«التامور» يسبب خسائر كبيرة لأصحاب المداجن في طرطوس … رئيس الصحة الحيوانية لـ«الوطن»: فيروس التهاب كبد الفروج وصل من الدول المجاورة ولا ينتقل للإنسان إطلاقاً
| طرطوس- ربا أحمد
في ظل تراجع وتخوف من شراء الدجاج في محافظة طرطوس بشكل واضح مع ظاهرة نفوق آلاف الصيصان والدجاج نتيجة التهاب الكبد الذي أصاب الأفواج الأخيرة في مداجن طرطوس، أوضح رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة. ياسر غانم في المحافظة أن هذا الفيروس لا ينتقل للإنسان مطلقاً ويمكن شراء الفروج المريض وطهوه على ألا يكون نافقاً.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين غانم أن هذا الفيروس ينتمي إلى الفيروسات الغدية الادينوفيروس وظهر المرض حديثاً في المداجن ويتميز بالظهور المفاجئ مع معدل نفوق مرتفع قليلاً حيث تتجمع كميات من السوائل في «التامور» حول القلب.
وأضاف: اشتبه بإصابة بعض القطعان في سورية ومنها محافظة طرطوس نتيجة انتقال الفيروس من الدول المجاورة حيث بلغت نسبة نفوق القطعان بين 10 إلى 30 بالمئة، مشيراً إلى أنه تتأثر نسبة الإصابة تبعاً للرعاية الصحية والبيئة المحيطة «تهوية، رطوبة، تغذية جيدة» والاستخدام العشوائي للأدوية واللقاحات دون إشراف طبي، إضافة إلى حدوث إصابات جرثومية ثانوية، لذلك عند الإصابة يجب تخفيف التغذية المركزة وإعطاء ذرة صفراء ومدرات البول.
وعن الإجراءات المتخذة من مديرية الزراعة، أكد غانم أنه عقدت ندوات للتعريف بالمرض وتمت مراقبة الوضع الصحي في المداجن ومراقبة التخلص الفني من النفوق «حرق وطمر» وتوجيه المربين إلى ضرورة التقيد بإجراءات الوقاية واستخدام الأدوية واللقاحات تحت إشراف طبي، ومطالبتهم بتطبيق إجراءات الأمن الحيوي «تعقيم، منع الاختلاط، مكافحة الحشرات، وضع شباك على النوافذ، حرق النفوق وطمره بشكل أصولي» وذلك للحد من انتشار المرض وبالتالي الخسارات.
«الوطن» التقت عدداً من أصحاب المداجن بطرطوس الذين أكدوا إصابة العديد من الأفواج الأخيرة بمرض التهاب الكبد غير معروف السبب والذي جاء هذا العام معدّلاً وأكثر صعوبة وهو ما يسمى «التامور» والذي أدى لنفوق آلاف الصيصان في مداجن المحافظة وبالتالي خسارات كبيرة جداً تبلغ مئات الملايين في كل مدجنة.
ولفت البعض إلى أن المرض يصيب الدجاج بعمر 35 يوماً أي بعد إطعامه وتربيته حيث عادة يباع بعمر 45 يوماً، ولكن خوفاً من انتقال المرض بالعدوى بين قطعان الفروج يقوم المربون ببيعه باكراً وإن كان بأسعار متدنية، فاليوم سعر الكيلو 30 ألفاً، بينما يباع في المداجن في هذه الظروف ما دون 25 ألفاً ويصبح أقل إذا كان البيع إلى دمشق.
وأضافوا: أي إنه يتم بيعه مريضاً لعدم انتقاله للإنسان أو التأثير فيه قبل أن يموت، ولاسيما أنهم أوضحوا أن اللقاح المتوفر هو حصرياً بالصيدليات الزراعية وتكلفته باهظة جداً، فلكل ألف صوص سيكلف اللقاح مليوني ليرة، ما يعني أن المربي الذي لديه عشرة آلاف صوص سيحتاج إلى عشرين مليون ليرة، وأحيانا يكون غير مجد مع المرض كما حدث منذ سنتين مع مرض التهاب الكبد غير المعدل والذي لم يتفاعل مع اللقاح.
وأكدوا أن عدداً كبيراً من مداجن المحافظة تعرضت للإصابة والخسارات الكبيرة، علماً أن مديرية زراعة طرطوس لا تملك أي نوع دواء وحصراً سيتم شراؤه من الصيدليات الزراعية.
وعن كيفية تصريف الفروج النافق، لفت أصحاب المداجن أن معظمه يذهب إلى المسامك أو يحرق ولكن الحي منه يباع لكونه لا ينقل المرض للإنسان.