أفادت مجلة «فورين أفيرز» الأميركية، أن إسرائيل أخفقت في تحقيق هدفها المعلن بتدمير البنية التحتية السياسية والاقتصادية والعسكرية واللوجستية، لدول ومجموعات محور المقاومة، على الرغم من محاولاتها الممتدة على مدى أكثر من عام.
وقالت المجلة إن شراسة الهجوم الإسرائيلي، الذي تم تعزيزه بالتقنيات المتقدمة وإستراتيجية الحرب الشاملة، التي تُدمر الأحياء والمدن وتفرغها من السكان، من شأنها أن تُغير بشكلٍ كبير في توازن القوى في الشرق الأوسط، ولكن على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من تلقي الدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا، فمن غير المرجح أن تتمكن «إسرائيل من القضاء على محور المقاومة».
كما لفتت المجلة إلى أن محور المقاومة أظهر مرونةً وقدرةً على التكيف، إذ بدت حركات المحور مثل حماس وحزب الله، جهات ذات عقد مترابطة من شبكات سياسية واقتصادية وعسكرية وأيديولوجية، مؤكدةً أن هذه الشبكات الإقليمية وحتى العالمية، سمحت في بعض الأحيان، لأعضاء المحور «باستيعاب الصدمات المختلفة، بما في ذلك تخطي صدمة الاغتيالات العسكرية، مثل اغتيال الولايات المتحدة قاسم سليماني في العام 2020»؛ والانهيارات الاقتصادية نتيجة العقوبات الاقتصادية الواسعة التي فرضتها واشنطن.
وأشارت المجلة الأميركية إلى أن أعضاء محور المقاومة استعان بعضهم ببعضهم الآخر وبمجتمعاتهم المحلية «من أجل البقاء على قيد الحياة»، وهذه المرونة التاريخية والتكيف يؤكدان أن إسرائيل ستجد صعوبةً في القضاء على حركات مثل حماس وحزب الله، وغيرها، كذلك، أوضحت «فورين أفيرز»، أن إسرائيل ستستمر في تحقيق أهداف تكتيكية قصيرة الأجل، ولن تحقق أهدافاً إستراتيجية، مشددةً على أن غياب الحل السياسي، يتكيف مع الترابط الاجتماعي للجماعات.
وعليه، من المرجح حسب المجلة أن يستعين المحور مرةً أخرى بمصادر النفوذ المحلية، إلى جانب اتصالاته العابرة للحدود الوطنية، لإعادة تشكيل نفسه على المستويين المحلي والإقليمي، بينما «تستثمر هذا الوضع مجموعات مثل كتائب حزب اللـه في العراق، وأنصار اللـه في اليمن للظهور كلاعبين إقليميين».