عربي ودولي

توافقت مع فتح على إنشاء لجنة «غير سياسية» لإدارة عمليات إعادة إعمار غزة … حماس: مقررات القمة العربية الإسلامية تتطلب مزيداً من الجهود لوقف العدوان

| وكالات

على حين اعتبرت حركة حماس أن مقررات القمة العربية الإسلامية غير العادية تتطلب مزيداً من الجهود لوقف العدوان ورفع الحصار وإغاثة الشعب الفلسطيني، تحدثت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن توصل مسؤولين من حركتي فتح وحماس إلى توافق على إنشاء لجنة غير سياسية من «التكنوقراط» الفلسطينيين غير المنتمين إلى أي منهما، لإدارة الوظائف الحساسة والكبيرة المتمثلة في توزيع المساعدات وإعادة إعمار غزة.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أكدت حماس أهمية «مطالبة القمة العربية الإسلامية مجلس الأمن بإلزام الكيان الصهيوني بوقف العدوان على غزة ولبنان». كما طالبت بالتحرك الفوري لتجميد مشاركة الاحتلال في الأمم المتحدة وحظر تصدير السلاح إليه، وأضافت: «شعبنا ينتظر من أشقائه العرب والمسلمين تفعيل الأدوات المتاحة لفرض وقف العدوان».
واختتمت القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت أول من أمس الإثنين في العاصمة السعودية الرياض، وأجمع رؤساء وزعماء الدول في كلماتهم وفي البيان الصادر في ختام القمة على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على كل من لبنان وقطاع غزة.
في الغضون، توصل مسؤولون من حركتي فتح وحماس إلى توافق على إنشاء لجنة «غير سياسية من التكنوقراط» الفلسطينيين غير المنتمين إلى أي منهما، لإدارة الوظائف «الحساسة والكبيرة» المتمثلة في توزيع المساعدات وإعادة إعمار غزة، وفق ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، نقلاً عن مسؤولين فلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن قادة حماس وفتح اتفقوا على أن اللجنة المشرفة على المساعدات وإعادة الإعمار ستضم ما يصل إلى 15 شخصية فلسطينية مستقلة غير تابعة لأي حركة، ونقلت عن مسؤولين فلسطينيين، لم تسمهم، أن اللجنة لن تكون مهمتها سياسية، بل ستركز فقط على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة والرعاية الصحية وإعادة بناء القطاع.
وقال المسؤولون للصحيفة: إن مناقشة الاقتراح الخاص بتشكيل لجنة غير سياسية للمساعدة وإعادة الإعمار في غزة تمت في القاهرة في وقت سابق من الشهر الجاري، في اجتماع بين مسؤولي حماس حسام بدران وخليل الحية، ومسؤولي فتح عزام الأحمد ومحمود العالول.
وقالت «وول ستريت جورنال»: إن توافق حركتي فتح وحماس على هذه الخطوة يزيل عقبة محتملة أمام خطة ما بعد الحرب التي ناقشتها الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن شأنه أن «يمهد لتشكيل حكومة تكنوقراط مؤقتة» في غزة حتى تصبح مستقرة بما يكفي لإجراء الانتخابات.
ونقلت الصحيفة عن طارق كيني الشوا، زميل السياسة الأميركية في مؤسسة شبكة السياسات الفلسطينية: «أصبحت لديهم الآن مساحة أكبر بكثير وإلحاح للتوصل إلى أرضية مشتركة وتجنب التهميش»، ونقلت عن حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس، أن الحركة منفتحة على تشكيل لجنة غير تابعة للفصائل الفلسطينية، للإشراف على المساعدات وإعادة الإعمار.
ورحبت فتح بفكرة تشكيل لجنة غير سياسية في غزة، حسب مسؤولين في الهيئة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، إذ قال مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش إنه «من المرجح التوصل إلى اتفاق بمثل هذه الصيغة»، لكن «وول ستريت جورنال» أشارت إلى أن حالة من «عدم اليقين» تحيط بالمبادرة، التي تعتمد على توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتابعت الصحيفة: إنه حتى لو نجحت حماس وفتح في حل خلافاتهما، فمن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستقبل بمثل هذه اللجنة، مشيرة إلى أن حكومة الاحتلال تصر على مواصلة القتال في غزة بذريعة القضاء على حماس، كما تعارض مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد الحرب.
وأضافت «وول ستريت جورنال»: إن إسرائيل والولايات المتحدة سبق أن طرحتا إمكانية تشكيل حكومة تكنوقراط في غزة بعد الحرب، وأصدرت إسرائيل في شباط الماضي مخططاً ينص على أن إدارة القطاع ستعتمد قدر الإمكان على المسؤولين المحليين، ولفتت الصحيفة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تدرس أيضاً مخططاً لتقسيم القطاع إلى «جزر آمنة» أو ممرات محصنة للسماح بشن غارات عندما ترى ذلك ضرورياً.
وبهذا الصدد، نقلت «وول ستريت جورنال» عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن الإدارة الأميركية الحالية تريد توحيد غزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية، ومن دون دور لحماس في حكم القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن