شؤون محلية

النساء يتصدرن مشهد التسول في السويداء … بحصاص لـ«الوطن»: نقص الشباب في مديرية الشؤون الاجتماعية سبباً في عدم مكافحة التسول

| السويداء- عبير صيموعة

باتت ظاهرة التسول في الشوارع الظاهرة الأكثر انتشاراً على مساحة مدينة السويداء وبعد أن كانت تتضمن الأطفال أو ما دون 17 سنة منهم إلا أن الفترة الأخيرة شهدت وجوداً للنساء من مختلف الأعمار ومن سكان المحافظة حسب ما يرتدينه من زي أو من خارجها يجلسن هنا أو هناك مع وجود أشخاص منهم من ذوي الإعاقات الذين لا تمنعهم إعاقتهم من ممارسة أي عمل ولو البيع على بسطة خضار.

وفي جولة لـ«الوطن» لمعرفة الأسباب التي أوصلتهن إلى الشارع وامتهان التسول تبين أن بعض النساء فقدن المعيل من أب أو أخ أو حتى ابن ومنهن من لديها أسرة ولكن تم التخلي عنهن ويحاولن ضمن عملهن تأمين متطلبات المعيشة ومنهن من امتنعت عن التبرير أو إعطاء الأسباب.
كما أن «الوطن» خلال جولتها سجلت وجود ظاهرة لتشغيل بعض الأطفال في التسول سواء من ذويهم أو من بعض الأشخاص مقابل الطعام والإقامة حسب ما أشار إليه أحد الأطفال.
إلا أن المستهجن في القضية عدم وجود من يتابع تلك الحالات ضمن الشوارع والساحات الرئيسية للمدينة والتي باتت تشكل مصدر إزعاج لكثير من المارة ضمنها ولأصحاب المحال التجارية الذين أكد بعضهم أن بعض المتسولين سواء من نساء أو أطفال ليسوا بحاجة حقيقية لأعمال التسول.
كما أشار البعض إلى وجود من يقوم بتشغيل الأطفال وتوزيعهم ضمن الشوارع في ساعات معينة ومن ثم جمعهم بساعات محددة، وعند سؤال «الوطن» عن عدم الإبلاغ كان التأكيد بوجود بلاغ عن تلك الحالات حيث يجري على خلفيتها اختفاء للأطفال لفترة ومن ثم عودتهم للشوارع من جديد.
بدوره مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء سامر بحصاص أوضح لـ«الوطن» أن ملف المتسولين متابع من المديرية عن طريق لجنة مكافحة التسول إلا أن نقص العنصر البشري من الشباب أدى إلى بقاء اللجنة غير مفعّلة بالشكل المطلوب، موضحاً أن الإجراءات كانت سابقاً تتم إما عن طريق إبلاغ اللجنة أو المديرية بأي حالة تسول لاتخاذ الإجراءات المناسبة، إلا أنه حالياً يتم تبليغ الشرطة التي تقوم الوحدات الشرطية بدورها بتحويل المتسول إلى المحكمة، وبناء على قرار النيابة العامة يتم توجيه الطفل إلى بيت الرعاية الاجتماعية في حال عدم وجود الأهل لتقديم الدعم النفسي التوجيهي، وإن كان من أصحاب السوابق يتم إيداعه بقسم الأحداث في السجن المدني.
أما فيما يتعلق بالعنصر النسائي أو كبار السن فقد بين أنه عند الإبلاغ يتم تحويل الحالة إلى مأوى العجزة في دار الرعاية لإعادة التأهيل، إلا أنه وفق الواقع ورغم وجود كثير من تلك الحالات إلا أن المديرية وبعد البحث والتدقيق وجدت عدم إمكانية إيداع البعض وتقديم العناية اللازمة بسبب ظهور أحد الأبناء والقيام بسحب ذويهم من دار الرعاية.
بدورها عضو المكتب التنفيذي لقطاع الشؤون الاجتماعية رغدى الغوثاني أكدت لـ«الوطن» أن انتشار ظاهرة التسول محط اهتمام مديرية الشؤون الاجتماعية، مشيرة إلى أنه جرى مؤخراً منح ترخيص لجمعية (سول) التي تعنى بالأطفال المتسربين من المدارس والمتسولين وتعمل وفق برامج محددة ضمن إمكانياتها المتاحة منها تعديل سلوكي للطفل إضافة إلى البرنامج التعليمي والذي يتم ضمنه تقديم الدعم للأطفال بمنحهم مستلزمات العملية التعليمية من قرطاسية وحقائب وألبسة إضافة إلى النقل إلى المدارس.
وأضافت: كما تسعى الجمعية لإيجاد مكان إقامة لاستقبال الأطفال فاقدي الأبوين مع تأهيلهم وتدريبهم وتوجيههم إلى سوق العمل وتوجيه الراغب بالتعليم إلى المدارس ومتابعته وهو ما يجري العمل عليه حالياً.
وأشارت إلى أنه يتم عبر المكتب التنفيذي متابعة بعض الحالات الخاصة ضمن العائلات التي تسرب أبناؤها من المدارس أو لم يتم إدخالهم إليها من الأصل حيث يتم تأمين العمل للراغبين منهم بالعمل وإلزام الصغار منهم بالالتحاق بالمدارس، مؤكدة أن تدخل الجمعيات الخيرية وأبناء المحافظة من المغتربين والمجتمع المحلي من التجار والمقتدرين كان له الأثر الإيجابي في تخفيف ظاهرة التسول على ساحة المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن