عملة أجنبية
| مالك حمود
مازلت غير مصدق أو مستوعب لذلك الفراغ الذي تعيشه أجواء كرة السلة السورية.
وشكراً لدوريي الشباب لفئة ما دون (18- 20) عاما لمحاولتهما قدر الإمكان ملء الفراغ، رغم أن الأغلبية مغرمة بدوري المحترفين المعزز بلاعبين أجانب قادرين على جذب وكسب الجمهور العاشق للعبة وفنياتها وحماسها وصخبها.
وثمة سؤال حول اللاعب الأجنبي بالذات.
ماذا يمنع من السماح بمشاركة اللاعب الأجنبي بدوري الشباب (ما دون 20 سنة).
أليس الهدف الأساسي من استقدام الاجنبي هو تطوير اللاعب المحلي من خلال العمل المشترك في التمارين والمباريات.
لا شك أن الفائدة ستكون أكبر للاعبين الشباب أكثر من لاعبي الرجال، وخصوصاً مع اعتماد أغلبية فرق دورينا للمحترفين على لاعبين متقدمين بالعمر.
فما الفوائد التي تُنتظر ونتأمل اكتسابها من لاعب تجاوز الثلاثين من العمر، أو ممن شارف على الاعتزال، بينما تكون الفائدة في أوجها للاعب الشاب القادم بقوة والعازم على فرض نفسه وإثبات ذاته والإقبال على تعلم كل ما هو جديد ومفيد ممن سبقه بالعمر والخبرة والقدرة، فكيف لو كان المصدر أجنبياً بما يحمله من مهارة وفكر وثقافة؟
قد يتذرع البعض بالوضع المادي وصعوبة تأمين المتطلبات المالية للاعب الأجنبي، وهذا ما لاحظناه مؤخراً من خلال طلبهم الرسمي إلغاء مشاركة اللاعب الأجنبي للموسم الحالي، علماً أنهم أنفسهم سبق ووافقوا على مشاركة اللاعب الأجنبي، وهم أنفسهم عندما تحق الحقيقة، وتبدأ المنافسة سيتعاقدون بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب، وعندها سوف يتوافر المال ويختلف الموال.
دعونا نفكر بواقعية، وماذا يَمنع لو وزعنا البيض على سلتين بدلاً من وضعه بأكمله في سلة واحدة؟
وعوضاً عن التعاقد مع لاعبين أجنبيين لفريق الرجال.
ليكن التخصيص بلاعب للرجال ولاعب للشباب، وعندها نبقى ضمن التكلفة المفترضة، لكننا حققنا الفائدة للرجال والشباب في آن واحد.
في الرجال نكسب القوة والمتعة وتفاعل الجمهور، وفي الشباب نكسب الكلام نفسه مع إفادة واستفادة أكبر لمواهبنا الصاعدة من وجودها مع اللاعب الأجنبي، وهنا الاستثمار الحقيقي والأمثل للعملة الأجنبية.