مؤتمر الشراكة بين الجانبين اختتم أعماله بتوقيع حزمة اتفاقات ومذكرات تفاهم … بوتين: روسيا ودول إفريقية تتطلع إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب قائم على العدالة
| وكالات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والدول الإفريقية تتشارك التطلعات لنظام عالمي متعدد الأقطاب قائم على العدالة والمساواة الحقيقية، واحترام سيادة القانون الدولي، في حين أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التوقيع خلال مؤتمر الشراكة «الروسي الإفريقي» على حزمة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم، فيما اعتبر الكرملين أنه من غير المرجح أن يكون للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تأثير في مستقبل العالم.
وخلال المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسي الإفريقي في سوتشي جنوب روسيا، الذي اختتم أعماله، أمس الاحد، قال بوتين في كلمة له ألقاها وزير الخارجية سيرغي لافروف: «إن روسيا والدول الإفريقية تتشارك تطلعاتها نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب قائم على العدالة والمساواة الحقيقية، واحترام سيادة القانون الدولي، بعيداً عن كل أشكال التمييز والضغوط والعقوبات الأحادية»، مشيراً إلى أن التعاون بين روسيا ودول إفريقية يشهد توسعاً متزايداً وتنوعاً ملحوظاً، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم».
وأوضح بوتين في كلمته أن وزراء خارجية الجانبين سيبحثون على مدار يومين آفاق تنفيذ خطة عمل المنتدى للفترة 2023/2026، كما سيعملون على تحديد مسارات جديدة للتعاون المثمر والمستدام، مشدداً على أن روسيا ستواصل تقديم كل المساعدة الممكنة «للأصدقاء الأفارقة» في مجموعة متنوعة من المجالات، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، ومكافحة الأمراض الوبائية، وحل مشكلات الغذاء والتغلب على عواقبها.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي التوقيع خلال مؤتمر الشراكة «الروسي الإفريقي» عن حزمة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم شملت مختلف المشاريع مع دول إفريقيا، وقال: «خلال الاجتماعات الثنائية على هامش المؤتمر تم التوقيع على اتفاقات تشمل عدداً من المشاريع المحددة، ومذكرات تفاهم في مجالات مختلفة».
وأوضح لافروف أن موسكو تعمل على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول الإفريقية، وأضاف: «رغم العقبات المصطنعة التي يفرضها الغرب، نواصل تحسين آليات دعم قطاع الأعمال، وإيجاد حلول منطقية فعالة واستخدام أدوات جديدة للتسويات المتبادلة المستقلة عن التدخل الخارجي السلبي»، وفي السياق عقد لافروف اجتماعات مع وزراء خارجية مدغشقر وإثيوبيا وتوغو والجزائر وجمهورية الكونغو ودول إفريقية أخرى على هامش المؤتمر.
من جهتها، دعت نائب رئيس مجلس الدوما الروسي آيرينا ياروفايا، قادة الدول الإفريقية التي تستضيف مختبرات بيولوجية أميركية على أراضيها إلى التحقق من أنشطة هذه المختبرات وحماية مواطنيها من المخاطر التي قد تشكلها على حياتهم، ونقلت وكالة «تاس» عن ياروفايا قولها خلال المؤتمر، موجهة كلامها إلى الوفود المشاركة: «في حال كان لديكم مختبرات بيولوجية عسكرية أميركية أو ما يفترض أن يكون «مختبرات إنسانية» عليكم فتح أبوابها وتفتيشها والتحقق في الطبيعة الفعلية لأنشطتها وما يفعلونه هناك.. واطلبوا الوثائق التي تؤكد طبيعة التجارب والاختبارات وعمليات جمع الفيروسات ومسببات الأمراض التي يتم تنفيذها على أراضي بلدانكم ذات السيادة».
كما دعت ياروفايا، الدول الإفريقية إلى تعزيز خط الدفاع والحماية لحياة وسلامة مواطنيها، مؤكدة أن روسيا كانت دائماً وستبقى صديقاً نزيهاً وصريحاً ويمكن الاعتماد عليه في مناقشة وحل أي قضايا تفيد بإنقاذ حياة مواطنيها ومواطني الدول الإفريقية الصديقة، وأضافت: «إذا أخذنا أوكرانيا على سبيل المثال، يمكننا أن نقول إن هذه البلاد قد تحولت بيد الولايات المتحدة إلى أرض اختبارات ونقطة انطلاق للأبحاث البيولوجية العسكرية، وفقدت بذلك كامل سيادتها ومن ضمنها سيادتها في الحقل البيولوجي».
وانطلقت أعمال المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا أول من أمس السبت واختتمت أمس الأحد في منطقة سيريوس الفيدرالية قرب مدينة سوتشي الروسية بمشاركة وزراء خارجية 40 بلداً إفريقياً، بحثوا سير تنفيذ مقررات القمة الروسية الإفريقية الثانية التي عقدت صيف 2023 في سان بطرسبرغ، إضافة إلى مواصلة تعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية.
في سياق آخر، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً حول المصادقة على معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين روسيا وكوريا الشمالية، التي تم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس بوتين لبيونغ يانغ في الـ19 من حزيران الماضي، وصدّق عليها مجلس الدوما ومجلس الاتحاد الروسيان في وقت لاحق، حيث من المقرر أن تحل المعاهدة الجديدة محل معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة بين البلدين عام 2000.
وتنص معاهدة الشراكة الاستراتيجية، إلى جانب بنود أخرى، على المساعدات العسكرية المتبادلة في حال تعرض أي من الطرفين لعدوان مسلح، كما تتضمن المعاهدة تطوير آليات إجراء فعاليات مشتركة لتعزيز القدرات الدفاعية للطرفين وضمان السلام والأمن في المنطقة وعلى المستوى العالمي، وستدخل المعاهدة الجديدة حيز التنفيذ بعد تبادل وثائق المصادقة بين الجانبين، وستكون سارية المفعول لأجل غير محدود.
إلى ذلك، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس الأحد، إنه من غير المرجح أن يكون للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تأثير في مستقبل العالم، وقال: «من غير المرجح أن يكون للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تأثير في العالم المستقبلي، بل الاتجاهات السائدة الحالية هي التي سيكون لها التأثير الأكبر».
وأشار بيسكوف إلى الإشارات الإيجابية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية، وقال: «يُرى كل شيء من خلال الصفقات، وإنه قادر على عقد صفقات تقود الجميع إلى السلام. على الأقل يتحدث عن السلام.. إنه لا يتحدث عن المواجهة»، مبيناً أن مواقف الرئيس الحالي جو بايدن ونائبه كامالا هاريس، يمكن التنبؤ بها حتى يغادروا البيت الأبيض، بعكس ترامب الذي يعد أقل قابلية للتنبؤ في هذا الصدد، وإلى أي مدى سيلتزم بالتصريحات التي أدلى بها خلال حملته الانتخابية.
من جهة أخرى، رجح رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك تحديد موعد وقف إطلاق النار وحل أزمة أوكرانيا بما يشمل تقليص واشنطن التزاماتها أمام أوروبا في أعقاب تنصيب دونالد ترامب، وقال في مؤتمر صحفي: «قريباً جداً، عندما سيتولى دونالد ترامب منصبه، يمكننا أن نتوقع اقتراحاً لوقف إطلاق النار»، وأعلن ترامب أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية أنه سينهي نزاع أوكرانيا في يوم واحد أن فاز في الانتخابات الرئاسية.
في الغضون، صرح وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو بأن بلاده تنوي تزويد كييف بدفعة إضافية من صواريخ «سكالب» لتوجيه ضربات «أبعد من خط التماس»، في إشارة ضمنية إلى العمق الروسي، وقال في حديث لصحيفة «Le Journal du Dimanche» : «سنقوم مجدداً بتوريد صواريخ «سكالب»، وخاصة للدفاع عن مناطق القتال»، مشدداً على أن باريس ستواصل دعم كييف ما سيسمح للسلطات الأوكرانية بالنظر في بعض الحلول السياسية، وأضاف: إن «الدعم العسكري مهم للغاية، حتى عندما ينتهي النزاع، يجب أن نواصل تعزيز الجيش الأوكراني»، مؤكداً نيته مواصلة برنامج تدريب العسكريين الأوكرانيين.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن منظومات الدفاع الجوي أسقطت 55 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق العاصمة الروسية موسكو و4 مقاطعات أخرى، إضافة إلى إيقاف محاولة من نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيّرة على أهداف في أراضي روسيا.