الانقسام بين شرق وغرب البلاد أشد مما كان خلال «الحرب الباردة» … ألمانيا تسعى لتجاوز أزمتها السياسية عبر انتخابات جديدة
| وكالات
وقعت ألمانيا في مأزق سياسي عقب انهيار حكومة «إشارة المرور» المؤلفة من الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر والليبراليين بزعامة المستشار أولاف شولتس، وذلك في اليوم التالي لانتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويأتي انهيار الائتلاف الثلاثي مع صعود القوى المتشددة من تياري اليمين واليسار وانخفاض شعبية الحكومة والاستياء من سياسة شولتس على خلفية تأييده تحميل ألمانيا المزيد من الديون لدعم أوكرانيا.
وحسب موقع «تاجز شاو» الألماني، طالبت الأحزاب السياسية، المستشار الاتحادي بتسريع الدعوة للتصويت على الثقة، بعد دعوة زعيم المعارضة فريدريش ميرز، لإجرائها في غضون 21 يوماً، في حين يرغب شولتس في تمديدها إلى 23 كانون الثاني القادم، مشيراً إلى أن ألمانيا تتجه إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة وتناوب محتمل في قيادة البلاد، وسط غرق أكبر اقتصاد في أوروبا في أزمة غير مسبوقة يخشى أن تكون لها تداعيات على التجارة والأمن مع ترقب عودة الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
بدوره، قال رئيس مجلس شؤون الدستور والسيادة الألماني رالف نيميير لوكالة «نوفوستي» الروسية: «إن الأزمة الأوكرانية وحركة المهاجرين أبرزت الانقسام بين شرق وغرب ألمانيا بشكل أكبر مما كان خلال الحرب الباردة»، مشيراً إلى أن معالم الانقسام بين ألمانيا الشرقية والغربية أصبح اليوم أكثر وضوحاً بعد تدفق المهاجرين واندلاع النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف: «اليوم، بعد 34 عاماً من الوحدة نرى أن البلاد مقسمة كما لم تكن من قبل، حيث يشعر سكان شرق ألمانيا بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، واليوم أولى التناقضات ظهرت في الانتخابات المحلية بين حزب «البديل من أجل ألمانيا» وحزب سارة (فاغنكنخت)، حيث شعر سكان شرق ألمانيا بأنهم ما زالوا محرومين من الكثير، والآن وسائل الإعلام الغربية تصفهم بأنهم أغبياء لأنهم لا يكرهون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، وتشهد أوروبا حالة استقطاب كبير وصعود للقوى اليمينية القومية المتطرفة، حيث شهدت فرنسا انهيار حكومتها في أيلول الماضي وهي، الشريك الأقرب لألمانيا.