عربي ودولي

«الأوروبي» أدان تصريحات سموتريتش.. وسلوفينيا: إسرائيل تدمر المؤسسات الدولية … الأمم المتحدة: تل أبيب تمنع وصول المساعدات إلى شمال غزة

| وكالات

أدان المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات الوزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول «ضم» الضفة الغربية، على حين أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، داعية إياها إلى فتح المنطقة أمام العمليات الإنسانية نظراً للاحتياجات «الهائلة».
ونقلت وكالة «وفا» عن بوريل قوله في تدوينة، أمس الثلاثاء، في حسابه على منصة «إكس»: «أدين بشكل لا لبس فيه تصريحات الوزير سموتريتش، وهي خطوة واضحة نحو الضم غير القانوني ومثل هذا الخطاب يقوض القانون الدولي وينتهك حقوق الفلسطينيين».
تصريحات بوريل جاءت رداً على إعلان سموتريتش في كلمة ألقاها أمس خلال اجتماع في «الكنيست» بأنه «أصدر تعليمات للتحضير لبسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية»، موضحاً أنه يسعى إلى تطبيق هذه الخطة العام المقبل، ويأمل دعمها من الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب.
وأفادت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعرب عن دعمه لموقف سموتريتش وأكد خلال محادثات مع وزرائه في الأيام الماضية أنه «يجب إعادة طرح مخطط الضم لمناطق واسعة في الضفة الغربية إلى إسرائيل»، مشيرة إلى أنه تم وضع مخطط منذ عام 2020 شمل شق شوارع إلى كل المستوطنات والبؤر الاستيطانية لربطها ببعضها، وإلحاق مساحات من الأراضي بها بهدف توسيعها على حساب أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية التي حولها الاحتلال إلى مناطق معزولة عن بعضها.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية تصريحات سموتريتش، مبينة أنها امتداد لحرب الإبادة والتهجير، وأنها تؤكد للعالم أجمع أن الاحتلال لم يكتف بجرائمه، وأنه سيركز في الفترة المقبلة على تنفيذ مخطط الضم والتوسع العنصري وتكريس الاحتلال في تحد للمجتمع الدولي وقراراته، وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في أيلول الماضي، والذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن إنهاء الاحتلال في غضون 12 شهراً.
في الغضون، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أن إسرائيل تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، داعياً إياها إلى فتح المنطقة أمام العمليات الإنسانية نظراً للاحتياجات الهائلة، وأعرب المكتب في بيان نقله موقع أخبار الأمم المتحدة عن القلق بشأن مصير الفلسطينيين الباقين في شمال غزة، حيث يستمر الحصار المفروض على المنطقة، موضحاً أن المكتب قدم خلال الشهر الماضي 50 طلباً للدخول إلى شمال غزة، ولكن تم رفض 33 منها مباشرة، وقبلت 8 طلبات، ولكن بعد ذلك تم وضع العوائق من إسرائيل لعدم وصول المكتب.
بدوره، أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى أن الوصول الإنساني إلى شمال غزة كان محدوداً للغاية من جراء رفض إسرائيل وعرقلتها 85 بالمئة من الطلبات، مبيناً أن النازحين في مدينة غزة يقيمون في منازل مهجورة ومدمرة، بينما يقيم آخرون في العراء والجميع بحاجة لتوفير المساعدات العاجلة بما فيها العلاج الطبي والأدوية الأساسية.
وزيرة الخارجية السلوفينية، تانيا فاجون، قالت أمس الثلاثاء: إن إسرائيل تحاول بشكل علني تدمير مؤسسات الأمم المتحدة، وذكرت فاجون في تصريحات للإذاعة والتلفزيون السلوفيني أنها كانت من أوائل الذين طالبوا بحظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل.
وأشارت إلى أن بلادها تدرس الإمكانات القانونية لمنع استيراد المنتجات من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، وأضافت: «من الواضح أن إسرائيل تحاول عن وعي وبشكل صريح تدمير مؤسسات الأمم المتحدة، وخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا».
ووصفت فاجون قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من عام بأنه «أحلك» مكان وقعت فيه خسائر في الأرواح بعد الحرب العالمية الثانية، وشددت على أن بلادها تحظى بالاحترام لأنها أظهرت الموقف نفسه منذ البداية، وأردفت: «نقف وراء ما قلناه وملتزمون به، ونُدين الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ بدايتها».
ولفتت وزيرة الخارجية السلوفينية إلى أن ضمان وقف إطلاق النار يجب أن يكون أولوية للجميع، وتابعت: «أريد دائماً أن أكون متفائلة بأن وقف إطلاق النار سيتحقق، وينبغي أن يكون السلام هو الكلمة الرئيسة، إذا اتسع نطاق الصراعات فستنتظرنا مشكلات كبيرة».
في سياق متصل، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف إجراءات الاحتلال الإسرائيلي أحادية الجانب غير القانونية، وقالت في بيان حسب «وفا»: إن على المجتمع الدولي التعامل بمنتهى الجدية مع التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى فرض «السيادة» الإسرائيلية على المستعمرات، والتي أفصح عنها وتبناها علناً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتابعت: المخاطر الحقيقية التي تهدد حل الدولتين من جراء سياسة إسرائيل الاستعمارية تستدعي تدخلاً عاجلاً للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإجبارها على عدم تنفيذ سياسة إشعال الحرائق في ساحة الصراع والمنطقة برمتها، خاصة أن كيان الاحتلال يستبق تلك المواقف المعلنة بإجراءات عملية على الأرض لتسريع وتيرة ضم الضفة الغربية المحتلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن