عربي ودولي

موسكو أكدت ضرورة حل الخلاف سلمياً وعدم تدخلها فيه … رئيس أبخازيا: مستعد للاستقالة بعد انسحاب المحتجين من البرلمان

| وكالات

وعد الرئيس الأبخازي أصلان بجانيا، بالاستقالة من منصبه عندما يغادر المتظاهرون من أنصار المعارضة مبنى البرلمان في العاصمة سوخومي، وذلك بعد يوم من اقتحام مؤيدي المعارضة مقر البرلمان على خلفية التصديق على اتفاقية مع روسيا.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، قال بجانيا خلال لقاء مع أهالي قرية تاميش مسقط رأسه: «عندما يغادرون المبنى سأكتب لهم خطاب استقالة، وفي الانتخابات الجديدة سنرى حجم الدعم الذي يتمتعون به فعلا بين السكان»، وشدد الرئيس الأبخازي على أنه يجب على المتظاهرين، إخلاء مجمع المباني الحكومية وبعد ذلك سيكون مستعداً للدعوة إلى انتخابات جديدة، وأضاف بجانيا أنه في حالة استقالته فإن نائب رئيس الجمهورية سيتولى حكم البلاد، وأعلن كذلك أنه مستعد للترشح وخوض الانتخابات المقبلة.
وأول من أمس الجمعة، كان من المقرر أن ينظر برلمان أبخازيا، في مشروع قانون بشأن التصديق على اتفاقية استثمار مع روسيا، وترفض المعارضة التصديق على هذه الوثيقة، وتزعم بأن الحديث يدور عن «بيع الشقق والعقارات السكنية في أبخازيا للروس»، ونتيجة لذلك لم يتم عقد الاجتماع، وقرر النواب تأجيل النظر في القضية إلى الأسبوع المقبل.
والمطلب الرئيس للمعارضة، هو تأجيل اعتماد الوثيقة حتى الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الجمهورية في الربيع المقبل، وحسب المتظاهرين ينبغي أن يتم طرح هذا الموضوع في البرامج الانتخابية، وشهدت جمهورية أبخازيا تظاهر الآلاف من المعارضين، مطالبين باستقالة الرئيس أصلان بجانيا ومغادرته البلاد، ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وكسر أنصار المعارضة السياج المحيط بمجمع المباني الحكومية ثم اقتحموا البرلمان والإدارة الرئاسية، ووفقا لأحدث البيانات أصيب 13 شخصاً خلال ذلك.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعربت، بدورها، عن قلق موسكو إزاء تطور الوضع في أبخازيا، مؤكدة أن روسيا تأمل في حل الخلاف بالطرق السياسية السلمية ولا تتدخل فيه، وقالت زاخاروفا في بيان تم نشره على موقع الخارجية الروسية الإلكتروني مساء أول من أمس الجمعة: «تتابع روسيا بقلق الأحداث في جارتنا أبخازيا الصديقة، حيث تصاعدت التناقضات السياسية الداخلية مرة أخرى، لسوء الحظ، لم تر قوى المعارضة حلاً للخلافات مع السلطات الشرعية في البلاد من خلال الحوار المتحضر القائم على الاحترام المتبادل، لقد تجاوزت الإطار القانوني، ما أدى إلى تصعيد الصراع».
وأشارت الدبلوماسية الروسية إلى أن الأزمة قد تطورت في أبخازيا، ما أدى إلى تباطؤ تنمية البلاد، وأضافت إن مثل هذه السيناريوهات لا تسهم في جذب الاستثمار الأجنبي، وهو عامل مهم للتعافي الاجتماعي والاقتصادي للجمهورية، وتابعت: «إن الجانب الروسي، دون التدخل في العمليات الداخلية في أبخازيا، يتوقع أن يتم حل الوضع الذي نشأ حصرا بالوسائل السياسية السلمية، وفي الوقت نفسه، بالطبع، يجب التقيد الصارم بقوانين أبخازيا، بما في ذلك من حيث شروط الحفاظ على النظام العام».
وأول من أمس الجمعة أشارت الأخبار الواردة من العاصمة الأبخازية سوخوم، إلى أن النواب والوزراء غادروا مجمع المباني الحكومية، حيث دارت اشتباكات بين قوات الأمن مع متظاهرين اقتحموا البرلمان، وساءت الأوضاع في محيط البرلمان، عندما قام ممثلو المعارضة في أبخازيا بالاعتصام عند المبنى، للاحتجاج على التصديق على الاتفاقية الحكومية الأبخازية الروسية بشأن تنفيذ المشاريع الاستثمارية من الكيانات القانونية الروسية على أراضي الجمهورية. ، واستخدمت قوات الأمن قنابل دخان لصد الحشد قرب البرلمان، والذي بلغ عدده حسب تقديرات أولية 2500 شخص، وأشارت وسائل إعلام روسية إلى وضع قوات الأمن في حالة تأهب.
وفي السياق، قالت رئيسة البرلمان لاشا أشوبا، إن إجمالي عدد النواب الذين شاركوا في الجلسة 21 نائباً من أصل 35، وذلك بسبب الضغوط التي تمارس على النواب فيما يتعلق بمناقشة هذا القرار، واعترفت روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا في السادس والعشرين من آب من عام 2008 في أعقاب عملية «إرغام جورجيا على السلام» التي أطلقها الجيش الروسي في الـ8 من آب من العام المذكور، إثر هجوم جورجيا العسكري على أوسيتيا الجنوبية المجاورة لإعادة ضمها، ووقعت روسيا في أيار 2009 مع الجمهوريتين اتفاقية لحماية القوات الروسية حدودهما، فيما تواصل روسيا تقديم كل أشكال الدعم المادي والاقتصادي والاستثماري والتشريعي لهما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن