شح الغاز يهدد الإنتاج في السويداء … مكتب التنمية المحلية: تحول المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر إلى خاسرة
| السويداء – عبير صيموعة
انعكس الشح بمادة الغاز الصناعي والمنزلي سلباً على جميع أصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والتي تنضوي ضمنها فعاليات عديدة منها صناعة الخبز العربي وصناعة مشتقات الحليب من ألبان وأجبان ووحدات صناعة الأكلات الشعبية وغيرها من الفعاليات وفق ما أكده العديد من أصحاب تلك المشروعات لـ«الوطن».
وأشاروا إلى أن مشروعاتهم كانت بمنزلة فرصة عمل منتظرة لعدد كبير من الأسر خاصة أبناء الريف إذ استطاعت توفير مصدر دخل ثابت لهم بحيث تؤمن لهم قوت العيش وتكفيهم شر الحاجة إلا أنه وأمام الارتفاع الكبير بأسعار أسطوانات الغاز فضلاً عن شح الكميات المؤمنة منها أدى إلى توقف عجلة الإنتاج وخاصة المشروعات الممولة من الأمانة السورية للتنمية.
كما اشتكى الكثير من أصحاب تلك المشروعات من قيام لجنة تقدير الاحتياج في المحافظة «المكلفة الكشف على المشروعات العمل منها والمتوقف وتحديد الاحتياج الفعلي لكل منها من مادة الغاز الصناعي» من توقيف بطاقاتهم التي تخولهم الحصول على مخصصاتهم من مادة الغاز الصناعي، مؤكدين أنه رغم قيامهم بتقديم طلبات لإعادة النظر بمنشآتهم لإعادة مخصصاتهم من مادة الغاز منذ أشهر إلا أنه لم يجر تفعيلها حتى تاريخه أو تفعيل بعضها مع تزويدهم بمخصصاتهم الأسبوعية كل شهرين مرة على أقل تقدير، الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى اللجوء إلى توفير المادة من السوق السوداء بأسعار فلكية ما انعكس على أسعار مبيعها وخّفض من الطلب عليها جراء انخفاض القدرة الشرائية للأهالي.
بدورها لجنة تقدير الاحتياج أوضحت لـ«الوطن» أنه من الإشكاليات التي اعترضت عمليات الكشف على تلك المنشآت لتقدير احتياجاتها الفعلية من مادة الغاز الصناعي كان الترخيص المنزلي والذي يتضمن صناعة الألبان والأجبان والخبز العربي والمطبخ الشعبي، حيث اتضح للجنة وجود معدات العمل لهذه المشروعات في كل منزل إلا أن معظمها لا يقوم بعمليات الإنتاج سواء بشهادة الشهود أم جراء عجز صاحب الترخيص عن إيجاد جهة ثابتة لتصريف تلك المنتجات.
وأكدت أنه وبسبب الشح بالمادة يتعذر تأمين مخصصات تلك المشروعات بالكميات المطلوبة نظراً لعددها الكبير الذي وصل وبحسب الجداول التي تم إعدادها بناء على احصائيات اتحاد الحرفيين إلى أكثر من 1300 فعالية لصناعة الخبز العربي والألبان والأجبان على مساحة المحافظة مع عدم ثبوت عملها جميعاً، مشيرة إلى قيام اللجنة برفع جداول بأسماء جميع الفعاليات التي جرى الكشف عليها وهي لدى فرع المحروقات في المحافظة.
بدوره أشار مسؤول السلف واللجان في مكتب التنمية المحلية بمحافظة السويداء وليد الحمود لـ«الوطن» إلى تحول المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر من مشروعات منتجة ومستقرة لأصحابها إلى مشروعات خاسرة ومهددة بالمبيع.
ولفت إلى أن أصحاب المشروعات المتناهية الصغر حرموا من مصادر الطاقة وخاصة مادتي المازوت والغاز بسبب عدم امتلاكهم تراخيص نظامية بهذه المشروعات، في حين كان من المفترض دعمها بتأمين مصادر الطاقة لها بما يضمن ديمومتها وخاصة أن توقفها وإغلاقها سيؤديان إلى خروجها من حيز الإنتاج ما سيفرض بالضرورة غلاءً وارتفاعاً في أسعار المنتجات الأساسية التي يعتمد عليها المواطن، متسائلاً: كيف للحرفي الصغير كمخبز أو مطعم أو ألبان وأجبان أن ينتج والعامل الأساسي للإنتاج وهو الغاز غير متوافر له بشكل إنسيابي وبأسعار منطقية.