سعر طن الحطب وصل إلى 4 ملايين ليرة.. وبرميل المازوت 200 ليتر بالسعر ذاته في «السوداء» … لم تسلم الأشجار المثمرة.. تأخر المازوت يزيد من ظاهرة التحطيب .. مدير المحروقات: وعود بتحسن التوريدات نهاية الشهر
| السويداء – عبير صيموعة
ازدادت ظاهرة التحطيب على مساحة المحافظة نتيجة الطلب الكبير على الحطب بالتوازي مع الكميات القليلة المخصصة من المازوت لعمليات التدفئة والتي لا تتناسب مع الأجواء الباردة التي تتميز بها المحافظة، فشكلت عمليات التحطيب تعدياً على الحراج العامة والخاصة إضافة إلى التعديات التي طالت البساتين وأراضي الأشجار المثمرة والزيتون التي وثقتها ضبوط الأهالي لدى أقسام الشرطة، والتي بينت قطع آلاف الأشجار المثمرة والأشجار ضمن الحدائق والأملاك الخاصة وتحولها إلى حطب.
وأكد عدد من الأهالي ممن التقتهم «الوطن» ضمن القرى الحراجية أن انتشار ظاهرة التحطيب تفاقمت بعد أن باتت مصدر رزق لكثير من المخالفين العاجزين عن مغادرة المحافظة، الأمر الذي دفع الكثير من ضعاف النفوس إلى امتهان التحطيب كمصدر لرزقهم في ظل النقص بالمحروقات والغاز والكهرباء، بعد أن تراوح سعر الطن من الحطب المعروض للبيع ما بين 3 و4 ملايين ليرة.
كما أشار عدد من الأهالي ضمن المناطق الأكثر برودة في المحافظة إلى عدم تسلمهم الدفعة الأولى من مازوت التدفئة حتى تاريخه، والتي لا تتجاوز 50 ليتراً رغم أن حاجتهم من المادة كانت في سنوات الوفر وبالحد الأدنى لا تقل عن خمسة براميل بواقع ألف ليتر، متسائلين عن كيفية تأمين التدفئة لأطفالهم، وخاصة مع عجزهم عن شراء المادة من السوق السوداء أسوة بالعائلات الميسورة بعد أن تجاوز سعر البرميل الواحد «200 ليتر» الثلاثة ملايين ونصف وصولاً إلى أربعة ملايين ليرة حسب قدرة الشاري.
وفي السياق ذاته أكد الكثير من الأهالي أن رفع تسعيرة ليتر المازوت بالنسبة لهم ما بين 11و 12 ألف ليرة شكّل عبئاً كبيراً، وخاصة أن معظم المستبعدين من الدعم كان بسبب امتلاكهم سيارة سياحية أو سجلاً تجارياً غير مفعل الأمر الذي يفرض بالمطلق استدانة البعض لتأمين مخصصاته من المادة، والتي لن تتجاوز 50 ليتراً لأن تكلفتها ستصل إلى أكثر من 600 ألف أو بيع مخصصاتهم من مازوت التدفئة كما يفعل كثيرون بأسعار السوق السوداء ليشتروا بثمنها حطباً أو طناً من تفل الزيتون في ظل شح الغاز وانقطاع التيار الكهربائي.
بدوره مدير الحراج في مديرية زراعة السويداء انس أبو فخر أكد لـ«الوطن» تعرض جميع المناطق الحراجية العامة والخاصة وحتى الأشجار المثمرة للتعديات بالقطع وبأعداد كبيرة، وكان آخرها تسجيل التعديات والقطعيات في أم الرمان وفي البساتين والأملاك الخاصة، إضافة إلى الحدائق وجوانب الطرقات، مشيراً إلى أن عدد الضبوط الحراجية التي تم تنظيمها منذ بداية العام الحالي تزيد على 42 ضبطاً.
مصدر مسؤول في فرع المحروقات في السويداء أوضح لـ«الوطن» أنه تم البدء بعمليات توزيع مازوت التدفئة وأن أغلب طلبات التدفئة تم توزيعها للمناطق الأكثر برودة والمدارس والمناطق الأكثر كثافة سكانية، وبانتظار تحسن التوريدات لتغطية كل المناطق، حيث لا يتجاوز عدد الطلبات الواردة للمحافظة من مادة المازوت 6 طلبات يتم توزيعها على قطاع النقل والمياه والخدمات والصحة، إضافة لتخصيص طلب واحد للتدفئة، مشيراً إلى أنه في حال لم تتم زيادة الكميات الواردة من المادة للمحافظة فإن نسب التوزيع ستبقى منخفضة مقارنة مع مدة التوزيع نفسها، العام الماضي، مؤكداً وجود وعود بتحسين التوريدات قبل نهاية الشهر الحالي.