رياضة

تأهيل الكوادر

| بسام جميدة

تكمن المعاناة الأكبر في الرياضة السورية بمسألة تأهيل الكوادر التدريبية من دون أن نغفل الإدارية، وهذا التأهيل الذي يجب أن يتم على مستوى عالٍ من الجودة ويعتبر الأساس لبناء الرياضة، ولذلك يجب ألا نلوم لاعباً وصل للمنتخبات الوطنية ومازالت مهاراته منقوصة، وحضوره الذهني والنفسي داخل الملعب قاصراً، ويعيبه قلة الفهم التكنيكي والتكتيكي، لأنه لم يتلق هذه المعلومة من مدربه الذي يجب أن يكون ملماً بكل الجوانب التدريبية، ومعه كادره المتخصص.

نتحدث هنا في هذه النقطة بالذات لأهميتها وضرورة أن تكون نقطة انطلاق البناء الذي ننشده.

ولأن كرة القدم هي الشغل الشاغل للجميع، سنتحدث عن هذه التفاصيل، وهي تتشابه مع واقع باقي الألعاب.

عندنا، يتعاقدون مع مدربين من مدارس عالمية مختلفة، ولكن لا يكون في شروط التعاقد أن يقوم هذا المدرب بتأهيل كوادرنا لكونه حاضراً بيننا، ويجب أن نستفيد من خبرته.

وقد لا يكون هذا المدرب أو غيره قادراً على أن يكون محاضراً ويقدم المعلومة، بل مدرب فقط، وهذه ليست منقصة، لأن هناك قدرات يمتاز بها كل شخص عن غيره في إيصال المعلومة، وهناك تأهيل آخر وهي أن يتم إرسال المدربين الذين يمكن التعويل عليهم في دورات تخصصية لغاية تطوير أي لعبة، وليس بقصد أن يستفيد هو ذاته من هذه الدورة ويبحث عن عقود تدريب فقط، بل أن يكون من شروط هذه الإيفادات أن يقوم بتأهيل غيره ويقدم الفائدة لرياضة الوطن.

ما دعاني لهذه الكتابة ما لمسته خلال ورشة العمل التي أقامتها اللجنة الأولمبية الألمانية للكوادر السورية المقيمة هناك، وبإشراف مباشر من المدرب السوري قتيبة صالح، وهنا ندرك أن كوادرنا السورية بعيدة كل البعد عن صناعة لاعب كرة قدم بمواصفات نموذجية، وما كنا نتابعه من حصص تدريبية في الأندية والمنتخبات ليست سوى تمرين بسيط لا يقدم ولا يطور أبداً، وأن بين ظهرانينا كوادر سورية قادرة على البناء ولكن يتم تهميشها لغايات لا نعرف لها سبباً.

كرة القدم بمفهومها التدريبي أكبر من مجرد ساعة ونصف الساعة من التدريب، وخصوصاً في مجال تدريب الفئات العمرية التي تحتاج إلى برنامج عمل كبير «كامل الأوصاف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن