاف المواطنين المحاصرين هناك، وارتكب مجزرة جديدة في جباليا أسفرت عن استشهاد 33 فلسطينياً بينهم 13 طفلاً، في وقت أعلنت مصادر فلسطينية فيه ارتفاع حصيلة الضحايا إلى ما يزيد على 43600 شهيد، إضافة إلى نحو 103000 مصاب حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، أمس الأحد، أوردته وكالة «سانا» أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية ثلاث مجازر في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 51 شهيداً و164 جريحاً، وقالت الوزارة في بيانها: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 401 على القطاع ارتفع إلى 43603 شهداء و102929 جريحاً بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
إعلان وزارة الصحة الفلسطينية هذا لم يشمل عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الاحتلال أمس في جباليا شمال قطاع غزة وذهب ضحيتها 33 شهيداً بينهم 13 طفلاً، عبر استهداف الاحتلال منزلاً يؤوي عشرات النازحين، في شارع غزة القديم في جباليا البلد، وفق وسائل إعلام فلسطينية، وجاء ارتكاب الاحتلال هذه المجزرة وسط انعدام الخدمات الطبية والإسعافية في شمال القطاع، بسبب الحصار المطبق الذي يفرضه، واستهدافه طواقم الدفاع المدني والمستشفيات.
في هذا الإطار، أكد الدفاع المدني في قطاع غزة أن الجهاز لا يزال معطّلاً قسراً في كل مناطق شمال قطاع غزة، بفعل العدوان والاستهداف المستمرَين من الاحتلال، بحيث بات الآلاف من دون رعاية إنسانية وطبية، وذكّر الدفاع المدني في بيان بأن جيش الاحتلال هاجم طواقمه في شمال القطاع في الـ23 من تشرين الأول الماضي، وسيطر على مركباته، وشرد معظم عناصره إلى مناطق الوسط والجنوب، واختطف 9 منهم.
في السياق، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن الاحتلال «يمنع فرق الدفاع المدني من القيام بمهامها، تحت طائلة التهديد بالقصف»، وفي حديث لـ «الميادين»، شدد بصل على أن الاحتلال يواصل قصف المدنيين بصورة ممنهجة في شمال القطاع، مضيفاً: إن الاحتلال ركز قصفه المدفعي خلال الساعات الماضية في منطقة جباليا، وتحديداً في محيط مستشفى كمال عدوان الذي بات عمله يقتصر، وفق المتحدث باسم الدفاع المدني، على مدير المستشفى، وعدد صغير من الممرضين، وأضاف بصل: تمت مناشدة المنظمات الدولية الضغط من أجل إعادة طواقم الدفاع المدني والفرق الطبية إلى شمال قطاع غزة، متابعاً: «نعيش 400 يوم من الخذلان العربي وخذلان المجتمع الدولي».
بدوره، دعا مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، بصورة عاجلة، إلى توفير الإمدادات الأساسية وخدمات الإسعاف ورفع الحصار عن شمال قطاع غزة، وحذر أبو صفية من بدء ملاحظة ظهور حالات من سوء التغذية والمجاعة في المنطقة بين الأطفال والبالغين، مؤكداً مواجهة معاناة في توفير حتى وجبة واحدة في اليوم لعمال المستشفى، وسط نقص حاد في المواد الغذائية واللوازم الطبية.
وسبق أن نشر المكتب الإعلامي في غزة إحصائيةً جديدةً أول من أمس السبت في اليوم الـ400 من حرب الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال شنها، بدعم أميركي وغربي، وثقت الإحصائية استشهاد 17835 طفلاً إضافة إلى 11891 امرأة في 3789 مجزرةً إسرائيلية، ووفقاً للمكتب الإعلامي، استشهد 1054 عاملاً من الطواقم الطبية، و85 من الدفاع المدني، في حين ارتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 188.
يأتي ذلك بينما يواصل الاحتلال قصف مختلف مناطق غزة، براً وبحراً وجواً، ففي الساعات الماضية، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية عدداً من القذائف باتجاه شواطئ بحر رفح، جنوب قطاع غزة، ووقعت إصابتان في صفوف المدنيين من جراء قصف إسرائيلي استهدف مجموعةً منهم في شرق مدينة رفح، وفي جنوب مدينة غزة شنت طائرات الاحتلال غارةً على محيط «شارع 8»، بينما استهدفت منزلاً في محيط مفترق المغربي في حي الصبرة، حيث تم تسجيل 5 شهداء وعدد من الجرحى.
بالتوازي، أكدت حركة حماس أن مواصلة الاحتلال الإسرائيلي «الفاشي» جرائمه وعدوانه بعد أكثر من 400 يوم من حرب الإبادة، واستهدافه الوحشي للأحياء السكنية، وملاحقة النازحين إلى أماكن لجوئهم، وارتكاب أبشع المجازر بحقهم، هي تأكيد لعمليات تطهير عرقي موصوفة بحق الفلسطينيين.
وقالت الحركة في بيان أمس أوردته وكالة «صفا»: إن المجازر التي يرتكبها الاحتلال خصوصاً في شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهر، في ظل حصار مشدد وتجويع مستمر وتدمير كامل لكل مقومات الحياة، بما فيها المستشفيات، يستدعي موقفاً دولياً عاجلاً لوقف هذه الجرائم.
وأضافت: إن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في جباليا بإسقاط قنبلة ثقيلة على منزل مكتظ بأكثر من خمسين من المدنيين الأبرياء جلهم من الأطفال والنساء، منهم نازحون هجرهم الاحتلال قسرياً من مخيم جباليا، تم دفنهم جميعاً تحت الأنقاض، هي إبادة جماعية وحرب تجويع وانتهاكات واسعة لكل القيم والقوانين والأعراف.
وطالبت الحركة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومؤسساتها، ومجلس الأمن الدولي، بالتدخل العاجل وإصدار قرارات واضحة بوقف المجازر البشعة التي تُرتَكب بحق الآلاف من العائلات في شمال القطاع، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على جرائمهم ضد الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن