موسكو وبكين أكدتا عمق العلاقات.. ومدفيديف: قادة أوروبا يؤججون الصراع في أوكرانيا … شويغو: إحدى ركائز الأمن العالمي … وانغ: إثراء مستمر للتعاون الاستراتيجي
| وكالات
اتهم نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، قادة أوروبا بالسعي إلى إذكاء الصراع في أوكرانيا على نحو خطر، وأنهم يريدون جر الحرب إلى أراضيهم، في حين بيّن أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو خلال لقائه وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بكين أمس الثلاثاء أنه يتعين على البلدين التصدي لسياسة الاحتواء التي تنتهجها الولايات المتحدة وأتباعها، داعياً إلى بناء هيكل أوراسي للأمن، في حين أوضح الأخير أن العلاقات بين الجانبين صمدت أمام اختبارات التغيرات الدولية، وحافظت على ديناميكيات التنمية المستقرة.
وصرح مدفيديف، بأن السياسيين الأوروبيين يريدون جر الحرب إلى أراضيهم، وأن لقاح (الوقاية من) الحرب العالمية الثانية فقد فعاليته، وكتب على قناته في «تلغرام» أمس الثلاثاء: «المثير للدهشة، بشكل عام، إلى أي درجة يريد الجيل الحالي من السياسيين الغربيين جر الحرب إلى أراضيهم، وبالمناسبة هذا الأمر يمثل فرحة واضحة للأميركيين بغض النظر عن رغبات شعوبهم (الأوروبية)، لقد توقف لقاح الحرب العالمية الثانية عن العمل تماماً».
وأضاف مدفيديف: «تصريحات السياسيين الأوروبيين حول توريد صواريخ بعيدة المدى إلى كييف، ولاسيما صواريخ «توروس» الألمانية، هي بطبيعتها ما قبل الانتخابات، وهذا القرار غير قادر على تغيير مسار الأعمال القتالية، مشيراً إلى أن إمداد أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى لن يغيّر مسار العملية العسكرية الخاصة بل هو مجرد وسيلة لإطالة أمد احتضار نظام بانديرا (كييف).
وشدد مدفيديف على أن خطر انتقال الصراع إلى المرحلة الأكثر خطورة يتزايد بسبب الضربات الصاروخية المتكررة، ولاسيما أن هدف السياسيين الأوروبيين هو دفع الصراع مع روسيا إلى مرحلة لا رجعة فيها، وقال: «أحد الفرنسيين يثرثر حول دعم كييف في حال انسحاب الولايات المتحدة من سورية، في حين يتذاكى قادة الناتو الآخرون حول كيفية شن حرب معنا بشكل أكثر نشاطاً».
في سياق متصل، أعلن أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو خلال لقائه وزير الخارجية الصيني وانغ يي في العاصمة بكين أمس، ضمن المشاورات الأمنية الاستراتيجية بين روسيا والصين، أن العلاقات الثنائية بين البلدين إحدى ركائز السياسة والأمن العالميين، وأحد عوامل الاستقرار العالمي، وقال: «يتعين على البلدين التصدي لسياسة الاحتواء التي تنتهجها الولايات المتحدة وتوابعها، ومواصلة بناء تنسيق السياسة الخارجية، بما في ذلك بناء هيكل أوراسي للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة»، وفقاً لوكالة «سبوتنيك».
وأوضح شويغو أن الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي تمثل نموذجاً للتعاون بين القوتين في العالم الحديث، وأردف بالقول: «رغم أن العلاقات بين بلدينا ليست تحالفاً عسكرياً سياسياً مماثلاً لتلك التي تشكلت خلال الحرب الباردة، فإن العلاقات بين بلدينا تتجاوز هذا الشكل من أشكال العلاقات بين الدول»، مبيناً أن العلاقات الروسية- الصينية «علاقات الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي» وصلت إلى مستوى عالٍ غير مسبوق في تاريخهما بأكمله، كما أن لدى روسيا والصين مناهج متناغمة بشأن القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية.
وقال شويغو مخاطباً وانغ: «نحن على استعداد لمواصلة بذل الجهود معكم لتنفيذ الاتفاقات التي توصل إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، في أعقاب المفاوضات بينهما في موسكو- آذار 2023، وفي بكين في أيار الماضي، وكذلك على هامش قمتي منظمة شنغهاي للتعاون في أستانا وبريكس في قازان».
بدوره، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي: «إن كلاً من روسيا والصين يدعمان بعضهما بعضاً بقوة في القضايا التي تؤثر في المصالح الأساسية لكل جانب، ويعملان باستمرار على تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون العملي في مختلف المجالات، وإنشاء نموذج جديد للعلاقات بين الدول الكبرى المتجاورة»، مضيفاً: «إن كلاً منهما قدم أيضاً مساهمات مهمة لتعزيز الوحدة والتعاون بين دول الجنوب العالمي»، وفقاً لوكالة «نوفوستي».
وأشار وانغ إلى أن الجانبين يلتزمان بمبادئ حسن الجوار المستمر والصداقة والتفاعل الاستراتيجي الشامل والتعاون متبادل المنفعة، موضحاً أن آلية التشاور حول قضايا الأمن الإستراتيجي بين الصين وروسيا تعد منصة تواصل مهمة للبلدين وهو ما يخدم أيضاً دبلوماسية الدولتين، إضافة إلى تقديمهما مساهمات مهمة لتعزيز الوحدة والتعاون بين دول الجنوب العالمي.
وأضاف وانغ: «يصادف هذا العام الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا، حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثلاث مرات هذا العام وتوصلا إلى مجموعة من الاتفاقيات الاستراتيجية»، وتابع: «نحن على استعداد للعمل مع الرفيق شويغو وغيره من الزملاء الروس، مسترشدين بالتوافق الذي توصل إليه رئيساً البلدين، لتعزيز تنسيقنا بشأن القضايا الاستراتيجية والعامة التي تؤثر في المصالح الأمنية والتنموية لكلا الجانبين، وزيادة مستوى التعاون بشكل مستمر، والثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الجانبين وإثراء محتوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين بشكل مستمر».
ووصل شويغو إلى العاصمة الصينية بكين أول من أمس الإثنين في زيارة رسمية تستمر لغاية يوم غد الخميس للقاء المسؤولين الصينيين وإجراء محادثات مع القيادة السياسية العليا في البلاد حول قضايا الأمن الاستراتيجي، ومن المقرر أيضاً مناقشة المشاكل الحالية للأمن الدولي والإقليمي فضلاً عن مجموعة واسعة من قضايا التعاون الثنائي.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على 1985 عسكرياً أوكرانياً، وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية، إضافة إلى إسقاط عشرات المسيّرات لقوات كييف خلال 24 ساعة، في حين أشار منسق مجموعات العمل السري في مقاطعة نيكولايف سيرغي ليبيديف إلى مقتل 70 عسكرياً وإصابة أكثر من مئة آخرين من قوات نظام كييف في ضربة جوية روسية استهدفت وحدة عسكرية في خاركوف.