غروسي وصل إيران لإجراء محادثات «مفصلية» بشأن الملف النووي … عراقجي: ندعو الإدارة الأميركية لاختيار «العقلانية القصوى»
| وكالات
دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، المسؤولين الأميركيين إلى اختيار فكرة «العقلانية القصوى»، لكونها تصب في مصلحة الجميع لأن سياسة «الضغوط القصوى» التي تمت ممارستها تجاه إيران ستواجه حتماً الفشل، مبيناً أن الحوار الإقليمي ليس خياراً، بل يشكل ضرورة، كما أعرب عن أمله بالتوصل إلى اتفاق بشأن الخلافات القائمة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي تدوينة نشرها باللغة العربية في حسابه بمنصة «إكس» أمس الأربعاء، أشار عراقجي إلى نتائج اجتماعاته ولقاءاته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين على هامش قمة الدول العربية والإسلامية في الرياض، وبيّن أن الجميع يدرك أهمية التعاون والتنسيق في مواجهة التحديات المهمة في المنطقة، قائلاً: «لقد اتفقنا على أن الحوار الإقليمي ليس خياراً، بل يشكل ضرورة، هناك مخاوف ومصالح مشتركة، ندرك جميعاً أهمية التعاون والتنسيق في مواجهة التحديات المهمة في المنطقة».
وفي منشور آخر على منصة «إكس»: قال عراقجي: «إن سياسة الضغوط القصوى التي انتهجتها الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية واجهت المقاومة القصوى من جانب إيران، وأدت في النهاية إلى الفشل الأقصى، ولهذا فإن السعي لتطبيق النسخة الثانية من الضغوط لن يؤدي إلا إلى النسخة الثانية من الفشل الأقصى لأميركا».
وأوضح عراقجي أن وضع البرنامج النووي السلمي الإيراني قبل وبعد ما يسمى سياسة «الضغوط القصوى» دليل على ذلك، مبيناً أن قنوات التواصل بين إيران وأميركا موجودة دائماً ويتم العمل على إدارة الخلافات بين البلدين التي تكون أحياناً عميقة وأساسية وربما يصعب حلها، لكن من الضروري إدارة هذه الخلافات بما يسهم في تخفيف حدة التوتر وتقليل التكاليف الناجمة عنها.
وحول زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى إيران، أعرب عراقجي عن أمله بالتوصل إلى اتفاق بشأن الخلافات القائمة، وقال: «غروسي لديه روح إيجابية، ونأمل أن نرسم مساراً جديداً للتعاون بين إيران والوكالة بهذه الروح الإيجابية».
بدورها، جددت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني تأكيد موقف بلادها على الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وقالت في مؤتمرها الصحفي أمس، على هامش اجتماع الحكومة حول زيارة غروسي إلى طهران: «إن المسألة هي التفاعلات التي تجريها إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وغروسي سيتحدث عن استخدام الطاقة النووية في مختلف مجالات الطب والزراعة والصناعة».
ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي، أمس الأربعاء، إلى إيران؛ لإجراء مباحثات مفصلية، غداة تحذيره من أن «هوامش المناورة بدأت تتقلص» بشأن برنامج طهران النووي، وتأتي هذه الزيارة في ظل مناخ من التوتر الحاد بين إيران وإسرائيل، وبعد يومين من تحذير وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن طهران باتت «أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية».
في سياق آخر، أعلن المتحدث باسم عمليات «شهداء الأمن» في مقر قدس، التابع للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني العميد أحمد شفائي القضاء على أربعة إرهابيين من المرتزقة المرتبطين بالكيان الصهيوني، واعتقال سبعة آخرين خلال عمليات في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق البلاد، وقال شفائي في تصريح أمس نقلته وكالة «إرنا»: إن خمسة إرهابيين آخرين قاموا بتسليم أنفسهم إلى قوات الأمن خلال العمليات التي تمت على مدى الـ48 ساعة الماضية، بمشاركة وحدات من القوات الخاصة والطيران والشرطة والأمن»، لافتاً إلى أن هذه العمليات لا تزال مستمرة، وتهدف إلى تعزيز وتثبيت الأمن المستدام، وستستمر حتى تحقيق الأهداف الكاملة لها.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة «تسنيم» الدولية للأنباء أن إيران تستعد لإطلاق «بلوك الانتقال المداري سامان» في خطوة حاسمة تهدف إلى دفع قدراتها الفضائية نحو مدار بارتفاع 36000 كيلومتر، وتعزيز استقلالها الفضائي، في خطوة كبيرة نحو تحقيق طموحات إيران الفضائية وتعزيز وجودها في المدارات الأعلى، مشيرة إلى نجاح كل الاختبارات الأولية لعملية الإطلاق، والتحقق من أدائه في الارتفاعات العالية، وأوضحت أن «سامان» مصمم على نقل الأقمار الصناعية من مداراتها الابتدائية إلى مداراتها النهائية، ما يسهم في تقليل الحاجة إلى قوة دفع كبيرة وإدارة أفضل لموارد الطاقة الفضائية، كما يمهد الطريق لمهام فضائية معقدة في المستقبل.