اختتمت أعمالها بالدعوة لبدء تحرك يضع حداً لتصرفات إسرائيل ضد دول المنطقة … قمة الرياض تطالب في بيانها الختامي بقرار دولي «حاسم ملزم» لوقف فوري لإطلاق النار
| وكالات
اختتمت القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، أمس الإثنين، أعمالها بإصدار مجموعة من القرارات التي ركزت على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة.
وانعقدت القمة العربية- الإسلامية المشتركة غير العادية بدعوة من السعودية، وشارك فيها أكثر من 50 من قادة وزعماء الدول ومسؤولين ووزراء وممثلي بلدان عربية وإسلامية برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وجاءت القمة «امتداداً للقمة العربية- الإسلامية المشتركة التي عُقدت في السعودية في الحادي عشر من تشرين الثاني من العام الماضي.
وعقد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمس مؤتمرا صحفياً في نهاية القمة، شدد فيه الأول على تركيز الأنظار على حتمية حل النزاع في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية، معتبراً صدور موقف عربي وإسلامي موحد سيكون مؤثراً في دفع المواقف بالتعجيل للوصول إلى حل، وأن العمل سيتواصل من خلال الدبلوماسية حتى تحقيق السلام الذي نحتاجه جميعاً، على حين أكد الثاني أن حل الدولتين سوف يأتي والمسألة مسألة وقت، والعالم سوف يشهد تنفيذ مخرجات القمة بشكل تدريجي، وأن الدول العربية ستعمل على تجميد عضوية إسرائيل في مجلس الأمن.
وصدر عن القمة في ختام أعمالها مجموعة من القرارات حسب وكالة الأنباء السعودية «واس»، منها إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري والمطالبة بضرورة وقفه فوراً، ورفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعاً عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة.
وطالبت القمة بكسر الحصار المفروض على غزة وفرض إدخال قوافل المساعدات الإنسانية، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، كما طالبت مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان ويكبح جماحه، إضافة إلى مطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى سلطات الاحتلال، واستنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.
وقررت القمة تكليف وزراء خارجية السعودية بصفتها رئيس القمة العربية الـ(32) والإسلامية، وكلٍ من: الأردن – مصر- قطر- تركيا – إندونيسيا – نيجيريا وفلسطين) وأي دول أخرى مهتمة، والأمينين العامين للمنظمتين، بدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في المنظمة والجامعة؛ لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.
وقبل ذلك ذكرت «الميادين» أنها حصلت على مشروع القرار النهائي للقمة العربية- الإسلامية غير العادية الذي أكد «مركزية القضية الفلسطينية»، و«الدعم الراسخ للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة»، مشدداً على حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على «خطوط الـ4 من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
كما شدد مشروع القرار على أن في مقدمة الحقوق «حق اللاجئين في العودة والتعويض بموجب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ولاسيما القرار 194»، وفيما أكد مشروع القرار أن «القضية الفلسطينية شأنها شأن كل القضايا العادلة للشعوب التي تناضل من أجل الخلاص من الاحتلال»، جدد التأكيد أيضاً سيادة دولة فلسطين الكاملة على «القدس الشرقية المحتلة عاصمة فلسطين الأبدية».
وأعرب المجتمعون في القمة العربية – الإسلامية في مشروع القرار عن رفضهم لأي قرارات أو إجراءات إسرائيلية «تهدف إلى تهويد القدس الشرقية المحتلة»، و«ترسيخ احتلالها الاستعماري»، وأكد مشروع القرار أن «القدس الشريف خط أحمر بالنسبة إلى الأمتين العربية والإسلامية»، مشيراً إلى أن «المجتمعين يؤكدون تكاتفهم المطلق في حماية الهوية العربية والإسلامية للقدس الشرقية المحتلة».
ووفق «الميادين» دعا القرار إلى «الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان، والتنفيذ الكامل للقرار 1701». وحذر من «خطورة انتهاك سيادة سورية وإيران، «من دون اكتراث من المجتمع الدولي»، و«بتخاذل من الشرعية الدولية»، وشدد على ضرورة قيام مجلس الأمن بـ«اتخاذ قرار مُلزم تحت الفصل السابع لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة»، والاستجابة للإجماع الدولي بأن «دولة فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة».