بناء اقتصاد مفتوح وشامل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ
| ليانغ سوو لي
في 10 تشرين الأول الماضي بالتوقيت المحلي، انطلق أسبوع اجتماعات قادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «أبيك» في ليما، عاصمة بيرو، باعتبارها واحدة من منصات التعاون الاقتصادي الإقليمي الأكثر تأثيراً في العالم.
وتلعب «أبيك» دوراً حيوياً في تعزيز التكامل الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والنمو الاقتصادي للعالم، وتلتزم الصين دائماً بمفهوم «الانفتاح والشمول والتنمية المشتركة والسعي إلى أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا»، وشاركت بنشاط في شؤون «أبيك»، وتسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي داخل المنطقة وتعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي وتعزيز التنمية المستدامة، والمساهمة في ازدهار منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم.
وأحد الأهداف الأساسية لأبيك هو الالتزام بنظام التجارة المتعدد الأطراف المفتوح وتقليل الحواجز التجارية داخل المنطقة، وفي هذا الإطار، تدعم الصين دائماً نمط التعاون الإقليمي المفتوح، وتعارض أي شكل من أشكال «الدوائر الصغيرة» المغلقة أو الحصرية، وتدعو إلى تعزيز تقاسم فرص التنمية بين الدول من خلال التعاون الاقتصادي الإقليمي.
باعتبارها قوة دافعة في تعزيز بناء منطقة التجارة الحرة لآسيا والمحيط الهادئ «FTAAP»، شاركت الصين بشكل عميق في بناء الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة «RCEP»، كما تستمر في تقديم سوق أكثر انفتاحاً، ودعماً سياسياً لدول المنطقة من خلال اتفاقيات التجارة الحرة مع الاقتصادات الأخرى في المنطقة، وفي الوقت نفسه، تعمل الصين مع الأعضاء الآخرين على دفع «أهداف بوجور» و«رؤية بوتراجايا» لتعزيز حرية التجارة والاستثمار الإقليميين وتسهيلهما وتعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة.
إذا نظرنا إلى تاريخ «أبيك» على مدى الثلاثين عاماً الماضية، فقد انخفض متوسط مستوى التعريفات الجمركية في المنطقة من 17 بالمئة إلى 5 بالمئة، كما تعزز الترابط التجاري بين الاقتصادات في المنطقة، ما ساهم بأكثر من 70 بالمئة من النمو الاقتصادي العالمي.
تعد التنمية المشتركة الهدف العام للتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث لا تركز الصين فقط على تنميتها الخاصة، بل تسعى أيضاً لمساعدة الدول النامية على تعزيز قدرتها على التنمية الذاتية، وتحترم اقتصادات المنطقة دائماً حق كل منها في التنمية ومساراتها التنموية في عملية العولمة، وقد شكلت «نمط أبيك» القائم على مبدأ «الاستقلالية والطوعية والتوافق»، الذي وضع نموذجاً فريداً للتعاون الاقتصادي العالمي.
وتحترم الصين دائماً مسارات التنمية لكل دولة، وتدفع بنشاط نحو التنمية المتناسقة للاقتصادات في المنطقة من خلال بناء البنية التحتية وتقديم الدعم المالي وتعزيز التعاون التجاري في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، والتي أدت إلى تعميق التعاون بين الصين وأعضاء «أبيك» وتعزيز الترابط والتواصل والتبادلات الشعبية في المنطقة، ولم تسهم هذه الجهود فقط في تمكين دول المنطقة من الحصول على الدعم الاستثماري والتكنولوجي وتسريع بناء البنية التحتية، بل ساهمت أيضاً في تعزيز مستوى التنمية الاقتصادية بشكل عام.
في العقود الثلاثة الماضية، تضاعف نصيب الفرد من الدخل في المنطقة، وتم انتشال أكثر من مليار نسمة من الفقر، ما أسهم بشكل كبير في الحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم.
في ظل الثورة التكنولوجية الحالية والتحولات الصناعية أصبحت التنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي اتجاهات رئيسية للتحول الاقتصادي العالمي، كأحد رواد الاقتصاد الرقمي العالمي، وحققت الصين تقدما ملحوظا في التحول الرقمي والتنمية الخضراء، وتعمل بنشاط على تعزيز التعاون في هذين المجالين على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
في مجال التنمية الخضراء، لقيت مبادرة «طريق الحرير الأخضر» التي طرحتها الصين استجابة إيجابية من العديد من دول المنطقة، ومن خلال نقل التكنولوجيا وتقديم الدعم المالي وتنسيق السياسات، تساعد الصين دول المنطقة على تسريع تحول الطاقة، ولاسيما في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما أن التطور الذي شهدته صناعة الصين للخلايا الضوئية والسيارات الكهربائية على الصعيد العالمي قد وفرت خبرات وموارد ثمينة لدول المنطقة، مما يسهم في تحقيق أهداف الحياد الكربوني العالمية.
في مجال الاقتصاد الرقمي، قامت الصين مع دول المنطقة بتحسين التعاون في مجالات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود والمدفوعات الرقمية والتخليص الجمركي الرقمي، ما ساهم في تحسين عمليات التجارة الإقليمية وتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة، وفي الوقت نفسه، وفرت المنصات الرقمية الصينية أسواقاً جديدة للشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ما ساعد العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة على تجاوز الحواجز التجارية التقليدية وتحقيق توسع في الأعمال.
ومن خلال تعزيز نمط التعاون المفتوح والشامل وبناء مستقبل مشترك للتنمية وتعزيز التنمية الخضراء والتحول الرقمي العالميين، تضخ الصين قوة دافعة قوية للتنمية المستدامة والازدهار المشترك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وعلى مستوى العالم، وفي المستقبل، ستواصل الصين تعميق التعاون مع أعضاء «أبيك» وتعزيز بناء منطقة التجارة الحرة لآسيا والمحيط الهادئ وتعزيز الترابط الاقتصادي والتنمية المشتركة في المنطقة وتسريع تحقيق «رؤية بوتراجايا»، لبناء مجتمع المستقبل المشترك لآسيا والمحيط الهادئ الذي ينعم بالانفتاح والحيوية والمرونة والسلام بحلول عام 2040.
إعلامية صينية